شركات اتصالات خليجية تدرس إنشاء موقع عربى لمواجهة «فيس بوك»

الرئيسية » إعلام ورقميات » شركات اتصالات خليجية تدرس إنشاء
موقع عربى لمواجهة «فيس بوك»

شركات اتصالات خليجية تدرس إنشاء موقع عربى لمواجهة "فيس بوك"

تدرس شركات اتصالات فى منطقة الشرق الأوسط فكرة إنشاء منصة عربية على الإنترنت، تحقق لهم مزيداً من الإيرادات من شبكاتهم من خلال منافسة “فيس بوك” وغيرها من شركات الإنترنت العملاقة فى الغرب.

ويواجه المشروع الطموح عقبات فنية ومالية وقد لا يتم تنفيذه أبداً على نطاق واسع، لكن مؤيديه يرون أن اشتراك العرب الذين يتجاوز تعدادهم 350 مليون نسمة فى اللغة والثقافة ووجود العديد من الشركات الزميلة المملوكة لمشغلين خليجيين فى أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد يجعل المشروع قابلاً للتنفيذ.

ويقول عثمان سلطان، الرئيس التنفيذى لشركة “دو”، ثانى أكبر مشغل للاتصالات فى الإمارات، “أى شركة اتصالات واحدة حتى إن كانت تعمل فى عدة بلدان، ولديها عشرات من ملايين المشتركين لا تستطيع إنشاء هذه المنصة بمفردها”.

وأضاف فى حديث مع “رويترز”، “سنقتصر على عملاء هذه الشركة وحدها، ولن يكون لها القدرة الكافية للنجاح، لكن منصة موحدة على مستوى العالم العربى ستنجح”.

وقال سلطان، إنه اقترح الفكرة على كل المشغلين الكبار فى العالم العربى خلال الأشهر الاثنى عشر الماضية.

والدافع وراء هذا الاقتراح هو الإحباط الذى تشعر به شركات الاتصالات على مستوى العالم، لأنها تنفق أموالاً طائلة على بناء الشبكات، وتشهد نمواً متسارعاً لحركة نقل البيانات عبر تلك الشبكات، لكنها لا تحقق ربحاً إلا من رسوم الدخول إلى الشبكة، وهو هامش منخفض.

ويذهب نصيب الأسد من إيرادات حركة البيانات إلى شركات الإنترنت مثل “فيس بوك” وجوجل وأبل وتويتر. ولم تنجح محاولات شركات الاتصالات فى إقناع شركات الإنترنت بالمساهمة بحصة أكبر فى تكاليف بناء الشبكات.

ويقول سلطان: إن شركات الاتصالات لا تستطيع الاستفادة من مكاسب شركات الإنترنت، وفى الوقت نفسه ترفض الأخيرة تحمل الأعباء مع شركات الاتصالات.

ويضيف “تتضاعف الحركة على الشبكات إلى مثليها كل ثمانية أو تسعة أشهر، لكن الإيرادات تقترب من أقصى مستوى ممكن. لذلك ينبغى أن نأخذ جزءاً من الإيرادات الجديدة التى تحصل عليها شركات الإنترنت”.

وأشار سلطان إلى أن المنصة العربية المقترحة ستضم خدمات الإعلام الاجتماعى والتسوق على الإنترنت للسلع والخدمات بما فى ذلك المحتوى الرقمى كالموسيقى والفيديو والتطبيقات.

ورفض سلطان الخوض فى التفاصيل قائلاً: إن جزءاً من المحادثات التى أجراها سرية. ورفضت معظم شركات الاتصالات العربية التى اتصلت بها رويترز التعليق وبعضها لم يرد على طلب الحصول على تعليق.

لكن الشيخ محمد آل خليفة، الرئيس التنفيذى لشركة البحرين للاتصالات، رحب بالفكرة. 

وقال: “شركات الاتصالات بدأت تتطلع لتقديم خدمات على غرار شركات الإنترنت مثل بث قنوات التلفزيون والفيديو حسب الطلب.”

وأضاف “هذا التنويع إلى صناعات متصلة أصبح ضرورة. هناك مكاسب يمكن تحقيقها من خلال التعاون على مستوى صناعتنا فى الشرق الأوسط.”

لكن المتشككين فى جدوى الفكرة يستشهدون بجهود شركات اتصالات فى أنحاء أخرى من العالم لإنشاء مشاريع على شبكة الإنترنت قائلين إنها فشلت غالباً فى مواجهة القدرات الفنية والتسويقية لشركات الإنترنت العملاقة.

ويقول جييرمو اسكوفيت، كبير المحللين بشركة إنفورما تليكوم اند ميديا، فى لندن: “من الصعب جداً منافسة شركات الإنترنت. مشغلو الاتصالات ليس لديهم الرشاقة والمهارات الأساسية وجاذبية العلامة التجارية.”

ويضيف “فقد اعتادوا على تشغيل شبكات، وليس العمل كشركات إعلامية. فضلاً عن ذلك يحاول كل مشغل بشكل غريزى تمييز نفسه عن منافسه. لذلك فالتعاون بينهم عكس غريزتهم.”

وتعد شركة فودافون المدرجة فى بورصة لندن أحد المشغلين الذين واجهوا صعوبة فى إطلاق خدمات على الإنترنت.

وأطلقت الشركة خدمة “فودافون 360” القائمة على الأسماء والعناوين المسجلة لدى المشترك عام 2009 فى أوروبا والتى تسمح له بنقل تلك المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعى إلى هاتفه والحصول على تطبيقات من موقع إلكترونى لاستخدامها على الهاتف. وفى 2011 قالت فودافون: إنها ستغلق الخدمة.

ويقول بيدرو أوليفييرا، الشريك بشركة أوليفر وايمان لاستشارات الإدارة: “فشل المشغلون تماما فى كل مرة حاولوا فيها الانتقال إلى أعلى سلسلة القيمة باستثناء بعض الخدمات الموجهة للشركات”.

ويضيف “بعض المشغلين حاولوا الدخول إلى مجال المحتوى والتطبيقات، لكنهم خسروا الحرب”.

وتتمتع شركات الإنترنت الغربية الكبرى بشعبية كبيرة فى الشرق الأوسط. فوفقاً لتقرير الإعلام الاجتماعى العربى الذى أصدرته كلية دبى للإدارة الحكومية بلغ عدد مستخدمى شبكة “فيس بوك” التى لها واجهة باللغة العربية 45.2 مليون مستخدم فى العالم العربى فى 30 يونيو بزيادة تتجاوز 50% عن العام السابق.

ورغم وجود بؤر إبداعية فى المنطقة مثل صناعة ألعاب الفيديو فى السعودية والأردن ومشاريع تطوير تطبيقات الهواتف الذكية فى مصر لم تقترب منطقة الشرق الأوسط بعد من تطوير منتجات إلكترونية تضاهى منتجات شركات الإنترنت الغربية الكبرى.

لكن الداعمين لخطة شركات الاتصالات لإنشاء منصة على الإنترنت يرون أنها أكثر جدوى فى العالم العربى منها فى مناطق أخرى.

فحسب مسح أجرته شركة دبليو3 تيكس تبلغ نسبة مواقع الإنترنت العربية نحو واحد بالمئة فقط من إجمالى المواقع فى العالم. ووفقاً لبيانات مجموعة مينى واتس للتسويق تقل نسبة انتشار الإنترنت فى المنطقة العربية عن مستوياتها فى أوروبا وأمريكا الشمالية وشرق آسيا إذ بلغ عدد مستخدمى الإنترنت العرب بنهاية 2011 نحو 86 مليون مستخدم فقط من إجمالى ما يقدر بنحو 360 مليون عربي.

وهناك عامل آخر هو الامتداد الجغرافى المدهش لشركات الاتصالات الخليجية. فإذا استطاع عدد صغير من هذه الشركات الاتفاق على إطلاق منصة على شبكة الإنترنت فقد يتسنى إنشاؤها فى أكثر من عشرة بلدان بأسرع ما يمكن.

وتغطى اتصالات قطر (كيوتل) والاتصالات السعودية، وزين الكويتية، واتصالات الإماراتية مجتمعة 16 دولة من إجمالى 22 دولة فى الجامعة العربية. والدول الست الباقية هى أصغر البلدان العربية اقتصادياً، وهى موريتانيا والصومال وجيبوتى وجزر القمر بالإضافة إلى ليبيا وسوريا المتضررتين بالحرب.

وتستطيع شركات الاتصالات العربية عبر شبكات التوزيع الواسعة وقدراتها الإعلانية اقتناص عملاء من شركات الإنترنت الكبرى.

ويستخدم معظم المشتركين فى شبكات المحمول فى الشرق الأوسط خدمات مدفوعة مسبقاً بآليات أبرزها بطاقات الشحن. وتباع هذه البطاقات فى أماكن شتى من بينها محطات الوقود والمتاجر الصغيرة، لذلك يمكن توزيع بطاقات مماثلة معها للاشتراك فى المنصة الإلكترونية بسهولة.

ويقول سلطان “لدينا قدرات ضخمة للوصول إلى المستهلك ومعرفة سلوكه”.

ويرى توماس كوروفيلا، العضو المنتدب بشركة “ارثر دى ليتل الشرق الأوسط” أن تحالف شركات الاتصالات الإقليمية قد يشكل مجموعة من الشبكات الاجتماعية الجذابة لسكان المنطقة.

ويضيف أنه إذا تمكنت الشركات من التعاون فى توفير المحتوى والشبكات الاجتماعية “فهذا سيجذب بالتأكيد مزيداً من المعلنين، وتصبح هناك فرصة لجنى إيرادات أكبر.”

لكن أوليفييرا يقول: إنه حتى لو نجحت أكبر شركات الاتصالات فى المنطقة فى إنشاء المنصة الإلكترونية، سيكون من الصعب على صغار المشغلين تحقيق أرباح كبيرة منها.

وهذا قد يجعل الشركات الأصغر حجما مجرد قنوات لخدمات البيانات تخدم الشركات الكبرى، ولا تحصل إلا على هامش منخفض.

وفى منطقة الخليج توجد فى كل من السعودية والبحرين والكويت عدة شركات للاتصالات تقدم خدمة الإنترنت، ويقول أوليفييرا: إن بعضها قد يصبح مجرد قناة تخدم الشركات الأكبر حجماً. وقد تضطر هذه الشركات لخفض أسعار خدمة الإنترنت على شبكاتها لكسب حصة فى السوق.

ويضيف “إذا استخدمت شركة هذا الأسلوب فقد يضطر آخرون فى نفس السوق إلى اتباع خطواتها؛ لأنهم سيفقدون إيرادات وحصة سوقية، وسيواجهون صعوبة فى مواصلة الاستثمار فى شبكاتهم”.

رويترز

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *