6 دروس يمكن تعلّمها من العباقرة

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » 6 دروس يمكن تعلّمها من العباقرة

6 دروس يمكن تعلّمها من العباقرة

سواء كان الأمر يتعلق بتصميم سيارة أسرع من الصوت، أو بمساعدة مكفوفي البصر على الرؤية، أو بصنع تاريخ استكشاف الفضاء، دائما ما يدور السؤال: ما الذي يمكن لنا أن نتعلمه من العقول العظيمة التي وقفت وراء تحقيق هذه الإنجازات الكبرى؟

الدرس الأول: التحديات الجديدة تتطلب طرقا جديدة

تبدو مَرْكَبَةً «بلدهاوند إس إس سي» مزيجا من سيارة وطائرة مقاتلة وسفينة فضاء، ويسعى القائمون عليها إلى أن تصبح أول مركبة تسير على الأرض وتكسر سرعتها حاجز الألف ميل في الساعة.

من بين التحديات الرئيسية التي كانت متمثلة في هذا الصدد: كيف يمكن للمرء ابتكار أسرع إطارات سيارات في التاريخ، وجعلها مستقرة وجديرة بالثقة عندما تسير المركبة بسرعة تفوق سرعة الصوت؟

وبحسب ما يقول مارك تشابمان كبير المهندسين المسؤولين عن المشروع، فإنه بعد الكثير من المداولات وبلورة الأفكار المبتكرة، قرر فريق العمل أخذ خطوة إلى الخلف، وتغيير الطريقة التي كان أفراده يحاولون من خلالها حل المشاكل. وتبنى فريق العمل نهجا يُطلَق عليه اسم «التصميم من خلال التجارب»، وهو أسلوب يعتمد على الرياضيات، ويتمثل في إجراء الكثير من التجارب المحدودة، ومن ثم النظر إلى الإحصائيات الناتجة منها مجتمعة.

الدرس الثاني: دع البراهين تُشكل وجهة نظرك

كان العالم الجيوفيزيائي ستيفن جاكوبسِن، الذي يعمل في جامعة «نورث ويسترن» الأميركية، يعتقد أن المياه الموجودة على الأرض نشأت بفعل سقوط المذنبات على سطح كوكبنا. ولكن بعد دراسة الصخور التي سمحت للعلماء بالتمعن في ما جرى في الماضي، اكتشف جاكوبسِن وجود مياه كامنة في داخل ما يُعرف بـ «الزبرجد الزيتوني»، وهو معدن شديد الزرقة مؤلف من سيليكات الحديد والمغنيسيوم، ويوجد في طبقة من طبقات الأرض، ما يشير إلى إمكانية أن تكون المحيطات شقت طريقها تدريجياً خارجةً من باطن الأرض. ويقر جاكوبسِن قائلا: «قضيت وقتا عصيبا للغاية في إقناع الآخرين»، ولكن دليلَين علميين مهمين كُشف عنهما النقاب في العام 2014 عززا وجهة النظر هذه.

الدرس الثالث: الكد يمثل 99 في المئة من العبقرية

تسعى الباحثة شيلا نيرنبرغ، التي تعمل في جامعة «كورنل» الأميركية، إلى ابتكار جهاز تعويضي جديد لعلاج فقدان البصر. وتمثل الأمر المحوري بالنسبة لهذا الجهاز في فك الشيفرة التي يتم من خلالها نقل المعلومات من العين إلى الدماغ.

وتقول نيرنبرغ: «بمجرد أن حققت ذلك، لم يعد بوسعي تناول الطعام، أو الخلود إلى النوم. كل ما كنت أريد فعله هو العمل». وتمضي الباحثة بالقول: «في بعض الأحيان يصيبني الإنهاك وينفد ما لدي من طاقة. لكنني أتلقى بعد ذلك رسالة بالبريد الإلكتروني من قبل شخص ما في أزمة، أو آخر يعاني من مرض الضمور البقعي أو الشبكي. لم يعد بوسع هؤلاء رؤية وجوه أطفالهم، وما شابه ذلك. كيف يمكن لي أن أشكو؟ يمنحــني ذلك الطاقة لكي أعود للعمل».

الدرس الرابع: الإجابة لا تأتي دائما على حسب توقعاتك

قضت سيلفيا إيرل عقودا كاملة وهي تحاول أن ترى المحيط من خلال عيون جديدة، وكانت «الآلة الحلم»، بالنسبة إلى هذه الباحثة، تتمثل في ابتكار غواصة يمكن أن تنقل العلماء إلى أعمق نقطة في قاع المحيطات.

هنا يكون السؤال: أي نوع من المواد يمكن أن يكون الأكثر قدرة على الصمود في وجه أنماط الضغط التي يمكن أن يواجهها المرء على عمق آلاف الأميال تحت سطح المحيط؟

وتقول إيرل: «قد تكون هذه المادة هي الفولاذ، أو التيتانيوم، أو انها نوع ما من الخزف، أو أحد أنواع شبكات الألومينيوم. لكن الزجاج هو المادة الأكثر أهمية».

ويقول توني لوسون مديرة قسم الهندسة، المسؤولة عن الانشطة التي تقوم بها إيرل في شركة «ديب أوشن آند إكسبلورايشن ريسيرش مارين»، إن الزجاج هو أقدم مادة عرفها الإنسان، ولكنه أحد أقل المواد التي يفهم البشر طبيعتها، فعندما يتعرض الزجاج للضغط على نحو متساوٍ من مختلف الجهات فإن ذلك يؤدي إلى تشكيل هيكل أكثر إحكاماً.

الدرس الخامس: القليل من الحظ يستمر طويلا

في العام 2014، تُوجت 20 سنة من التخطيط بإتمام اللقاء بين المسبار «فيلة» والمذنب «67 بي» على مسافة تبعد أكثر من 480 مليون كيلومتر من كوكب الأرض.

وبحسب ما يقول ستيفان أولامك، المسؤول عن برنامج المسبار «فيلة»، فإن التحدي الأكبر في هذا الشأن تمثل في كيفية وضع تصميم لمسبار يُفترض أن يهبط على جسم ليس لدى العلماء سوى معرفة محدودة بطبيعة تركيبه.

وهكذا تعين على العلماء ابتكار تصميم ذي معايير يمكن أن تتماشى مع مجموعة واسعة للغاية من الاحتمالات في ما يتعلق بالبنى أو الهياكل التي قد يتخذها المذنب.

لكن حتى مع ذلك، لم تمضِ الأمور بحسب الخطة الموضوعة تماماً، إذ كاد عقدان من التخطيط الدقيق يذهبان هباءً في غضون الدقائق التي حط فيها المسبار على سطح المذنب، ذلك أن الحراب الخاصة بتثبيت «فيلة» لم تنطلق كما كان مخططاً، بل ارتطمت بالمذنب وارتدت عنه، قبل أن تستقر في داخل سطحه الجليدي، ومن ثم بدأ المسبار بنجاح بث إشارات تحمل البيانات إلى الأرض.

الدرس السادس: العبقرية عصية على التعريف

ترى الباحثة شيلا نيرنبرغ أن كلمة «العبقرية» هي «لفظة مضحكة». وتمضي قائلة: «أنا اتجاهلها على نحو ما وأمضي في حياتي. المرء يعكف فقط على القيام بواجباته على نحو مستقل عن أي صفة تُلصق به. لا أدري حقا كيف يمكن أن يتسنى لي شرح هذا الأمر بطريقة أخرى».

بي بي سي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *