علم موقع مسارات أن الهيئة المغربية لحقوق الإنسان (فرع سلا)، ستنظم ندوة في موضوع “المسألة الموريسكية والحق في الاختلاف التاريخ وأسئلة الراهن”، وذلك يوم 19 يونيو بمقر الجمعية بسلا.
وجاء في الورقة التأطيرية للندوة، أن التراث الموريسكي الأندلسي جزء من الذاكرة الثقافية المغربية ورافد من روافد الهوية الوطنية المغربية الغنية إلى جانب باقي الروافد والمكونات الأخرى، العربية الإسلامية الامازيغية والصحراوية الحسانية، واعتبرت الورقة أيضا، أن المسألة الموريسكية في تاريخها بالأندلس وما عاناه الموريسكيون الأندلسيون من اجتثاث واضطهاد محاكمات وتقتيل وتهجير بالقوة، تطرح قضية الحق في الاختلاف في مجتمع غير إسلامي لم يعرف ثقافة الاختلاف وحقوق الإنسان، فالموريسكيون كجماعة مختلفة كانت في وضع أقلية وتحت سلطة وحكم غير إسلامي فمنذ سقوط غرناطة سنة 1492 م حتى 1609م تاريخ طردهم من الأندلس تعرض الموريسكيون لعدة أشكال من العنف والتقتيل والضغط من اجل التخلي عن دينهم ولغتهم وأرغمو قسرا على الدخول إلى دين جديد (المسيحية)، فكان منهم من قاوم عملية التنصير والإدماج القسري ومنهم من طرد بشكل جماعي، ومنهم من لجا إلى التقية لإخفاء هويته ودينه ولغته وانتمائه العربي الإسلامي وتحول إلى مسلم “مقنع”، فمعركتهم وقضيتهم بلغتنا الحقوقية هي معركة للدفاع عن إحدى حقوق الإنسان الأساسية والتي تكلمت عنها لاحقا المواثيق والإعلانات الدولية لحقوق الإنسان وهو الحق في الاختلاف والمساواة والحرية.
كما اعتبرت أرضية الندوة أن الحالة الموريسكية الأندلسية يمكن اعتمادها كموضوع للتفكير في قضية الحق في الاختلاف كحق من حقوق الإنسان وما يترتب عن عدم احترام هذا الحق من ماسي واضطهاد وضحايا، على أن تتم مناقشة الموضوع ضمن المحورين التاليين:
1 – المستوى التاريخي والتراثي: من خلال وضعية الموريسكيين بالأندلس في القرن 17 م ودفاعهم عن حقهم في الاختلاف في نظام لا يعترف بهذا الحق. وفي إطار إشكاليةالأقلبات والجماعات وحقوقها الثقافية واللغوية والعقائدية؛
2 – على مستوى الحاضر الراهن: وفي السياق المغربي أو العربي والدولي وما يطرحه من أسئلة مقلقة وقضايا وإشكالات وعوائق بخصوص ترسيخ الحق في الاختلاف واحترامه سواء داخليا أو في العلاقات بين الشعوب والمجتمعات مع استحضارنا لمنظومة حقوق الإنسان والمواثيق والمرجعيات الدولية.
وسيتطرق المتدخلون للمحاور التالية: مفهوم الحق في الاختلاف ضمن المرجعية الحقوقية والمواثيق الدولية. (الأستاذ مصطفى صوليح)؛ الحق في الاختلاف في علاقته بالحقوق الثقافية واللغوية وحقوق الأقليات. (يوسف لعرج)؛ الحق في الاختلاف في إطار العلاقة بين الحضارات والثقافات والحوار بينها. (منتصر حمادة)، وأخيرا الحق في الاختلاف في السياق العربي الإسلامي. (إبراهيم أعراب).