مرصد أوروبي: سبتمبر 2020 كان الأسخن على الإطلاق عالميا

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » مرصد أوروبي: سبتمبر 2020 كان الأسخن على الإطلاق عالميا

أظهر تقرير لخدمة “كوبرنيكوس” الأوروبية لتغير المناخ (Copernicus Climate Change Service “C3S”)، أن شهر سبتمبر/أيلول الماضي كان الأسخن على الإطلاق في العالم مقارنة بأشهر سبتمبر في بقية السنوات، في الوقت الذي سجل فيه الجليد البحري ثاني أكبر تراجع له في التاريخ خلال نفس الشهر، مما يشير إلى أن عام 2020 قد يكون الأكثر سخونة منذ بداية تسجيل درجات الحرارة.

على خطى يناير ومايو

ويقول التقرير الشهري الذي نشر على موقع خدمة كوبرنيكوس على الإنترنت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إن أحدث البيانات تظهر أن هذا العام يواصل تحقيق درجات حرارة قياسية، بعد تصنيف شهرين من هذا العام كأكثر الأشهر دفئا في التاريخ مقارنة بنفس الأشهر في باقي السنوات. وكان يناير/كانون الثاني عند 0.03 درجة مئوية أكثر دفئا من أي شهر يناير في السنوات السابقة، ومايو/أيار السابق عند 0.05 درجة مئوية أكثر دفئا من أي شهر مايو في السنوات الماضية، إضافة إلى شهر سبتمبر/أيلول 2020 الذي كان الأكثر سخونة على الإطلاق عالميا.

ووفقا للتقرير، فإن معدل الحرارة خلال سبتمبر/أيلول 2020 على الصعيد العالمي كان أعلى بمقدار 0.05 درجة مئوية عن سبتمبر/أيلول 2019، الذي كان الأكثر حرارة في التاريخ. كما أنه أعلى بمقدار 0.63 درجة مئوية فوق المتوسط المسجل في أشهر سبتمبر/أيلول خلال الفترة من 1981 إلى 2020.

وسجلت بعض المناطق حرارة غير مسبوقة، على غرار سيبيريا التي تعرضت لموجة حر بدأت في الربيع الماضي وأدت إلى اندلاع حرائق واسعة. كما شهد المحيط المتجمد الشمالي درجة حرارة أكبر من المعتاد، مما تسبب في تراجع الغطاء الجليدي البحري خلال الصيف إلى مستوى هو الأدنى بعد المستوى المسجل في 2012.

وعرفت أميركا الشمالية -وفقا للتقرير- ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة خاصة في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث سجلت 49 درجة مئوية في بداية الشهر في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا التي دمرتها الحرائق.

الاقتراب من سقف اتفاقية باريس

ووفقا لنفس المصدر، فإن درجة الحرارة خلال الـ12 شهرا الأخيرة الممتدة من أكتوبر/تشرين الأول 2019 إلى سبتمبر/أيلول 2020، شهدت ارتفاعا بحوالي 1.28 درجة مئوية أعلى من درجات حرارة حقبة ما قبل الصناعة. كما أن السنوات الخمس الماضية كانت الأكثر سخونة على الإطلاق، وهذه الأرقام تشير إلى أن الظروف المناخية على الكوكب قد اقتربت بشكل خطير من السقف الذي حددته اتفاقية باريس.

وكان هدف الاتفاقية -التي أبرمت في العاصمة الفرنسية عام 2015 من قبل ما يقرب من 200 دولة- خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واحتواء الاحتباس الحراري تحت 1.5 درجة مئوية، أو في أسوأ الأحوال 2 درجة مئوية، للحد من الآثار المدمرة للتغيرات المناخية كالعواصف والجفاف وموجات الحرارة الشديدة.

وفي الوقت الذي ارتفع فيه متوسط درجة حرارة الكوكب بالفعل بأكثر من 1 درجة مئوية، فإنه لا يزال يرتفع بمعدل 0.2 درجة مئوية لكل عقد منذ نهاية السبعينيات. ويستبعد التقرير أن يعكس عام 2020 هذا الاتجاه، خاصة بعد تسجيل معدل حرارة قياسية في يناير/كانون ثاني ومايو/أيار وسبتمبر/أيلول، مقارنة بنفس الأشهر في العقود الماضية.

ويكشف التحليل المقارن الذي ورد في التقرير للأشهر التسعة الأولى من عامي 2020 و2016 -أكثر الأعوام حرارة في التاريخ- عن شذوذ “متشابه تماما” في درجة الحرارة. ومع ذلك، فإن الظواهر المناخية مثل التطور المستمر لظاهرة إلنينيا، والتي تميل إلى خفض درجة الحرارة العالمية، ستؤثر على احتمال أن يصبح عام 2020 هو العام الأكثر سخونة.

الجزيرة

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *