مسلمو أمريكا يقدمون عروضا في «الكوميديا» لمحاربة «الإسلاموفوبيا»

الرئيسية » أخبار » مسلمو أمريكا يقدمون عروضا في «الكوميديا» لمحاربة «الإسلاموفوبيا»

مسلمو أمريكا يقدمون عروضا في «الكوميديا» لمحاربة «الإسلاموفوبيا»

لأسباب متعددة يقدّر الأميركيون الضحك ويعلون من مكانة الظرف والمرح إلى حد كبير، ليس فقط في تعاملاتهم اليومية بل أيضا في خطاباتهم الرسمية. وفي هذا السياق، يصبح من اليسير تفسير شيوع الظاهرة الكوميدية وانتشار العروض الترفيهية وشعبيتها في الولايات المتحدة وتوظيفها أيضا في المجال السياسي.

ووفقا لما نقله موقع “الجزيرة نت” فإنه لطالما استغلت هذه الظاهرة، وخاصة عبر العروض التي تعرف باسم “ستاند أب كوميدي شو”،  في تمرير وتثبيت أفكار ومقولات وتصورات، أو دحضها، حيث تمد النكات والدعابات فلسفة السخرية بحوامل متجددة تزحزح المفاهيم القارة في الوجدان الأميركي، والتصورات النمطية التي تعمل وسائل الإعلام الأميركية على نشرها وترسيخها على أوسع نطاق.

 وفي الآونة الأخيرة، حذا فنانو الكوميديا العرب والمسلمون بالولايات المتحدة حذو الأقليات الأخرى في الاعتماد على العروض ذات الطابع الفني والترفيهي لمحاربة ظاهرة “الإسلاموفوبيا “، عبر سرد قصص وروايات وتجارب تعمل على “أنسنة” أبناء جلدتهم وثقافتهم وتخرجهم من قمقم التنميط وقوالب التصورات الجاهزة.

وفي المشهد الكوميدي الأميركي برز مسلمون وشرق أوسطيون، بينهم بريتشر موس ودين عبيدالله ونيجين فارساد وهارون قادر، وزاهر عثمان وماز جبراني وميسون زياد وعامر زهر وأحمد أحمد وبابا علي وغيرهم.

ومستفيدا من تاريخ الأفارقة الأميركيين في هذا النوع من الفنون، اتجه الكوميدي بريتشر موس، منذ العام 1992، إلى مقاربة المواضيع الإسلامية في أعماله الكوميدية، مواجها تحديا من نوع خاص، عبر عنه في حديث لـ”الجزيرة نت” بالقول”كان السؤال.. هل يمكن لكوميديان مسلم أن يكون مضحكا، وهل بالفعل باستطاعته استقطاب الجمهور”؟

وهذا التصور المسبق عن المسلمين بوصفهم أناسا متجهمين وغاضبين ويجافون الضحك، دفع موس منذ سنوات إلى إنتاج فيلم بعنوان: “الله جعلني (شخصا) مضحكا”، يجمع ثلاثة عروض كوميدية من نوع “ستاند أب كوميدي شو”، يؤديها إلى جانبه كل من الكوميدي ذي الأصول الهندية زاهر عثمان والكوميدي العربي محمد عامر.

ويروي موس في ذلك الفيلم بطريقة مضحكة كيف ذهب للتعاقد مع أحد المسارح من أجل تقديم عمل فكاهي، فسأله المدير: أي من نوع من الكوميديا تؤدي؟ فرد عليه “مسلم كوميدي”، فتفاجأ المدير  وخاطبه بقوله “خليك بحالك” !

بينما يعكس عثمان، في الفيلم ذاته، بشكل ساخر صورة المسلمين المكرسة في الإعلام الأميركي، إذ يعتلي المنصة بلحية وشعر طويلين ويخاطب الجمهور قائلا: “أنا واثق أنكم لم تروا شخصا على هيئتي يبتسم من قبل، لذلك اقتنصوا هذه الفرصة والتقطوا صورة لي”.

ويدرك موس خطورة العمل الكوميدي، ويستبعد أن يكون باستطاعة النكتة وحدها أن تهزم الإسلاموفوبيا، ويقول “إن بعض العروض الكوميدية تحاول أن تجعل الناس أكثر تسامحا، أما بالنسبة لي فالإسلاموفوبيا كإيديولوجيا يجب أن تحارب وتهزم، وأعمالي هي نوع من التثقيف الذي يتطلع إلى هزيمتها”.

ويؤكد موس أن الكوميديا هي مثل باقي الظواهر والمفاهيم الأخرى، كالعنصرية والإسلاموفوبيا وغيرها، تعكس طبيعة الحياة والثقافة العامة في المجتمع، و بإمكانها أن تحدث تغييرات حتى داخل المجتمعات الإسلامية نفسها التي تضم أشخاصا لا يقبلون أية ثقافة تتمايز عن ثقافتهم.

من ناحيته، يشدد الكوميدي دين عبيد الله أن عروضه الكوميدية لا تهدف فقط إلى إضحاك الناس، وإنما ترمي إلى تصحيح سوء الفهم الذي يحيط بالعرب والمسلمين في أميركا.

ويؤكد أن “للأقليات في أميركا تاريخا في توظيف الكوميديا والفنون الترفيهية لتحطيم الصور النمطية حولهم وأنا أسير في هذا المجال، على هدى بعض الأمثلة التي أحدثت فرقا في الثقافة العامة لناحية قبول الآخر المختلف وفهمه”.

ويضيف عبيد الله ذو الأصول الفلسطينية، في حديثه إلى “الجزيرة نت” أن الأغلبية الساحقة من الأميركيين تتمتع بعقلية منفتحة، ولكن هناك الكثير من الأميركيين الذين لم يعرفوا في حياتهم جارا أو صديقا مسلما، لأن عدد المسلمين في أميركا لا يزال صغيرا، ولهذا السبب فإن التفاعل والتواصل مع الإعلام سيسمح لنا بالوصول إلى أوسع الشرائح ومن جميع العقائد.

ويسوق الفنان الكوميدي ذو الأصول الإيرانية، ماز جبراني، أمثلة من تجربته الشخصية عن الفرق الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه الكوميديا، بقوله “بعد جولات لبرنامجنا “محور الشر” (بالاشتراك مع كوميديين عرب)، وصلتنا رسائل بريدية كثيرة جدا من أشخاص أخبرونا أنهم قبل مشاهدة العرض كانوا يعتقدون أن جميع العرب والشرق أوسطيين هم بشر سيئون”.

عن “الجزيرة نت” بتصرف

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *