أثار عسكري أمريكي، برتبة مقدم(كولونيل)، زوبعة داخل وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) بسبب دروس كان قد ألقاها بين طلاب إحدى المدارس العسكرية في القاعدة العسكرية”نورفولك” بولاية فرجينيا، دعا فيها إلى محاربة الإسلام والمسلمين، وخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي.
وحسبما نقلت صحيفة”واشنطن بوست” فإن مسؤولا أمريكيا كبيرا في البنتاغون أدان يوم الأربعاء الماضي ما جاء على لسان الكولونيل الذي يعمل في قسم الدفاع بالبنتاغون، ودعوته إلى”إعلان الحرب الشاملة ضد الإسلام”. وتعود الدروس التي كان يلقيها الكولونيل، الذي يدعى “ماتيي دولي”، إلى عام 2010 أمام عدد من المتخرجين العسكريين الجدد، حيث كان يهاجم الإسلام ويدعو إلى قصف مكة المكرمة والمدينة المنورة بالسلاح النووي كما حصل خلال الحرب العالمية الثانية مع مدينة هيروشيما اليابانية التي قصفتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1945. وبرر الكولونيل دعوته بأن المسلمين ليس فيهم معتدل ومتطرف، وبأن المشكلة في الإسلام نفسه الذي يجب على الجيش الأمريكي أن يعتبره عدوا.
وطالب المسؤول الأمريكي بفتح تحقيق في تلك التصريحات، ووصفها بأنها”لا تحتمل أبدا، ومعاكسة لقيمنا”، كما أصدر قرارا بإزالة أي تسجيلات أو محفوظات تتعلق بتلك الدروس، بهدف طمس معالمها.
وتساءلت بعض المصادر الإعلامية البريطانية في الولايات المتحدة عن سر سكوت الضباط الذين كانوا يتلقون تلك الدروس منذ عام 2010 دون أن يتجرأ أي منهم على كشف ما يحصل داخل قاعة الدروس.
ويكشف ذلك عن نوع من الخلط الذي يوجد لدى المسؤولين الأمريكيين، سياسيين أو عسكريين أو أكاديميين، بين التطرف والإسلام، مما يجعلهم يسقطون في مثل هذه المواقف المتشددة دون تمييز بين الأعمال الإرهابية باسم الدين وبين الدين نفسه.
وكان حدث مماثل قد حصل السنة الماضية، عندما تم الكشف عن وثيقة تخص الاستخبارات المركزية الأمريكية(إف بي آي) كانت تشكل واحدة من المقررات الدراسية الموجهة لأعضائها الجدد الموظفين في وحدة مكافحة الإرهاب، تم فيها نعت الإسلام بأنه”دين متطرف بطبيعته”. وأظهرت الوثيقة التي أزيل عنها النقاب في سبتمبر من عام 2011 أن محرريها لا يميزون فيها بين المسلمين المتشددين وبين الإرهابيين، ويؤكدون بأن المسلمين الأمريكيين”يمكن أن يكونوا متعاطفين محتملين مع الإرهابيين”. كما قدمت الوثيقة مقارنة بين الأديان التوحيدية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، من خلال موقفها من العنف عبر التاريخ، استنتج من خلالها كاتبوها بأن الإسلام لم يعرف”مسلسل الاعتدال بخلاف اليهودية والمسيحية، وأن الفرد المسلم كلما صار أكثر تدينا كلما اقترب من العنف. وقد أثارت تلك الوثيقة في ذلك الوقت غضبا وسط المسؤولين العسكريين الأمريكيين، ليتم بعد ذلك إلغاؤها.
إدريس الكنبوري