كيف يُعيق عصر المعلومات المضلِلة التقدم اليوم

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » كيف يُعيق عصر المعلومات المضلِلة التقدم اليوم

كيف يُعيق عصر المعلومات المضلِلة التقدم اليوم

يأخذ موضوع الحد من الضرر، حيزاً كبيراً من النقاش بين المشّرعين ورواد الأعمال وعامة الناس، نظراً لأهميته في المساهمة ببناء مجتمع أكثر صحةً وازدهاراً .

ولكن على الرغم من المزايا الهامة لنهج الحد من الضرر على المجتمع، إلا ان عصر المعلومات المُضلِلة والإفتقار الى المعلومات الدقيقة وتزايد عدم الثقة بالعلوم ، يهددان بتقليص مزاياه الايجابية. عندما يفتقر الأفراد الى الحقائق الكاملة المتعلقة بخيارات وسلوكيات الحد من الضرر، قد يترددون في إتخاذ خطوات إيجابية حيالها بدافع الخوف او التشكيك في فوائدها.

ولعل المثال الأفضل على ذلك هو التردد بأخذ اللقاحات. فقد وجدت دراسة أميركية، إستندت الى بيانات مستقاة من وسائل التواصل الاجتماعي الرائدة بالاضافة الى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، علاقة بين المعلومات الخاطئة وأخذ اللقاح، فعندما زادت المعلومات المُضلِلة إنخفض معدل تلقي اللقاح .

تُظهر الدلائل كذلك إلى أن المعلومات المغلوطة ليست العقبة الوحيدة التي تحول دون حصول الأفراد على معلومات كافية عن صحتهم. إذ تُشير دراسة حديثة صادرة عن الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية إلى مخاطر عدم الدراية في مجالات أخرى تتعلق بالصحة الشخصية.

فقد وجد استطلاع شمل أكثر من 1000 بالغ في الولايات المتحدة أن 67% من المشاركين يعتقدون أن عامل الوقاية من الشمس (SPF30) يوفر ضعف الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي يوفرها عامل الحماية (SPF15). بالاضافة الى ذلك وجدت الدراسة أن نحو 43% من المشاركين لا يدركون أن الظل يحمي من الأشعة فوق البنفسجية.

أما في موضوع التغذية، فقد وجد بحث حول تأثير إرتباك المستهلك على قدرته على الحصول على المعلومات الغذائية اللازمة وفهمها لإتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بسلوكه الغذائي أن “المعلومات الغذائية غيرالكافية المستمدة من مصادرغير موثوقة، والمعلومات الغذائية المغلوطة، وسوء الإلمام بالتغذية”، تمنع المشاركين من إتخاذ خيارات غذائية صحية. كما أن المعلومات المُضللِة والإفتقار إلى الوصول إلى الحقائق يُعيقان التقدم نحو مستقبل خالٍ من الدخان.

فقد وجد إستطلاع عالمي أجرته شركة فيليب موريس انترناشونال شمل أكثر من 29000 بالغ، أن نحو نصف المشاركين يعتقدون خطأً أن السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن أكثر ضرراً او تُعادل ضرر السجائر (نحو 45 بالمائة لكل فئة من المنتجات).

وفي الوقت عينه، وفقاً للإستطلاع نفسه، تَبيَن انه من المرجح أن يتحول أكثر من ستة من كل عشرة مدخنين (63 بالمائة) إلى بدائل أفضل (مثل السجائر الإلكترونية أو منتجات التبغ المسخن) لو تَوفّر لهم إيضاحات عن كيفية إختلافها عن السجائر والعلم الكامن وراء تلك البدائل.

تشير الأمثلة المبينة أعلاه كافة الى الحاجة إلى مزيد من الشفافية في إيصال المعلومات الدقيقة، والى حوار مفتوح، وصوت أعلى للعلم من خلال المنصات الإعلامية كافة، لمعالجة المعلومات الخاطئة وسوء الفهم حول العناية الشخصية على نطاقٍ واسع. تؤثر المعلومات المضلِلة أو غير الدقيقة، سواء عبر الإنترنت أو عبر الوسائل الاعلامية الاخرى، بشكل كبيرعلى نظرة الناس وسلوكياتهم. في أحسن الأحوال، تتركهم في حيرة من أمرهم، وفي أسوأ الأحوال، تؤدي إلى زعزعة ثقتهم في الحقائق والعلوم وإرشادات الخبراء، ويمكن أن تقودهم إلى إتخاذ خيارات غير حكيمة. في نهاية المطاف، يصبح من الصعب للغاية تجاهل الحقائق.

ولكن اذا بذلنا جهداً أكبر للقضاء على المعلومات الخاطئة، يمكننا تحقيق أكثر وأسرع من ذلك بكثير. تبقى الأدلة العلمية والشفافية أفضل الوسائل لتحقيق ذلك ليتمكن الرجال والنساء من إتخاذ قرارات مدروسة.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *