منظمة الصحة تدق ناقوس الخطر: تزايد مقلق لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » منظمة الصحة تدق ناقوس الخطر: تزايد مقلق لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم

السكري وارتفاع ضغط الدم

أصدر مركز الإحصائيات، التابع لمنظمة الصحة العالمية، تقريره السنوي، بخصوص موضوعي الضغط والسكري، ليكشف عن أرقام ومعدلات مقلقة، تنبه إلى الارتفاع المهول في أعداد المصابين بهذين المرضين، أو ما أسماه التقرير بـ “الاجتياح العالمي” لداء السكري وارتفاع الضغط.

وجاء في بيانات المنظمة، أن فردا من كل 3 أشخاص لديه ارتفاع في ضغط الدم، المسؤول عن نصف وفيات الجلطات الدماغية وأمراض القلب، كما أن واحداً من كل 10 أشخاص مصاب بداء السكري.

وبخصوص تمركز ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض التي تتسبب في الأمراض المزمنة وأمراض القلب، حصرتها الدكتورة مارغريت شان، المديرة العامة للمنظمة، في البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل، حيث يعاني حوالي نصف سكان بعض الدول الأفريقية من ارتفاع ضغط الدم، لأن الحالة الاقتصادية لهذه الدول، يصعب معها إجراء الكشف/التشخيص المبكر وتقديم الأدوية الفعالة لعلاج أو ضبط مرض معين. وأمام هذا الوضع الاقتصادي، تتوقع المنظمة أن يعاني أكثر من 50 بالمائة من البالغين من سكان القارة الإفريقية، من ارتفاع التوتر الشرياني، غير المشخص، رغم أن العديد من هذه الحالات، يسهل معالجتها بتكاليف بسيطة، وبالتالي تجنب المضاعفات الناجمة عن الإصابات القلبية والجلطات الدماغية، والتخفيف من الوفيات.

وخلافا لوضع الدول الإفريقية، أوضحت بيانات التقرير أن الدول ذات الدخل المرتفع تتمتع بمعدلات إصابة أقل من البلدان الأخرى، وكذا انخفاضاً ملحوظاً في معدلات الوفيات المرافقة لأمراض القلب.

وأشار التقرير الأممي، إلى ارتفاع في معدلات سكر الدم لدى عموم الناس، قد يصل في بعض الحالات إلى 10 بالمائة، وإلى حوالي 30 بالمائة في دول أخرى، محذرا من التساهل والتهاون في علاج هذا المرض الذي يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية المتمثلة في اعتلال الكلى السكري، تصلب الشرايين و أمراض القلب، ارتفاع الدهون والكولسترول في الدم، ومرض الشبكية السكري.

وإضافة إلى كل من مرض السكري وارتفاع الضغط الشرياني، تحدث الدكتور تايز بويرما، مدير قسم الإحصاء الصحي وأنظمة المعلومات التابع للمنظمة، عن البدانة وأشكالها باعتبارها من الأمراض الشائعة في هذا العصر، ليبين أن معدلات البدانة تضاعفت بشكل مخيف في جميع بقاع العالم، خاصة بين سنتي 1980-2008، بحيث بلغ عدد المصابين بالبدانة حوالي نصف مليار أي ما يعادل 12 بالمائة من عدد سكان العالم.

وأشار التقرير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها أكثر البلدان تأثراً بالبدانة، حيث يتجاوز عدد البالغين المصابين بالبدانة نسبة 26 بالمائة، في حين أن نسبة البدانة بدول جنوب شرق آسيا، تقارب 3 بالمائة، موضحا أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بالبدانة، وبالتالي يرتفع خطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية، في صفوفهن أكثر منه لدى الرجال.

 إضافة إلى ما سبق، أوضح التقرير أن معدل وفيات الأمهات، قد انخفض خلال العقدين الماضيين، بحيث قدر الانخفاض بنسبة 47 بالمائة، أي من 540 ألف حالة وفاة عام 1990 إلى أقل من 290 ألف عام 2010، علما أن ثلث هذه الوفيات يحدث في بلدين فقط هما الهند ونيجيريا.

وفيما يخص وفيات الأطفال، دون سن الخامسة، أوضح التقرير، أن معدل وفياتهم، خلال العقد الماضي، انخفض من حوالي 10 مليون طفل عام 2000 إلى 7.6 مليون في عام 2010، خاصة تلك الوفيات الناتجة عن الإسهال والحصبة.

وعن تسجيل الوفيات، أبان التقرير على أن 34 دولة عبر العالم تتوفر على سجلات الوفيات المتضمنة لبيانات هذه الوفيات وكذا أسبابها، أي ما يعادل 15 بالمائة من مجموع السكان. غير أن التقرير يلاحظ أن الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لا تتجاوز فيها نسبة الوفيات المسجلة 10 بالمائة.

 وللإشارة فإن تقرير مركز الإحصائيات الصادر عن منظمة الصحة العالمية، يعد الأول من نوعه، كونه يشمل إحصائيات عالمية من أكثر من 190 دولة، مع نسب مئوية لمعدلات إصابة الذكور والإناث بكل من ارتفاع الضغط وداء السكري،  إضافة إلى عزم جمعية الصحة عقد مؤتمرها أواخر شهر مايو، قصد استعراض التقدم المحرز ومناقشة الخطوات المقبلة، مع استهداف وضع خطة متابعة عالمية، وبعض الأهداف الطوعية بهدف الوقاية والسيطرة على هذه الأمراض أو الحد من خطورتها.

فاطمة الزهراء الحاتمي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *