في مشهد مذهل، تم أخذ لقطات من سلسلة من صور الأرض بلا سحب، التقطها أحد أكثر الأقمار الاصطناعية فاعلية في السماء وهو المركبة الفضائية سومي، ويظهر من خلالها كوكب الأرض في الليل والتي أطلق عليها “الرخام الأسود”.
وكانت المركبة الفضائية التي أطلقتها الولايات المتحدة العام الماضي تعمل خصيصا لتوصيل معلومات الأرصاد الجوية، مظهرة مجموعة من بيانات “الرخام الأسود” كواحدة من مجموعة إبداعات سومي وهو استخدام الجهاز الخاص” VIIRS ” في تصوير الحد الأدنى لحساسية الضوء. ويستطيع جهاز التصوير الإشعاعي للأشعة تحت الحمراء تمييز عدد من الظواهر التي تهم خبراء الأرصاد الجوية مثل السحب والثلج والضباب وغيرها حتى لو كانت المركبة في النصف المظلم من الكرة الأرضية.
في معظم الوقت تحتاج VIIRS إلى القليل من ضوء القمر لتمارس عملها، ولكن إذا لم يكن هذا متاحا، فإن الجهاز يواصل عمله اعتمادا على الوهج الليلي المنعكس من الغلاف الجوي نفسه، كما أن الجهاز أيضا يستطيع بالطبع خلال فترة “الرخام الأسود” التقاط صور جيدة جدا للضوء المنبعث من المدن التي نعيش بها.
وتم الكشف عن الصور الجديدة خلال اجتماع الخريف للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي وهو أكبر اجتماع سنوي يضم العلماء في العالم، ويتوقع أن تصبح المعلومات المأخوذة من سومي، والتي جاءت بالتعاون مع ناسا وجهات أخرى، مادة محاضرات مستقبلية في المؤتمر.
وتأتي براعة VIIRS من قدرته على تصوير مراحل تغير الليل والنهار، ليس مثل مجرد كاميرا عادية قادرة على التقاط منظر واحد، لأن مراحل تغير الليل والنهار تنتج صورة من تكرار تصوير المشهد وتحليل ملايين البيكسلات المتاحة.
وبعدها يراجع النظام كمية الضوء في كل بيكسل بالصورة، فإذا كان الضوء شديد السطوع فإن نظامه يمنع البيسكل من الوصول إلى درجة التشبع، أما إذا كان البيسكل شديد الإظلام فإن الإشارة يتم تضخيمها.
وكانت الأقمار الصناعية الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية قد تم تطويرها بحساسات للضوء الخافت لمدة عقود، ولكن ناسا و Noaa الممثلين في الاجتماع الجيوفيزيائي الأمريكي أكدا أن جهاز VIIRS قادر على تحقيق مستويات جديدة.
وكان أحد أهم الملاحظات التي تم رصدها مؤخرا هو إعصار ساندي وتحديد الموقع الذي سيضربه الإعصار في أمريكا خلال شهر أكتوبر الماضي.