لا يتمتع السكر بسمعة طيبة عندما يتعلق الأمر بالصحة الجسدية، فهو مسؤول عن زيادة الوزن، وظهور حب الشباب، والإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، غير أن دراسة جديدة، أظهرت أن الإفراط في تناول السكر يمكّن أيضا من نمو الأورام السرطانية في الجسم.
ويشمل مصطلح “السكر” أنواعا عديدة، مثل سكر المائدة، ومواد التحلية، والعسل، وعصائر الفاكهة، لكنه في الغالب يشير إلى تلك المادة التي تُستخلص وتنقّى لتضاف إلى الغذاء والمشروبات لتحسين مذاقها.
وأظهرت دراسة طويلة المدى أجراها باحثون بلجيكيون أن الخلايا السرطانية الموجودة في الجسم تحصل على الطاقة من السكر المخمّر، الذي يشار إليه باسم “تأثير وربرغ” (Warburge effect). وتقوم الفكرة على استهلاك الورم السرطاني للجلوكوز لأجل النمو، وتختلف هذه العملية تمامًا عن نمو الخلايا غير السرطانية التي تستخدم الأكسجين لتحويل الجلوكوز إلى طاقة للجسم.
وتمكّن الباحثون أثناء مجريات الدراسة التي استمرت تسع سنوات ونُشرت مؤخرًا في مجلة “اتصالات الطبيعة” (Nature Communications)، من التأكد من دور السكر الذي يستهلكه البعض بإفراط من تعزيز إيقاظ الخلايا السرطانية الموجودة في الجسم والمساهمة في نمو الورم بشكل سريع.
ولا تعدّ هذه الدراسة الأولى من نوعها فحسب، فقد سبق وأن كشفت عدة دراسات كذلك عن أن السكر يغذي الخلايا السرطانية بالطريقة ذاتها التي يغذي بها جميع الخلايا الأخرى في الجسم.
وتنصح الإرشادات الصحية الحالية بألّا تتجاوز جرعات السكر المضافة إلى الأغذية أكثر من خمسة في المئة من جرعة الشخص اليومية من السعرات الحرارية، خصوصا بعد أن أثبتت مجموعة من الأبحاث أن السكر يعدّ العدوّ الأول للصحة العامة، وفرضت الحكومات على استهلاكه المزيد من الضرائب، كما نصح بعض الخبراء بإلغائه تماما من الأنظمة الغذائية.
وقفز استهلاك العالم للسكر من 124.3 مليون طن عام 2011 إلى 172.4 مليون طن عام 2018، كما أظهرت إحصائيات المنظمة الدولية للسكر. ويعني ذلك أن معدل استهلاك الفرد للسكر في العام بلغ نحو 22.6 كيلوغراما.
ولا تقيس الإحصائيات استهلاك السكر في العالم فقط السكر الذي يضيفه الناس إلى الطعام والمشروبات. وإنما يوجد أيضا ما يشير إليه الخبراء باسم “السكريات الحرة”، التي تشمل السكر المضاف إلى الأطعمة أثناء التصنيع، أو الأطعمة التي تحتوي على معدلات مرتفعة من السكر بصورة طبيعية مثل عصائر الفاكهة.
وأحد الأسباب الرئيسية لاستهلاك كميات كبيرة من السكر كانت دوما أن السكريات تعدّ أطعمة رخيصة وفي متناول الكثيرين للحصول على الطاقة وإمداد أجسادنا بها.
صحيفة العرب