هذا يُغيّر كل شي .. الرأسمالية ضد المناخ

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » هذا يُغيّر كل شي .. الرأسمالية ضد المناخ

هذا يُغيّر كل شي .. الرأسمالية ضد المناخ

مثّلت المسائل المتعلّقة بالمناخ وتغيراته وسخونة الأرض وكل ما يتعلّق بالنتائج التي يمكن أن تترتب على البيئة، وبالتالي على مستقبل الإنسانية، أحد مراكز الاهتمام في عالم اليوم. الأمر الذي تدلّ عليه سلسلة المؤتمرات والقمم والندوات التي تكرس لهذه المسائل.

«ناعومي كلاين»، الصحافية الكندية ذات الشهرة العالمية وذات المواقف النقدية المناهضة للسياسات اللبرالية الجديدة السائدة وللعولمة الاقتصادية بنسختها السائدة تقدّم كتابا تحت عنوان «هذا يغيّر كل شيء: الرأسمالية ضد المناخ» وقد نال العديد من الجوائز الخاصة بأفضل كتب عام 2014 في الولايات المتحدة الأميركية وكندا. كما وجد الكتاب مكانه في عداد الكتب الأكثر انتشارا في قائمة «نيويورك تايمز» منذ صدوره في شهر سبتمبر الماضي.

إن ناعومي كلاين تنطلق منذ البداية من التأكيد على أن التغيير المناخي «بدأت تظهر نتائجه السلبية وسيخرّب أكثر». ومن المؤشرات التي تعتمد عليها أن سخونة الأرض قد ارتفعت بدرجة واحدة منذ الثورة الصناعية الكبرى. والإشارة إلى تقرير للبنك الدولي يعود لعام 2012 يحدد أن هذه السخونة سوف ترتفع 4 درجات من الآن حتى أفق 2100.

وتشرح المؤلفة على مدى العديد من الصفحات وجود توجّه متعدد الأبعاد ويتأسس على خلفية إدراك أن النضال ضد سخونة المناخ غدا مسألة مصيرية تعني الجميع. بالتالي لا بدّ من التصدي لمسائل المناخ في مصادرها الأساسية.

وتحدد ناعومي كلاين القول في هذا الإطار ان الأمر الأكثر أهمية في القمم السنوية للمناخ التي تنظّمها الأم المتحدة، وخاصة تلك التي عرفتها مؤخّرا «ليما» في البيرو، لم يكن الوعود التي قطعتها الحكومات القوية بأنها سوف تلتزم جديا بـموضوع «الفعل المناخي» في أفق عام 2020 أو 2030.

لكن المهم هو أن «الحركة من أجل العدالة المناخية» قد التزمت «رمزيا» بالتعبئة من أجل تحقيق مثل تلك العدالة. وفي العمق ترى المؤلفة أن النضال ضد سخونة الأرض يمثّل «قضية كبرى» ينبغي التعبئة الجديّة ضدها فمستقبل البشرية في الميزان. أمّا على الصعيد العملي فتطالب بفرض ضرائب عالية على الشركات المعنية لتوظيفها في النضال من أجل الحد من سخونة المناخ.

وتتمثل إحدى النتائج الأساسية التي تتوصل لها مؤلفة الكتاب في التأكيد أن الوصول لنوع من الإجماع الوطني والعالمي، وتحديد القواعد والخطط التي تشترك فيها جميع الأطراف على قدم المساواة مع الولايات المتحدة الأميركية..

وغيرها من القوى الكبرى المعنية يمكنه، أي الوصول، أن يؤدي وحده إلى تقليص كميّة الغازات الضارّة، وخاصّة غاز الفحم ،الكربون، لتكون مسألة التغيير المناخي «تحت السيطرة». ذلك على خلفية الإقرار أن «الحد من تلك الغازات يسمو فوق جميع الإيديولوجيات».

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *