محمد غزالة يصنع نُصبا تذكاريا للرسوم المتحركة الإفريقية

الرئيسية » إبداع وتنمية » محمد غزالة يصنع نُصبا تذكاريا للرسوم المتحركة الإفريقية

 

سبق أن نشرنا الأسبوع الماضي في موقع مسارات للدراسات والأبحاث الإعلامية والاستشرافية موضوعا عن رائد فن التحريك “علي مُهيب.. الأب الروحى للرسوم المتحركة العربية”، وذكرنا فيه ريادة الأخوين مُهيب “علي وحسام” في هذا المجال حيث كان علي مُهيب (1935-2010) “أول إفريقي ينتج أفلام رسوم متحركة” منذ أن قدَّم فيلمه الأول (الخط الأبيض) عام 1962..، ليتَواصل العطاء الإفريقي بتقديم الرائد مصطفى الحسن(1) من النيجر فيلمه الأول عام 1963، وفي نفس السنة يقدم محمد عرام من الجزائر فيلمه “عيد الشجرة”..

هذا بعض ما ورد في مقدمة كتاب “سينما التحريك في إفريقيا” للدكتور محمد غزالة أستاذ قسم الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا.. هذا الكتاب الذي قُدم خلال الدورة الثانية لمهرجان الأقصر(2) للسينما الإفريقية، وهو يقع في 254 صفحة كبيرة القطع تضم النص العربي وترجمته الإنجليزية التي أنجزها خالد مكاوي وإشراق درديري. ويقول الإيطالي جيان-ألبرتو بينداتزي(3) Giannalberto Bendazzi مؤلف كتاب “أفلام الكارتون.. مئة عام من سينما التحريك)” في مقدمة كتاب الأستاذ محمد غزالة عن الكتاب بأنه: “.. يٌعد أول مرجع عن الرسوم المتحركة الإفريقية!”.

كما بين الأستاذ غزالة في مقدمة كتابه القيّم عن فن التحريك: “عندما تبدأ في البحث في وكيبيديا Wikipedia (الموسوعة المفتوحة، الأشهر على الإنترنت) عن كلمة الرسوم المتحركة –ANIMATION- سوف تصادفك في الواجهه الأولى لوحة من جداريات بني حسن في المنيا بصعيد مصر، والتي يصور فيها قدماء المصريون أول تسجيل متقن لتتابع الحركة الحية للإنسان، مصورين حركات رياضية بشكل متوالي، وهو نفس المبدأ الذي قامت عليه تقنية الرسوم المتحركة، تسجيل الحركة لقطة، لقطة!”.

ويضيف في تصريحه لموقع مسارات أن بلاده التي حملت جدران مقابرها الفرعونية أول تسجيل لجذور الرسوم المتحركة في التاريخ حيث شهدت سنة 1936 أول فيلم رسوم متحركة إفريقي بحق.. ” سلسلة مشمش أفندي”(4)، وهو الأخ المصري لميكي ماوس الأمريكي، فبعد إنتاج أول فيلم للرسوم المتحركة بجنوب القارة الإفريقية سنة 1915 من قبل الأمريكي هارولد شو (1876-1926)، قدم الإخوة فرنكل(5) Frenkel عام 1936 “النسخة المصرية لوالت ديزني”، والتي استحسنها الجمهور آنذاك..

والجدير بالذكر أن كتاب “سينما التحريك في إفريقيا” يُظهر الجهد الذي بذله الأستاذ غزالة، فقد حاول من خلاله رصد ما توصل إليه من مادة علمية، من خلال بحثه المتواصل لسنوات عدة في الرسوم المتحركة الإفريقية، والذي استقى الكثير من معلوماته من أفواه صانعي الأفلام والنقاد، خلال لقاءات شخصية، وبحث في أرشيف العديد من مراكز السينما ومراجع الفنون الإفريقية، والتي لم تكن ميسورة بدون التواصل المباشر والشخصي للباحث، بالإضافة للسفر إلى العديد من البلدان لاستقاء المواد من منابعها والتقاء الرواد مثل مصطفى الحسن من النيجر، ومحمد عرام من الجزائر، ومحادثات مع الرائد المصري على مُهيب، وغيرهم من أساطين هذا الفن في العديد من البلدان مثل جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا وغانا وتونس والجزائر والمغرب وليبيا وجزر القمر والرأس الأخضر وتنزانيا..

عزيزة بزامي

(1) . وهو صاحب أول فيلم تحريك في إفريقيا فيما يتعلق بمحتواه.

(2) . مدينة الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوب مدينة القاهرة، والتي تعتبر متحفا مفتوحا وتضم جملة من كنوز مصر الأثرية الفرعونية.

(3) . مؤرخ إيطالي بارز في مجال التحريك، وأستاذ بجامعة Nanyang  (سنغافورة) ألف كتاب “أفلام الكارتون: مئة عام من سينما التحريك” الذي يعد من أهم المراجع في تاريخ الرسوم المتحركة..

(4) . مشمش أفندي هو أول شخصية كارتونية مصرية من اختراع عائله فرنكل، توجت هذه الشخصية عملا إبداعيا يعتبر الأجمل في حينه.

(5) . ينتمون إلى عائلة فرنكل الروسية التي هاجرت إلى الإسكندرية عام 1914 “للبحث عن العمل والأمان والحرية هاربة من المناخ غير المتسامح” في أوروبا.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *