مختبر فرنسي يأخذ العلماء لظروف تحاكي نواة الأرض

الرئيسية » علم وحضارة » مختبر فرنسي يأخذ العلماء لظروف تحاكي نواة الأرض

مختبر فرنسي يأخذ العلماء لظروف تحاكي نواة الأرض

لم يعد من الضروري الدخول من فوهة بركان والوصول إلى باطن الأرض، للتعرف على البيئة هناك، فقد تمكن علماء في فرنسا من تصميم بيئة تحاكي الظروف في النواة الملتهبة للكوكب.

في مدينة كليرمون فيران، الواقعة وسط فرنسا، يقع مختبر البراكين والحمم البركانية، وفيه آلة يمكنها أن تعرض المواد إلى درجات حرارة تصل إلى ألفي درجة، وإلى ضغط مرتفع جدا يوازي 26 ألف مرة الضغط الجوي على سطح الأرض.

ويقول دوني أندرو الباحث في مرصد فيزياء الأرض المشرف على المختبر «يمكننا أن نحاكي الظروف في باطن الأرض إلى عمق ألف كيلومتر بدقة عالية».

ويمكن أيضا الحصول على ظروف مقاربة لتلك الموجودة في أعماق الأرض، في نواتها الواقعة على عمق ستة آلاف و400 كيلومتر، بفضل جهاز آخر، وهي حجرة تصل حرارتها إلى خمسة آلاف درجة بفضل أشعة ليزر، ويبلغ ضغطها مليوني مرة الضغط الجوي على سطح الأرض.

وتتيح هذه التقنيات التعرف على الأحوال في باطن الأرض، حيث لا يمكن للإنسان أن يصل، وفي ظل إمكاناته المحدودة التي جعلته في أقصى الأحوال يحفر الأرض إلى عمق 12 كيلومترا فقط.

ويقول أندرو «يمكننا هنا ان نعيد إنتاج المواد المختلفة في أماكن عدة من باطن الأرض، وأن نرى كيف تذوب هذه العينات، وأن نراقب دورة المواد، مثل المياه، وغاز ثاني أكسيد الكربون، حتى وإن كان ذلك يجري مع عينات صغيرة، لكنها تعطينا صورة جيدة عن الحركة الدائرة في بطن الأرض».

ومن خلال هذه التقنيات، يأمل العلماء فهم الألغاز الكبرى التي ما زالت عصية على الفهم حول تشكل كوكب الأرض.

تأثير القمر

من خلال هذه الأبحاث، توصل العلماء إلى أن القمر يؤدي دورا كبيرا في الحفاظ على الحقل المغناطيسي للأرض.

والحقل المغناطيسي ناشئ عن الحركات السريعة الكبيرة للحديد الملتهب السائل في القسم الخارجي من نواة الأرض.

ولشرح الدور الذي يؤديه القمر في الحفاظ على هذا الحقل المغناطيسي حتى الآن، تظهر الأبحاث أن نواة الأرض كانت ستبرد ثلاثة آلاف درجة منذ أربعة ملايين و300 ألف سنة، لكنها في الواقع لم تبرد سوى 300 درجة.

ويقول ارنو «حتى تحافظ نواة الأرض على حركتها، يتطلب الأمر درجات حرارة أعلى بكثير مما هي عليه، وهي لو كانت كذلك لاذابت الكوكب كله، إلا أن ما يعوض ذلك هو تأثير القمر».

فالقمر يدور حول الارض في مدار بيضاوي فيقترب منها ويبتعد، مؤثرا بجاذبيته المختلفة باختلاف بعده، ليس على المحيطات وحركة المد والجزر فحسب، وإنما أيضا على باطن الأرض إذ تولد جاذبيته طاقة تؤمن استمرار حركة النواة.

أ.ف.ب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *