نفى الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي “إيمانويل ستوكس” أن يكون الإسلام مصدر التهديد للغرب، وأن يكون المسلمون هم الأعداء الذين يحتقرون الغرب ويتآمرون لتدميره، مشيرا إلى أن العدو الأصلي للغرب هو الكراهية التي وصفها بغير العقلانية.
وجاء ذلك في مقال تحت عنوان “الكراهية غير العقلانية وليس الإسلام عدو الغرب” نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية يصف فيه محاولات بعض من وصفهم بالمتطرفين الغربيين الذين “يشيطنون” الإسلام والمسلمين، بالهستيريا غير المبررة.
ويضرب الكاتب بعض الأمثلة على تلك المحاولات منها ما نقلته مجلة “وايرد” الأميركية عن قيام ضابط يدعى “ماثيو دولي” في كلية عسكرية رفيعة المستوى بتدريس مادة عن “حرب شاملة” ضد الإسلام، والتأكيد على أن “الإسلام أعلن الحرب على الغرب” وأن “مئات الملايين من المسلمين يعتنقون عقيدة موحدة ذات هدف واحد”، في إشارة إلى القضاء على الغرب.
ويشير “ستوكس” إلى أن “دولي” أعد نموذجا لعملية “مكافحة الجهاد” يقضي بالهجوم على العالم الإسلامي بصرف النظر عن ميثاق جنيف، واستهداف المدن المقدسة في السعودية بما في ذلك قتل المدنيين.ويصف كاتب المقال وجهات نظر “دولي” بأنها مواقف متطرفة صادمة، وأنها لا تمثل بالتأكيد سياسة الحكومة الأميركية ووزارة دفاعها، ولكن يرى أن أكثر ما يثير القلق هو أن آراء “دولي” ما زالت تلقى أصداء في أوساط أصحاب النفوذ من شخصيات ووسائل إعلامية، ويتساءل:هل هذه الهستيريا مبررة؟ وهل المسلمون هم التهديد الأحمر والعدو الذي يحتقر الغرب ويتآمر لتدميره؟ ليجيب بالنفي.
ويقول إن الغرب وليس العالم الإسلامي هو من يملك ما يكفي من الأسلحة النووية لتدمير الإنسانية أكثر من مرة، وإن الغرب وليس العالم الإسلامي هو من حرض على إجراءات أدت إلى قتل مئات الآلاف من المدنيين في العراق بدءا من العقوبات التي فرضت عليه في تسعينيات القرن الماضي حتى الحرب.ويمضي “ستوكس” قائلا:” إنه إذا كان “دولي” يعتقد بأن الإسلام هو البعبع، فقد فشل في إدراك الحقيقة بأنه حتى أولئك الذين استشهد بهم في دراساته، مثل “بيرنارد لويس”، لاحظوا أنه لا محل للإرهاب في “الإسلام القرآني”.
ويخلص الكاتب إلى أن الكراهية غير العقلانية والحجج غير الشرعية التي كانت تشكل ورقة توت لها، كانت محركات لنزع الإنسانية عن الثقافات الأخرى، والتي أدت على مر التاريخ إلى قتل فظيع للمدنيين.ويدعو في ختام مقاله إلى مكافحة الإغراء للوقوع فريسة للروايات المبسطة بشأن العالم الذي نعيش فيه، مثل الفكرة المختزلة في أن “صراع الحضارات” بين الإسلام والغرب هو مستقبلنا.