القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم 2/6

الرئيسية » الأعمدة » بصائر » القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم 2/6

2- إجماع الأمة حول القبلة

إجماع الأمة حول القبلة، واستبانة جماعاتها وأفرادها لوجهاتهم بناء عليه: أساسٌ رئيس لتوحيد صفوف الأمَّة.

إن من آكد مقتضيات التعامل مع كتاب الختم، الوقوفَ على المنهج القرآني المكنون النابض المتجدّد الذي يقود الإنسان نحو آفاق الإفادة من قابلية القرآن المجيد للهداية للتي هي أقوم ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾[الإسراء:9]، ولن يتيسّر ذلك إلا عن طريق الاطراح الملحّ، استنطاقًا واستهداء، بين يدي كلام الله تعالى.

ومن مقتضيات هذا الاطراح، التلقي المسلّم من الوحي عن طريق الإعمال المتصاعد المتنامي لمنهاجيته السارية فيه والتي تتكشف بالاجتهاد عبر الزمن، وهي منهاجية قد تبدّى من خلال ما سلف، أن من دعاماتها الأساس، الوقوفَ على بنائية القرآن المجيد، وإدراكَ أنه ترتيل.

وهذه البنائية هي التي مكّنت الإنسان من أن يقوم بالقراءة وفق منهجية آياتية[1]، ومن خلال تلقي الكلمات، وهذا أبرز تجليات المواءمة بينه وبين كتاب الختم، وقد ذمّ الله عز وجل الذين جعلوا القرآن عِضِين؛ أي الذين يفرِّقونه ويعضّونه، وذلك في قوله تعالى: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ. الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾[الحجر:90-91].

وقد كان هذا المضمون، هو أول وحي تلقاه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهو قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾[العلق:1-5].

والآيات والبصائر مبثوثة في الكون، كما أنها مكونات القرآن. إن آيات سورة العلق تأمر سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن خلاله الإنسانَ في كل زمان وفي كل مكان، أن يقوم بضربين من القراءة: قراءة آيات وبصائرِ الخلق: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾، وقراءة في الوحي الذي حفظه الله في السطور وفي الصدور: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾. فهي قراءة في آيات وبصائرِ الكون بتوجيهٍ وترشيد من آياتِ وبصائر القرآن.

وإن إحلال الوحي في واقع العالمين كان هو العمل الذي قام به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع الجماعة المسلمة الأولى التي تعتبر جنين الأمة الفرد/الجسد،  الأمة التي تكتمل عبر الزمن، حيث تركها عليه أزكى الصلاة والتسليم مقياسًا شاخصًا لا تتخوّفه الأحداث. فقد بدأ زرعه عليه الصلاة والسلام للآيات من نفسه الشريفة؛ “كان خلُقه القرآن”[2].

 ثم زرعها عليه الصلاة والسلام في نفوس أصحابه الكرام رضوان الله عليهم، من خلال الجمع بين القراءتين، الوحيين المسطور والمنظور[3]، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾(الفتح:29)، ليرفعها الأصحاب الكرام رضوان الله عليهم علامات وبصائر في واقعهم[4]، واقع المدينة المنورة والذي استحق أن يكون الوحدة القياسية وحالة السواء التي تقاس عليها التجمعات البشرية.

والنظر الحصيف في منهج الصحب الكرام – رضي الله عنهم- في مواجهة تلك الأزمات والنوازل الفكريَّة، والسياسيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديِّة، يهدي المرء إلى القول بأنَّه قد كان امتداداً للمنهج النبويِّ في المعالجة والطريقة، كما كان انعكاساً للتربية النبويِّة التي ربَّى –صلَّى الله عليه وسلَّم- بها أولئك الصحب خلال سنوات البعثة.

ولكي يكون فعل القراءة التكاملية بين الكتابين المنظور والمسطور، وبين العلوم المنبثقة عن الحوار معهما، ونقصد بذلك علوم التيسير وعلوم التسخير أمرًا ممكنًا، لابد أن يضطلع الإنسان بكل ما سلف من مقوّمات ومقدمات، حتى يكون الجمع بين القراءتين قادحًا لزَند التكامل والتنامي والإغناء لكلٍّ منهما، ضامًّا بين القدرة على الحركة والقدرة على استحضار القبلة واستبانة الوجهة واستخلاص القيم، وعابرًا بين الكتابين والعلوم المستخلصة منهما، بالخبرات المستكنهة من كل منهما، إلى كل منهما.

لقد جاء الوحي في المجال الإنساني متسقًا مع كون الإنسان متحملاً للأمانة، وكونه عُلِّم الأسماءَ كلها، ومع كونه قد أسجدت له الملائكة، ومع كونه قد رُفع إلى أعلى مصاف الكرامة. وهذا مقتضاه تفعيل الإمكان الكامن في الإنسان وعدم طمره أو إهماله، لأن في ذاك تحجيمًا له. فالوحي -بناء على هذا- تنزّل وفق قدرات الإنسان التي زوّده بها باريه -وهو أعلم به- ولا يحصل الانتفاع به إلا إذا شغلت هذه القدرات جميعها. بتعبير آخر، لا يتحقق السجود في المجال الإنساني إلا بحشد الإنسان -فردًا وجماعة- لكل الطاقات المكنونة فيه.

وعلى هذا يفهم قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾(التغابن:16)، وقوله: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾(الأنفال:60)، وقوله: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا﴾(الطلاق:7)، وقوله: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾(البقرة:286)، فالوسع والإيتاء قد فُهما في فترات الجمود والقعود فهمًا سالبًا، في حين أن التطلع لتحقيق السجود يقتضي لهما فهمًا موجبًا.

إن اتباع الوحي في المجال الكوني، يتم طوعًا وتقديرًا فيحل فيه الهداية. فالكائنات كلها إلا الثقلان تُخلق -بسبب التقدير والهداية- معروفة الوظيفة، مطيعة لوحي التسخير الذي معها، فتكون تلك الطاعة سجودها ويكون التسخر وجهتها في سجودها نحو القبلة النهائية التي هي الله جل جلال ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾[الحج:18].

وهذا مؤداه -لإبائها حمل الأمانة[5]– انعدام حيرة البحث عن الوجهة والقبلة في المجال الكوني، بخلاف المجال الإنساني، حيث أمانة إعمال الوحي والعمل به إراديًّا، كدحًا ومكابدة، وحيث الاختيار مما يترتب عليه أن الإنسان يولد على الفطرة/الدمغة/الصبغة الأصلية والتقويم الأحسن، وهو مؤدى قوله تعالى: ﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ﴾ [الإنشقاق 6]، وقوله تعالى  ﴿لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ [البلد 4].

وتلك مقومات القدرة على الاهتداء بالوحي للتعرف على الوجهة والقبلة وتحقيق السجود/الاندراج في موكب الساجدين، مع إمكان التنكب عن هذا الوحي واللجّ في الطغيان/فقدان التوازن. ولذلك يولد الإنسان غير معروف المصير، ويولد غير معروف الوجهة، ويولد قادرًا على التزكي أو التدسي، ويولد بمقعدين؛ أحدهما في الجنة والآخر في النار[6].

[1] ـ المنهجية الآياتية ثمرةٌ من ثمرات إدراك البنائيتين (بنائية الكون وبنائية القرآن) وبوابةٌ للمعرفة الناجعة الراشدة.

[2] ـ أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) (308)

[3] ـ إذا كانت القراءة في الجانب الكوني تتم بالتفكّر ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ﴾(آل عمران:191). فإنها في الجانب المسطور “الوحي” تتم بالتدبر ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾(محمد:24).

إن الجمع بين القراءتين تجلٍّ من تجليات التكامل المعرفي في القرآن المجيد، فلا يخفى على قارئ ولا قارئة لكتاب الله، أن أول ما أشرق من أنوار هذا الوحي الخاتم على دنيا الإنسان هو قوله سبحانه: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾(العلق:1-5).

[4]ـ إن الآيات والبصائر في القرآن المجيد تمكّن من إضافة الوجهة إلى قدرات الإنسان التسخيرية، والناجمة أساسًا عن تعليم الأسماء الممكّنة من قراءة الآيات والبصائر الكونية كما يتضمن قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ  قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾(البقرة:31-33)، بيد أن الوجهة التي تحررها لنا آيات الكتاب الحكيم، وهي من الضرورة بحيث بدونها لا ينال رشد ولا يُهتدى إلى قبلة.

[5] ـ  ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا﴾ [الأحزاب 72]

[6] ـ وفي الحديث الشريف” إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب، فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي إلى السماء السابعة. فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله، فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام. فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم، فيقول هو رسول الله. فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب، طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ،معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ (لا تفتح لهم أبواب السماء) == فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحا فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك، فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول أنا عملك الخبيث فيقول  رب لا تقم الساعة”.  الحديث رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وروى النسائي  وابن ماجه أوله، ورواه الحاكم وأبو عوانة الإسفرائيني في صحيحيهما، وابن حبان، وصحَّح الحديث الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *