هل يمكن أن تشبه المباني والهياكل التي نبنيها الكائنات الحية؟ تُظهر إحدى الشركات أن ذلك قد يكون ممكنًا. ويتبع مشروع “ميتوسيز” -وهو من تصميم شركة معمارية تأسست في أمستردام- نهجا بيوفيليًّا (محبًّا للطبيعة) وشموليًّا في تصميمه. وينشئ نظاما بيئيّا يتيح للسكان طريقة فريدة للعيش، ويلبي رغبتهم الفطرية في إعادة التواصل مع الطبيعة.
وصُمم المشروع استجابة لظروف المناخ العالمي الحالية وزيادة عدد سكان العالم”، وفقا لما قاله المهندس المعماري جياكومو جارزيانو خلال مقابلة مع موقع “سي إن إن” بالعربية. وبما أنه مستوحى أيضا من حركة “ميتابوليزم” اليابانية التي ظهرت في ستينات القرن الماضي يستكشف المشروع أيضا “كيف يمكن للمباني أن تنمو وتتطور وتتعافى وتتمتع بالاكتفاء الذاتي، بشكل يماثل الأجسام البشرية”، إلى جانب قدرتها على التجدَد أيضا، بحسب ما ذكره جارزيانو.
وقال جارزيانو إن “البناء قادر على التوسع والتمتع بالمرونة بفضل إطاره المكون من عناصر أصغر يمكن أن تُضَاف أو يتم استبدالها بمرور الوقت”. وصمم “ميتوسيز” ليتطور بالتوازي مع تطور حياة سكانه ومحيطه من خلال إعادة إنشاء النظم البيئية المناسبة للمناخ والموقع.
ويأتي اسم المشروع من عملية الانقسام الخلوي التي تنقسم فيها خلية واحدة إلى خليتين متطابقتين، ويجسد “قابلية تركيب النظام وتكيفه طويل المدى، وهو بمثابة استعارة لكائن حي مرن؛ إذ تتعايش الوحدات السكنية مع بعضها البعض وبشكل متوافق مع بيئتها”، وفقا لما قاله المهندس جارزيانو.
ويمكن تطبيق هذا التصميم على مشاريع حضرية مختلفة ومتنوعة، مثل وحدات السكن العائلية والتجمعات الحضرية عالية الكثافة ذات الاستعمالات المتعددة وذات الوظائف المتعلقة بالتعليم أو الترفيه أو الرفاهية أو التجارة، وغير ذلك من المجالات الأخرى.
صحيفة العرب