دأبت منظمة الصحة العالمية، ومنذ أكثر من ستين عاما، على تخصيص السابع من أبريل للاحتفال باليوم العالمي للصحة، حيث تقوم المنظمة باختيار موضوع صحي بهدف التوعية والتحسيس بأهميته، من خلال توفير الدعم العلمي والمادي والسياسي له. وبالنسبة لهذه السنة، ارتأت المنظمة أن تتخذ لاحتفاليتها شعار ” الشيخوخة وديمومة الحياة”.
ومن أبرز مقاييس التقدم العلمي في مجال الصحة، هو قدرة الطب على مواجهة العديد من الأمراض المستعصية، الشيء الذي دفع ببعض المختصين للقول بأن العالم خلال الخمس سنوات القادمة، ولأول مرة في التاريخ البشري، سيشهد تفوّق عدد المسنين الذين يتجاوزون الخامسة والستين عاما، على عدد الأطفال الأقل من خمس سنوات، وهو ما يحسبه البعض الدافع وراء اختيار المنظمة لموضوع الشيخوخة لهذه السنة.
وتسعى المنظمة من خلال اختيارها لموضوع “الشيخوخة وديمومة الحياة”، للتركيز على الدول النامية والمتوسطة بسبب عجزها عن مواكبة التقدم الطبي ومساعدة الإنسان على العيش لسنوات أطول، كون أن معظم النفقات الطبية لهذه الدول، مخصصة للأمراض الوبائية والمعدية، بعيدا عن أمراض الشيخوخة.
وفي دراسة نشرتها مجلة ” The Lancet ” بمناسبة احتفالية العالم بالصحّة، ركز فريق الدكتور “بيتر شارلوك” على ضرورة تصويب مفاهيم وتصورات الشيخوخة العامة والنمطية، التي تحصر الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستون، في خانة الأشخاص غير المنتجين، والذين يشكلون عبئا ماديا واقتصاديا. في حين تعتبر الدراسة أن التقدم العلمي والتكنولوجي، وفر للمسنين حياة جيدة، جعلت الكثير منهم يؤثرون في اقتصاد وثقافة مجتمعاتهم بفعالية كبيرة، بعيدا عن احتساب عدد السنين التي أمضوها في هذه الحياة.
ويشير البحث/الدراسة إلى أن الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، هي أمراض “غير معدية”، خلاف تلك التي تصيب الفئات العمرية الصغيرة، ومن السهل التحكم فيها من خلال إدخال تحسينات بسيطة وغير مكلفة كالضبط الفعال لارتفاع الضغط الشرياني والسكّري، ومستوى الكوليسترول، والقيام ببعض النشاطات البدنية المنتظمة. غير أن الحكومات المحلية والهيئات العامة لبعض الدول، تقف عاجزة أمام توفير هذه العلاجات البسيطة والفعالة والتي من شأنها التقليل من نسب الوفيات والإعاقة.
وفيما يخص موضوع الشيخوخة بالمغرب، فإن بعض المختصين يعتبرونها ظاهرة غير صحية، جاءت نتيجة تطبيق سياسة التخطيط العائلي، والتي أدت إلى انخفاض في نسبة الولادات، مقارنة بارتفاع في نسبة وفيات الرضع في العالم القروي، إضافة إلى تحسن الخدمات الصحية المخصصة لفئة المسنين بالمغرب.
ويشار إلى أن عدد الأشخاص المسنين بالمغرب، والبالغين من العمر60 سنة فما فوق، تجاوز 2،7 بالمائة سنة 1994، ليصل إلى 8 بالمائة سنة 2004 (52 بالمائة إناث و48 بالمائة ذكور) وهو ما سجله موقع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن.
وفي نفس السياق، توقعت إحصائيات مركز الدراسات والأبحاث الديموغرافية، أن النسب المصرح بها من قبل الجهاز الحكومي المشرف على النهوض بواقع هذه الفئة الاجتماعية، ستعرف هذه النسب زيادات سريعة ابتداء من سنة 2010 .
فاطمة الزهراء الحاتمي/بتصرف
السلام عليكم واشكركم جزيل الشكر عن موقعكم هدا واتمنا لكم النجاح الكامل والسلام الحسن زيتي فاس المغرب