نحو نظرية علمية مستقبلية مستقلة

الرئيسية » علم وحضارة » نحو نظرية علمية مستقبلية مستقلة

رغم شعبية الطروحات والنظريات المستقبلية فإن أياً منها لم يثبت بعد جدارته في القيام بدور المرجعية النظرية الداعمة للإستراتيجيا. فقد شهد العقد الأخير صعود طروحات ” نهاية التاريخ” و “تحول السلطة” “وصدام الحضارات” وغيرها من الطروحات المستقبلية التي سرعان ما سقطت وتم سحبها من التداول بالرغم من شهرتها وشعبيتها. فقد تبين أن هذه الطروحات هي أشبه بالشائعات التي تلقى الرواج لأن الجمهور يميل إلى تصديقها. ولكنها سرعان ما تخبو بعد خضوعها لتجربة الزمن. وها هو فوكوياما يدافع عن نهاية التاريخ بمقالة صغيرة يصح وصفها بالعذر الذي هو أقبح من الذنب,

ولعل أولى العثرات في طريق تحول المستقبليات الى علم متفرد يكامل مباديء العلوم الانسانية هي خضوع المستقبليات لمشيئة الاستراتيجيا التي تتعامل مع المستقبليات كاحد توابعها المخصصة لوظيفة توضيح الطريق امام المهام الاستراتيجية. وبدون هذه الوظيفة تفقد المستقبليات فعاليتها وفائدتها العملية فاقدة معهما الدعم اللازم للبحوث الآيلة لتطوير المستقبليات كعلم مستقل يسمح بتفريع تيارات ونظريات قائمة على منطلقات تخصصية مختلفة. والاهم فان هذا التوظيف البراغماتي – النفعي للمستقبليات يفوت فرص مكاملة الرؤى التوقعية لمختلف العلوم الانسانية في نظريات موحدة تتيح تكامل الرؤى المستقبلية انطلاقاً من تكامل هذه العلوم وصوغها في اطار تكاملي ينتج نظريات مستقبلية ترتكز الى قواعد علمية صعبة.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *