مايكروسوفت ويندوز 10 وإعادة إنتاج الثورة

الرئيسية » إعلام ورقميات » مايكروسوفت ويندوز 10 وإعادة إنتاج الثورة

مايكروسوفت ويندوز 10 وإعادة إنتاج الثورة

قام عملاق البرمجيات الأمريكي مايكروسوفت بإعطاء نظرة أولى على ما سيكون نظام تشغيله القادم ويندوز 10 والذي سيتم إصداره خلال عام. وتأمل الشركة التي سيطرت على عالم التقنية لعقدين من الزمن قبل أن تواجه صعوباتها الحالية أن تعود إلى سابق مجدها بفضل هذا النظام الذي يصفه تيري مايرسون نائب رئيس الشركة المسئول عن نظم التشغيل بأنه “أفضل نظام تشغيل انتجناه وأكثرهم كمالا على الإطلاق ويمثل جيل جديد تماما من ويندوز.

وخلال عرضها ركزت مايكروسوفت هذه المرة على عملائها من الشركات، حيث أن نظام التشغيل السابق مايكروسوفت 8 لم يجد استقبالا جيدا بين صفوفهم. فويندوز 8 كان مصمما كحل وسط بين الأجهزة التي تعمل باللمس والحواسيب التقليدية. ولم ينل إعجاب الموظفين الذين لا يزالوا يستخدمون الحواسيب المكتبية بألواح النقر والفارات، والذين استمروا في استخدام نظام التشغيل السابق ويندوز 7، أو حتى تمسكوا بالنظام الأسبق ويندوز XP.

لذا حرصت الشركة ألا تسمي نظامها القادم ويندوز 9 بل قفزت إلى 10 مباشرة كرسالة واضحة بأن هناك فصل تام وبات بين النظام الجديد وما سبقه، وأنه ليس مجرد تطور أو بناء على الموجود.  لكن في واقع الأمر، يحاول ويندوز 10 تحقيق ما فشل فيه ويندوز 8 الذي أعلن عنه آنذاك كثورة ستدمج الأجهزة اللوحية مع الحواسيب التقليدية. لكن مع التجربة العملية لم تنجح تلك المحاولة، رب أن مقصدها تبين مع إطلاق آخر جيل من جهاز سرفاس. بمعنى أصح، كان ويندوز 8 حل وسط لا يرضي أيا من الأطراف!

أما الإصدار القادم من نظام  تشغيل ويندوز فهو أشمل ويستهدف توحيد التجربة عبر الحواسيب والهواتف النقالة والأجهزة اللوحية ومنصة xbox للألعاب. وما تعلمته مايكروسوفت من فشل “ثورتها” الأخيرة هو أن السبيل لتوحيد نظام التشغيل هو خلق نظام ذكي يتأقلم على هذه الأجهزة المتعددة ويعطي واجهة مستخدم مختلفة كل مرة. فلا فائدة مثلا أن تظهر الخيارات أمام شخص يجلس على حاسبه المكتبي كمربعات كبيرة مصممة للشاشات التي تعمل باللمس بينما يبحث عن قائمة الاستخدام التي اعتادها منذ تسعينيات القرن الماضي. لذا تعود قائمة البداية عودة مدوية في نظام التشغيل القادم. ووعدت مايكروسوفت المطورين بأدوات تطوير موحدة تسمحلهم بصميم تطبيقات تتأقلم هي الأخرى على الأجهزة المختلفة لاستخدام أمثل.

أما ردة فعل الأسواق فكانت متباينة. رأى محللوا بنك أوف أمريكا أن “نظام مايكروسوفت الجديدة سيجمع بين أفضل خواص النظام الماضية، وبين خواص مبتكرة وجديدة” كما أنهم يعتقدون أنه “سيساعد الشركة لإعادة سيطرتها على نظم التشغيل سواء في العمل أو في المنزل”. بينما أغلق سعر السهم بانخفاض طفيف في وول ستريت بعد الإعلان ما يشير إلى رغبة حاملي الأسهم في الانتظار لرؤية المزيد من الأدلة على إمكانية الشركة العودة إلى النمو. وإذا تمكنت مايكروسوفت في واقع الأمر من تحقيق هذا الدمج بين نظم التشغيل النقالة والتقليدية قبل منافسيها قد تعود إلى مكانتها كأهم شركة تقنية بالفعل، لكن حجم المهمة يجعل تصديق إتمامها بشكل مقبول بالنسبة للمستخدم خلال الفترة الزمنية الضيقة، ما يرجح تأخر طرحه في الأسواق.

arabian business

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *