أكد المدير العام للإيسيسكو الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري٬ خلال لقاء الاثنين بشفشاون، أنه لابد من تعزيز الحوار بين الشرق والغرب للبحث عن آفاق ثقافية جديدة تتفاعل فيها الحضارات وتنتقل فيها المعرفة بروح منصفة.
وأوضح التويجري٬ في افتتاح أعمال الندوة الدولية حول “الإيسيسكو والمسلمون في الغرب”٬ أن الوقت قد حان للبحث عن “آفاق ثقافية جديدة لم يستهلكها النقاش٬ ومنها قضية التأثير والتأثر في تاريخ العلوم وانتقالها من حضارة إلى أخرى”٬ مضيفا أن هذا المجال “يجب أن يتناول بالدرس التفاعل بين حضارتين أو أكثر في نقل المعرفة بروح منصفة٬ ليس فيها طرفان متحاوران٬ بل فريق مشترك يسعى إلى إبراز الحقائق العلمية من خلال الآثار والمخطوطات الباقية”.
وأبرز أن هذا التكامل سيساهم بشكل جلي في “إبراز إسهام الحضارات جميعها في بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة التي تشكل النسيج المتكامل لجهود الإنسانية المتراكمة عبر التاريخ٬ وهو ما سيفيد في مواجهة الأفكار المتطرفة والمواقف المتعصبة التي تبخس المبدعين والرواد حقهم وتتجاهل فضلهم وسبقهم”.
وقال التويجري في الندوة ٬التي تنظم بالتنسيق مع جمعية الدعوة الإسلامية في شفشاون٬ إنه ” في الوقت الذي يتيسر فيه التواصل العالمي بفضل التقدم المطرد في وسائل الاتصال٬ ويصبح فيه العالم بمثابة قرية صغيرة٬ كان ينبغي لأصوات التقريب بين الأفكار والآراء والمذاهب والسياسات أن تعلو٬ ولمؤتمرات التصالح والحوار أن تنعقد٬ ولقيم العدل وحقوق الإنسان أن تصان٬ وكان ينبغي للمنظمات الدولية أن تكون الضمير المعبر عن كل هذه المعاني والقيم السامية٬ والوسيط المنصف بينهم وبين صانعي القرار”.
وأبرز التويجري٬ في تصريح للصحافة، أن الهدف من تنظيم الندوة دراسة جهود الايسيسكو في الدول الغربية سواء في أوروبا أو أمريكا ودراسة استراتيجية المنظمة الموضوعة لدعم العمل الإسلامي خارج العالم الإسلامي في مجالات التربية والتعليم والثقافة والرد على الحملات المغرضة والمشوهة التي توجه ضد الإسلام والمسلمين ورموز الإسلام وعلى رأسهم النبي محمد (صلعم).
وموازاة مع أعمال الندوة٬ انعقدت مائدة مستديرة لمناقشة موضوع (الإساءة إلى الرسول الكريم في فيلم براءة المسلمين: الخلفيات والدواعي وسبل المعالجة الحكيمة)
ويشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للندوة ٬ حضرها الدكتور عباس الجراري٬ مستشار جلالة الملك وعدد من الخبراء في مجال الثقافة والتربية٬ وشخصيات تنتمي إلى عالم الفكر والثقافة والإبداع.