إطلاق صاروخ "فالكون" الاستكشافي لرصد الأحوال الجوية

الرئيسية » علم وحضارة » إطلاق صاروخ “فالكون” الاستكشافي لرصد الأحوال الجوية

إطلاق صاروخ "فالكون" الاستكشافي لرصد الأحوال الجوية

أطلقت شركة “سبيس إكس” الصاروخ الاستكشافي “فالكون” من ولاية فلوريدا الأمريكية حاملا قمرا صناعيا يعرف باسم “مرصد الفضاء السحيق للمناخ” لرصد الأحوال الجوية.

وستستخدم الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي القمر الصناعي الجديد لمراقبة الشمس.

وسيقدم القمر الصناعي إخطارا مسبقا عن أي عواصف شمسية محتملة.

ويمكن للشمس أن ترسل موجات جارفة من الجسيمات المشحونة والإشعاع نحو الأرض، مما يؤدي إلى تعطيل مجموعة من الخدمات الأساسية بدءا من النظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس) وحتى توزيع الكهرباء.

وقال توم بيرغر، مدير مركز التنبؤ بالطقس التابع للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي في مدينة بولدر بولاية كولورادو: “سيكون مرصد الفضاء السحيق للمناخ بمثابة ‘عوامة تسونامي في الفضاء‘، إذا صح التعبير، وسيقدم إخطارا مسبقا قبل ساعة من أي انفجارات مغناطيسية هائلة من الشمس تعرف أيضا (بالإنبعاث الكتلي الإكليلي).”

وأضاف: “الإنبعاث الكتلي الإكليلي هو السبب وراء أكبر العواصف الجيومغناطيسية على الأرض، وبعضها قد يحدث خللا شديدا لمجتمعنا التكنولوجي، مما يتسبب في فقدان الاتصال بالطائرات، ولاسيما تلك التي تحلق فوق القطبين، وإلحاق الضرر بالأقمار الصناعية في المدار، وحتى تلف معدات شبكات الكهرباء على الأرض”.

“غورسات” يعود من جديد

وسيحل مرصد الفضاء السحيق للمناخ، الذي يعمل من نقطة في الفضاء تبعد عن الشمس بـ 1.5 مليون كيلومتر، محل قمر صناعي أمضى 17 عاما في الفضاء كانت مهمته تنحصر في مراقبة العواصف الشمسية الخطيرة المحتملة.

وأطلق الصاروخ “فالكون 9” من إحدى المنصات بقاعدة كيب كانافيرال الساعة 23:03 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء. وكانت هذه هي المحاولة الثالثة لإطلاقه، بعدما تأجلت الرحلة بسبب مشاكل في نظام رادار بالقوات الجوية وسوء الأحوال الجوية.

وانفصل مرصد الفضاء السحيق للمناخ من المنصة العليا للصاروخ “فالكون” بعد نحو 36 دقيقة من إطلاقه، وهو الآن في طريق الوصول إلى المحطة التشغيلية خلال 110 يوما.

وحمل القمر الصناعي اسم “تريانا” عندما فكرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في إطلاقه للمرة الأولى في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.

وفي ذلك الوقت، كانت مهمته الأساسية تكمن في مراقبة الأرض من موقعه البعيد.

ونتيجة للدعم القوي الذي حصل عليه في ذلك الوقت من نائب الرئيس الديمقراطي آل غور، تغير اسم القمر الصناعي ليحمل اسم “غورسات” في بعض الأوساط.

ومع ذلك، ألغى تريانا عندما سيطر الجمهوريون على البيت الأبيض، وتوقفت المركبات الفضائية معظم فترات العقد الأول من الألفية الجديدة.

وفي عام 2008، تم التفكير مجددا في إحياء تريانا، على أن تتركز مهمته الرئيسية في مراقبة الشمس.

تجربة الاستعادة

وعلى الرغم من أن مرصد الفضاء السحيق للمناخ لن يعود لبث مقاطع فيديو، فإنه سيلتقط صورا لكوكب الأرض.

وسيكون ما يتراوح بين أربع إلى ست صور متاحة يوميا على موقع على الإنترنت متاحا للجمهور.

وقال ستيفن كلارك، من قسم مهمة العلوم بوكالة ناسا: “أعتقد أن رؤية قرص الشمس المضاء (من الأرض) سيكون مصدر إلهام للناس. أعلم أن الأمر سيكون كذلك بالنسبة لي، وأعلم أن أطفالي سيكونون سعداء برؤية مثل هذه الأشياء”.

وسوف يستخدم العلماء مراقبة المرصد لكوكب الأرض في دراسة طبقة الأوزون والغيوم والغطاء النباتي.

وسيساعد القمر الصناعي أيضا في تتبع كمية الطاقة الشمسية الساقطة على كوكب الأرض مقابل كمية الطاقة التي يعيدها إلى الفضاء – وهي خطوة مهمة للغاية لفهم تغير المناخ.

وأصدر آل غور نفسه بيانا فور انفصال المركبة الفضائية، وقال: “بدأ مرصد الفضاء السحيق للمناخ مهمته لكي يعمق فهمنا للأرض ويمكن المواطنين والعلماء على حد سواء من فهم واقع أزمة المناخ وتصور حلول لها. سيقدم المرصد لنا فرصة رائعة لرؤية جمال كوكبنا، وبذلك يذكرنا بواجب حماية هذا الكوكب”.

بي.بي.سي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *