مجمع الصلاح:أمير المؤمنين، مُقْتَفٍ نهجَ جده النبي الأمين في إيثار السلام

الرئيسية » أخبار » مجمع الصلاح:أمير المؤمنين، مُقْتَفٍ نهجَ جده النبي الأمين في إيثار السلام

بلاغ رابطة مجمع الصلاح

بسم الله الرحمن الرحيم

على إثر الاتصال الذي أجراه أمير المؤمنين في العاشر (10) من دجنبر 2020 مع فخامة السيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والذي نتج عنه صدورُ المرسوم الرئاسي الذي يعترف بمغربية الصحراء، إضافةً إلى التدابير المُعْلَنِ عنها من أجل استئناف آليات الاتصال مع إسرائيل، مما يشكِّلُ تطوراتٍ كبرى في سبيل تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي، حَظِيَتْ بإشادة وطنية ودولية.

وانطلاقًا من موقعه كرئيسِ لجنة القدس، جدَّدَ أميرُ المؤمنين، نصره الله، موقفَ المملكة المغربية الثابتِ بشأن القضية الفلسطينية، والقائمِ على حلِّ الدولتين في العيش جنبًا إلى جنبٍ في سلام وأمان؛ وعلى ضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كسبيل وحيد للتوصل إلى تسوية شاملة ونهائية؛ وكذا التزام جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، بالحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة، والمسجد الأقصى.

كما أكد جلالته أن القضية الفلسطينية تتنزّلُ لدى المغاربة ملكًا وشعبًا منزلةَ القضية الوطنية للصحراء المغربية، وأن التطورات الأخيرة لهذا الملف ونجاحات الدبلوماسية الملكية في حلِّ هذا المشكل المفتعل بإصرار أعداء الوحدة الوطنية على تكريس الخريطة الاستعمارية وتشجيع الانفصال لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، بل إن المغرب سيعمل على تحويل هذه المكاسب الجديدة في قضيته الوطنية إلى فرصة لإيجاد حل عادل في ملف القضية الفلسطينية بشكل يرضي جميع الأطراف المتصارعة و يصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.

وإذ نبارك هذه الخطوة الملكية التي تؤكد حكمة أمير المؤمنين، وعمق رؤيته، والتي تعرب عن تشبثه بالسلم والسلام، نذكِّر أن أمير المؤمنين، مُقْتَفٍ نهجَ جده النبي الأمين في وثيقة المدينة، من خلال إيثار السلام والعمل على ترسيخه مصداقًا لقوله تعالى ]وإنْ جَنَحُوا للسّلم فاجنح لها وتوكَّل على الله إنه هو السميع العليم[، وأنه بعد سبعة عقود من الصراع اللامتناهي والمآسي الكبيرة، وتضاؤل فرص العيش في وئام واطمئنان،فقد حان الوقت للبحث عن سبيل جديد لإحلال السلام وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ولاسيما أن جلالته بصفته أميرًا للمؤمنين وحاميًا لحمىالوطن والدين له ولايةٌ شرعيةٌ يحافظ بمقتضاها على روابطَ خاصةٍ مع أبناء شعبه من الجالية اليهودية المغربية الذين يشغلون مناصب مسؤولية في إسرائيل يُطوِّقهم بمهمة العمل على المساهمة الإيجابية في حلِّ هذه المُعضلة المتواصلة منذ رَدْحٍ من الزمان، وأن التجربة الحضارية للمملكة المغربية الغنية بروافدها المتنوعة والحاضنة لمشاربها المتعددة تثبت نجاح التعايش بين جميع مكونات الأمة المغربية في أمن وأمان وتعاون وسلام، وتَصْلُحُ نموذجًا عالميا للتَّساكن والتسامح كما حدث منذ قرون في تجربة بلاد الأندلس والمغرب، و هو متواصل على نفس النهج في إمارة المؤمنين في المملكة المغربية الشريفة.

إن ما أقدم عليه أمير المؤمنين، يجسِّد إرادةً قوية من جلالته لكسر الجمود في هذا الملف الشائك، ووضع حدٍّ للمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإيقاف مسلسل العداء والاحتراب والتنابذ الذي ما فتئ يدمي القلوب وينكأ الجروح ويؤبِّد الكراهية، ويعمِّق الهوةَ بين الطرفين.

نسأل المولى جلَّت قدرته أن يوفِّق أميرَ المؤمنين لما يحبُّه ويرضاه، وأن يحقِّقَ على يديه الأمنَ والأمانَ، والسِّلمَ والاطمئنان، في هذه البقعة المقدسة، وأن يعيد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين، للمسلمين، ويبقي القدس الشريف مدينة حنيفية مفتوحة لكل المؤمنين، من دخلها كان آمنا ومن خرج منها كان سالما.

والله ولي التوفيق

وحرر يوم الجمعة العاشر من جمادى الأولى 1442هـ/ الموافق للخامس والعشرين من شهر دجنبر 2020م.

رابطة مجمع الصلاح

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *