لمواجهة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في المدن، ظهرت مبادرات حريصة على حماية البيئة وبلورت مشاريع لمدن مستقبلية خالية من ثاني أوكسيد الكربون. غير أن الأزمة المالية العالمية وأزمة العقارات أثرتا على نجاح هذه المشاريع.
وتتميز مدن المستقبل الخالية من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بقصر طرقها بشكل يجعل ساكنيها يصلون إلى أماكن مختلفة مشيا على الأقدام أو بواسطة دراجات هوائية.
غير أن هذا لا يعني بالضرورة أن هذه المدن ستكون صغيرة المساحة، فكل حي من أحيائها صمم بشكل يكون فيه مرتبطا بشبكة النقل العمومي، حيث يمكن للمواطنين ترك سيارتهم جانبا أو التخلي عنها بشكل نهائي واستخدام وسائل النقل العمومية. إن الهدف الذي تسعى إليه مثل هذه المدن، هو الاقتصاد في الطاقة وعدم الاعتماد على الموارد الأحفورية.
وتظهر دراسة أشرف عليها كل من بيتر شون و أندري مولير من المعهد الاتحادي الألماني للبناء والشؤون الحضرية نماذج لوحدات سكنية بمساحات مختلفة حاولت كسب الرهان وتقديم نفسها كمشاريع رائدة لمدن المستقبل الخالية من غاز ثاني أوكسيد الكاربون.
وبالإضافة إلى إنشاء مدن جديدة محافظة على البيئة، تُبذل جهود لإعادة تخطيط وبناء مدن قائمة، بشكل يجعلها أكثر ملائمة للبيئة. غير أن هذا الأمر يصطدم بصعوبات جمة بسبب أن عملية الصيانة لا تلاقي دائما ترحيبا من طرف كل الأشخاص. وفي أوروبا تتركز الجهود على تحديث المباني الموجودة، من خلال تجهيزيها بخلايا الطاقة الشمسية وزرع النباتات الخضراء على أسطحها.
لكن الأهم من ذلك هو وجود برامج تحفيزية لأصحاب المنازل ومشروع عمل لدى المسؤولين على التخطيط في المدن. وكمثال على ذلك سيصبح بإمكان سكان مدينة ليون الفرنسية مستقبلا كراء سيارات كهربائية وتحسين استهلاكهم من الكهرباء من خلال استخدام تيار كهربائي ذكي. وقد تولت شركة توشيبا اليابانية المتخصصة في الإلكترونيات تثبيت هذه الشبكة الذكية بالتعاون مع المدينة والمواطنين كما يقول مولير.