يعدّ وضع الكتب والدفاتر المدرسية في الحقيبة مع الفطور ربما طقسا مسائيا تعيشه معظم العائلات التي لديها أطفال في المدارس، وكثيرا ما يقلق الأهل حول هل نسي ابنهم كتابا ما ؟ أو هل سيأكل طعامه ؟ ولكن دراسة حديثة أظهرت أن ما يثير القلق فعلا بخصوص الحقيبة المدرسية هو أنها أثقل بكثير مما ينبغي على الأطفال حمله وقد تسبب لهم مشاكل في الظهر.
حيث يشكل مجموع وزن ما يضطر الطفل حمله إلى المدرسة ثقلا كبيرا يسبب قلقا متزايدا بين أخصائيي أمراض الظهر، فقد وجدت دراسة بريطانية حديثة أن 80% من الأطفال في بريطانيا يحملون على ظهورهم حقائب يصل وزنها إلى 20% من وزن أجسامهم بينما لا يجب على الأطفال أن يحملوا أكثر من 10% من وزن جسمهم، وأن أي وزن أكثر من 15% يمكن أن يسبب لهم ضررا.
ويقول أحد الباحثين في الدراسة “إن طبيعة أجساد الصغار معرضة بشكل أكبر لمشاكل في الظهر بسبب انخفاض نشاطهم، العضلات لا تتطور بشكلها الصحيح خصوصا إذا كان الأطفال يقضون الوقت في ألعاب الكومبيوتر عوضا عن الركض والحركة”.
ويحذر أخصائيو العضلات والعظام من كوننا نواجه وباء من مشاكل الظهر لدى الشباب بسبب بدء ظهور آثار ضرر حمل حقائب ثقيلة في الطفولة. ويعقب أحد الباحثين على ذلك بقوله “إننا نشهد أعدادا متزايدة من الشباب الذين يأتون لتلقي العلاج بسبب مشاكل في الظهر، وكثيرا ما يمكن إرجاع هذا إلى حمل حقائب ثقيلة إلى المدرسة” ويضيف “إن الهياكل العظمية للأطفال ما زالت في مرحلة النمو والتطور، ووجود حقيبة ثقيلة متدلية على كتف دون آخر ممكن أن يؤدي إلى قوى غير طبيعية في العضلات والعمود الفقري والمفاصل”.
ولقد أثبتت عدة دراسات سابقة أنه إذا واجهت آلام الظهر في طفولتك فأنت معرض بشكل أكبر بأربع مرات للإصابة بآلام الظهر عندما تكبر.
وإذا كان الأهل يعتقدون أن إيصال الطفل إلى المدرسة بالباص أو بالسيارة سيخفف من تأثير ثقل حقيبته فهم مخطئون، فهو مضطر إلى حملها ونقلها من كتف إلى آخر وهذا كله يسبب ضررا ً أكبر، فبحسب الدراسة “إن رفع ونقل الحقيبة من طرف إلى آخر عدة مرات في اليوم قد يحمل ضررا أكبر على الجسم من المشي لفترة طويلة والطفل يحمل الحقيبة على كتفيه بثبات”.
وفي سياق متصل أظهرت دراسة أجريت عام 2007 أن 13 – 50% من الذين تتراوح أعمارهم بين 11و17 سنة قد عانوا من آلام الظهر.
أما بخصوص حقيبة المدرسة المثالية فإن الأخصائيون ينصحون باقتناء حقيبة ليست كبيرة جدا توضع على الظهر مع شرائط عريضة وكبيرة توزع الثقل على كامل الجسم بالتساوي ولها حزام على الخصر.
وينصح الأخصائيون الأهل بمساعدة أطفالهم في إعداد حقيبتهم المدرسية بحيث لا يتجاوز وزنها عشرة بالمئة من وزن جسم الطفل.(إيفارمانيوز)
ميدل ايست أونلاين، إعداد: مرسيل شحوارو