بات كثير من الأطفال يعانون من مشكلة البدانة وسط انتشار الوجبات السريعة واستخدام الألعاب الإلكترونية وتناول الأطعمة أثناء مشاهدة التلفزيون، وقلة ممارسة الرياضة، ورغم صعوبة سيطرة الآباء على هذه العوامل في حياتنا المعاصرة، لكن يجب عليهم بذل مجهود مضاعف لمواجهة بدانة أطفالهم في وقت مبكر، وإلا سيترتب عليه الكثير من العواقب الوخيمة في الطفولة وفي الكبر، فهي مشكلة كبيرة عند الكبار ولكنها عند الصغار مشكلة أكبر وأكثر تعقيداً، اختصاصية التغذية والصحة لمى النائلي من المركز الأميركي للعمود الفقري تحدثت لـ«البيان» عن مشكلة البدانة عند الأطفال وأسبابها وكيفية علاجها بوصفها ظاهرة في تزايد، حيث بلغ عدد الأطفال البدناء 40 مليون طفل دون سن الخامسة وفق تقارير دولية.
متى يعتبر الطفل بديناً؟
يعتبر الطفل بديناً إذا تخطى مؤشر كتلة الجسم لدية الحد المسموح به، وحسب الجداول العالمية الخاصة لعمر الطفل، وإذا تجاوز الوزن المسموح مقارنة بجداول النمو، وتؤكد اختصاصية التغذية إنه من الممكن احتساب مؤشر كتلة الجسم بحساب الوزن بالكيلوغرامات مقسوماً على الطول، ولا يمكن اعتبار أن وزن الطفل غير طبيعي لمجرد مقارنته مع طفل آخر من نفس العمر كابن أحد الأقارب أو ابن الجيران.
ما هي أسباب البدانة؟
ترى خبيرة التغذية لمى النائلي أن بعض الأمهات يعتقدن أن اكتناز الطفل بالوزن دليل صحته، ولكن هذا الاعتقاد يضع الطفل على أول درجة من درجات سلم البدانة، ولا شك أن زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال يقف وراءها عدة عوامل، منها الأسباب المرضية مثل نقص هرمون الغدة الدرقية واضطرابات الغدد الصماء وزيادة إفراز الغدة الكظرية التي تؤثر في ظهور اضطرابات هرمونية تتسبب في زيادة الوزن، كما تلعب الوراثة دوراً كبيراً في بدانة الأطفال. فإذا كان الأهل يعانون من البدانة، يعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بها. وتشير الاختصاصية إلى أن نمط الحياة العصرية يساهم في زيادة الوزن عند الأطفال لأنهم يقضون أوقاتاً طويلة في ممارسة هواية الألعاب الإلكترونية ومشاهدة التلفزيون، مما يشجعهم علي تناول الأطعمة السريعة وشرب المشروبات الغازية ويقلل من حركتهم ونشاطهم البدني.
حمية غذائية
يبتعد الأطفال عن العادات الغذائية السليمة ويميلون إلى تناول الأطعمة الغنية بالدهون والمقليات والحلويات والسكاكر وغيرها، ويصعب علي الأهل فرض حمية عليهم، كيف يمكن منعهم من تناولها هذه الأطعمة؟
لا ينصح بحرمان الطفل من هذه الأطعمة لأنه في حال منعه سيلجأ الى تناولها سراً، وفي المقابل ترى لمى أنه يمكن تحديد أوقات معينة لتناول الأطعمة الغنية بالدهون، ومن الأفضل تناولها باعتدال، ولتكن مرة في الأسبوع، أما بالنسبة للشوكولاتة والحلويات والسكاكر فيمكن تناولها من وقت إلى آخر.
ما النصائح التي يمكن أن نعطيها للأهل لتجنب البدانة عند الطفل؟
تنصح اختصاصية التغذية بتشجيع الأطفال على تناول الطعام المنزلي ومراقبة الأم لنوعية الطعام الذي يتناوله الطفل، وتجنب وجود الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية والشوكولا والتشيبس في المنزل، والإكثار من تناول الفواكه والخضراوت وشرب الماء، كما يجب أن يشجع الأهل الطفل على ممارسة الحركة والرياضة، وتجنب شراء أجهزة الكمبيوتر و«البلاي ستيشن» لهم التي تشجعهم على الجلوس لساعات أطول.
إحصائيات
وصفت منظمة الصحة العالمية البدانة بين الأطفال، بأنها المشكلة الأكثر جدية، وتعاني منها المجتمعات البشرية في القرن الواحد والعشرين، فقد كان عدد الأطفال البدناء في تسعينيات القرن الماضي حوالي 31 مليوناً، وحاليا بلغ 40 مليون طفل دون سن الخامسة. انطلاقا من هذا تشير التوقعات الى أن هذا العدد سيرتفع الى 75 مليون طفل بحلول عام 2025.
المصدر: دبي – داليا بسيوني