مؤشرات نسبة الإستماع لإذاعة محمد السادسسلامة الذوق لدى المغاربة

الرئيسية » إعلام ورقميات » مؤشرات نسبة الإستماع لإذاعة محمد السادسسلامة الذوق لدى المغاربة

مؤشرات نسبة الإستماع لإذاعة محمد السادستتوالى التقارير والدراسات  لتذكي واجهات العمل الديني الرسمي، وتبين مدى تأثيره وفاعليته، إن لم أقل اعتباره الفاعل الأساسي من داخل الحق الديني بشكل عام، وبمختلف مرجعياته وتوجهاته، ومما زاد من أهمية الموضوع والوقوف على بعض المؤشرات التي تدل على الخط التصاعدي الذي تسير فيه واجهات العمل الديني الرسمي بالمغرب؛ التقريرين الأخيرين الذين جعلا على التوالي كل من الرابطة المحمدية للعلماء من المؤسسات التي تتصدر حركة الإصدار الديني، والتقرير الأخير للمركز المهني لقياس نسب الاستماع للمحطات الإذاعية بالمغرب (سيراد) الذي جعل إذاعة محمد السادس كأهم إذاعة استماع لدى المغاربة.

بالعودة قليلا لحوالي عقد من الزمن؛ كانت جل المؤسسات الرسمية الدينية، تجمع على ضرورة إعطاء دفعة نوعية للحقل الديني الرسمي بالمغرب، خصوصا بعد التنافس القوي الذي أحدثته القنوات المشرقية، والتأثير الكبير الذي أبرزته تلك القنوات  في تميز وصناعة أعلام دينية، استهواها المغاربة وتأثرو بها، مما جعل الحاجة إلى خلق بديل مغربي حاجة ملحة، وضرورة للحفاظ على “الخصوصية المغربية” التي أصبحت مهددة امام تلك الأمواج من الإذاعات والقنوات الدينية المشرقية، بل أكثر من ذلك استطاعت بعض القنوات الشيعية، أن تفرض وجودها بالبيت المغربي، وأذكر هنا كل من قناة المنار، وقناة العالم، وقناة النور، وبعض الإذاعات الأخرى، هذا كله جعل المشرفين على الحقل الديني يعيدون ترتيب الأوراق، لما رأو فيه من هروب للمغاربة لتلك القنوات، والتعلق برموز دينية ومذهبية قد تهدد الأمن العقدي والديني للمغاربة في مستقبل الأيام.

الكل يجمع على استحسان الخطوات التي تمت في المراحل السابقة، من إنشاء قناة محمد السادس، وإذاعة محمد السادس، وتأسيس الرابطة المحمدية للعلماء باعتبارها مؤسسة وطنية بحثية تعتمد على مراكز علمية، تحتضن فيها الطلبة الباحثين، للتمكن من العدة المنهجية والمعرفية لخدمة العلوم الإسلامية بنفس مغربي أصيل، كما التفاعل الإعلامي مع المستجدات، وهذا كله جدد صلة الباحثين الشباب المغاربة  بمنبتهم الأصلي يتعلمون منه ما به يسدون نهمهم المعرفي والتربوي.

 كما لابد أن نتوقف عند مؤشر آخر، ويمكن اعتباره من المؤشرات  المهمة، والتي على ضوئها تبنى سياسة دينية تراعي هذه المنعطفات الجديدة،  فإنه على الرغم من الاستلاب القيمي والأخلاقي، إلا أن المستمع المغربي فضل الإحتضان والدفئ بما له تميل الفطرة السليمة، مما يؤشر على سلامة الذوق لدى المغاربة، و سلامة الفطرة، والشخصية المحبة لدينها ولهويتها، وتفاعلها مع أحد واجهات العمل الديني الرسمي.

المغرب اليوم في مسار إعادة الاعتبار لخصوصيته في جميع المجالات والحقول، و أصبحت اليوم الضرورة تستدعي إعطاء مزيد من الإمكانات لإذاعة محمد السادس، ولجل أقطاب وواجهات العمل الديني، خصوصا بعد الربورتاجات التي عرضت بعد التقرير، والتي تدل على أن الإذاعة تشتغل بإمكانيات بسيطة، وبمقدرة عادية، مما يتطلب مزيدا من الدعم، للتأسيس لتجربة إعلامية دينية متميزة ومتفردة، تستقطب المغاربة وغيرهم. ومما يزيد من تزكية عودة المغاربة ونجاعة واجهات العمل الديني الرسمي هو الاستقطاب الكبير الذي يلقاه برنامج “الكراسي العلمية” مما يعزز مصداقية العمل، ويطلب المزيد من بذل الجهد، وتحقيق التميز.

 عبد الخالق بدري

عبد الخالق بدري

 

باحث بمجلة الإحياء

 

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *