صباحك في المغرب يشرق ولا يغرب، السابعة صباحا في المغرب نهار جديد نابض بإشراقة الطيبة ونابض بالحياة، فيه عبق الحضارات وأصالة التاريخ، هواء نقي يمتزج بنسيم البحر والمحيط، ورائحة الخير التي تفوح من أهل هذا البلد الطيب والحر والمضياف.
أتجول في أحياء وشوارع المدن المغربية كثيرا، تراودني هناك يوميا مشاعر حب وعشق الحياة أكثر وأكثر، فما خاب من قال أنها منبت الأحرار فهي حرة بكل ما فيها وفي تفاصيل حياتها اليومية الجد والعمل ودون كلل فكل يعمل على طريقته وبما يناسبه؛ الفلاح في أرضه والصياد على شاطئ البحر والجزار والبقال والتاجر والموظف والمسئول كل في مكانه ينصب نفسه على عرش عمله، مذهل ذلك النسيج الرائع والمتين الذي يتوج بالتكامل فالمرأة تعمل والشاب والشيخ أيضا .
ولمشرق الأنوار نور الحب والود والاحترام، فالشعب المغربي يشرق بالابتسامة ويغمر الآخرين برقة التعامل وطيبة القلب، لا يوجد أجمل من الشعور بأجواء المحبة والعائلة والوطن في ظل الغياب عن الأهل والوطن، صدق المشاعر ونقاؤها يشعر الإنسان بالراحة ويبدد غيوم الغربة المتكتلة على الأنفاس .
منذ سنوات كنت أردد وأنا بفلسطين عبارة “حلمي زيارة المغرب” فكان بعض الأصدقاء والأهل يردون علي بعبارة أخرى وهي “المغاربة أهل الخير وللمغرب سحر خاص”.
بقيت تلك الكلمات ترنو في أذني وعندما حللت في المغرب أدركت معاني تلك الكلمات لأنني شعرت بها وأكثر منها، في الجنوب ترى جمال الطبيعة وفي ضواحيها وزواياها بسحر تجوب وتسلك أرقى الدروب، في الشمال تسمو بخيال لعالم محرر من القيود والأغلال ولون الطبيعة الأخضر بجمالها يختال، وفي الغرب عراقة وأصالة ونسيم وللشرق رونق وسحر دون تصميم، وفي كل مكان للحضارة عنوان رمزها الإنسان هو المغربي .
الله … الوطن … الملك …
ثلاثية متكاملة ترافق الهواء والماء في المغرب، حب الله و عشق الوطن الذي يجمعهم بحرية والملك المحبوب هو ملك الفقراء محمد السادس الذي تنبض بعرشه أنفاس المملكة المغربية وتحيا بسياسته جميع المدن من شمالها إلى جنوبها، بجبالها ومغربية صحرائها .
فلسطين بالمغرب قضية مرفوعة على كل جبين و تأشيرة عبور إلى قلوب المغاربة في كل حين…
من أين أنتِ ؟؟
من فلسطين …
ردة فعل لا توصف من قبل المتلقي وسيل من الردود لا يسعني الرد عليه من شدة الاحترام والولاء لفلسطين ونضال شعبها الحر، بلهفة و شغف وحب ينهض المواطن المغربي عند سماع كلمة فلسطين، أقدر كل كلمة وفعل من جانب كل مغربي فهذا عهد المغاربة والتاريخ يشهد على الكثير من المواقف الداعمة والمؤيدة للقضية الفلسطينية ولفلسطين منذ كانت .
حي المغاربة بصمة واضحة تدل على قصة تضمن مغربي أصيل، فالتاريخ يوثق هدم 135 بيت في حي المغاربة، لقد كان المغاربة من أكثر الزوار للقدس وكرموا بذلك الحي ومازالت الكثير من العائلات المغربية تستقر في القدس وباقي المدن الفلسطينية، وذلك التضامن المغربي لم يعرف زمنا محددا، فمنذ القدم ولغاية اليوم هو خالد وحي بنبض الملك محمد السادس وشعبه الحر الذي أخذ على عاتقه دعم الأنشطة المتعلقة في القضية الفلسطينية ولم يتوانى الشارع المغربي عن الخروج دوما في مظاهرات أقلها بالآلاف من أجل نصرة القدس والقضية الفلسطينية. وأيضا بيت مال القدس الذي يقصده معظم المغاربة للتبرع من أجل الشعب الفلسطيني، والملفت للانتباه بكل ما هو جميل وجود أحياء وشوارع ومرافق بالمغرب بمسميات فلسطينية كالقدس مثلا ومركب محمد الدرة وغيره الكثير.
رولا حلايقة (صحافية فلسطنية)