في احتفاليته بمئوية الطابع البريدي المغرب يصدر، كأول بلد عربي وإفريقي، «طابعا بريديا سمعيا»

الرئيسية » أخبار » في احتفاليته بمئوية الطابع البريدي المغرب يصدر، كأول بلد عربي وإفريقي، «طابعا بريديا سمعيا»

مئوية الطابع البريدي

خلال هذا الشهر يكون قد مر قرن على صدور أول طابع بريدي في المغرب؛ بحيث كان ذلك٬ على وجه الدقة٬ منذ مئة عام ويوم (22 ماي 1912)، في عهد السلطان مولاي حفيظ٬ وحمل الطابع البريدي المغربي آنذاك صورة للزاوية العيساوية لطنجة بالعملة التي كانت متداولة في تلك الحقبة (الموزونة).

ولأن الطوابع البريدية أداة تواصلية تؤرخ لذاكرة وثقافة وتاريخ المجتمعات٬ فقد استحضر (بريد المغرب)٬ في احتفاليته أمس بمئوية إصدار الطابع البريدي المغربي٬ دور هذه الأداة التي تعد جزء من التراث الثقافي المغربي٬ في اليومي المعاش للمغاربة.

وهكذا٬ عمد بريد المغرب٬ بالنظر إلى الحمولة التاريخية والرمزية للذكرى٬ إلى إطلاق برنامج احتفالي يليق بالمناسبة من خلال تنظيم معرض متجول للطوابع البريدية يحط الرحال بعدد من المدن المغربية ومعرض دولي للطوابع البريدية٬ فضلا عن تنظيم ندوة علمية يلتئم خلالها مؤرخون بارزون وهواة الطوابع البريدية وخبراء دوليون.

وتشد٬ في العادة٬ تظاهرات من هذا القبيل اهتمام عشاق الطوابع البريدية الذين لا يألون جهدا في البحث عن الطوابع في كل مكان٬ لاسيما تلك التي تحكي قصص الحضارة وحكايات التاريخ عبر إعادة إنتاج الوقائع والأحداث التاريخية من خلال صور تكثف الحدث ودلالاته في طابع بريدي “صغير”.

غير أن هواة الطوابع٬ في عهد التكنولوجيا المتسارعة٬ أضحوا أكثر إقبالا على الطوابع المبتكرة التي توظف التقنيات الحديثة٬ وهو ما دفع (بريد المغرب) إلى إصدار طابعين بريديين سمعيين يسمحان بنقل الصوت عبر هاتف ذكي (سمارات فون) أو ماسح ضوئي صوتي٬ وذلك لمنح إشعاع أكبر للاحتفال بالمئوية.

ويحمل الطابع البريدي السمعي الأول الهوية البصرية للذكرى المئوية، ويمكن الاستماع من خلاله إلى النشيد الوطني٬ فيما يجسد الطابع الثاني عملا فنيا للفنان التشكيلي حسن الكلاوي وينقل أصوات وأجواء “التبوريدة” المغربية.

وكان من نتائج انفتاح الطوابع البريدية المغربية على التكنولوجيات الحديثة على مستوى الطباعة الفنية أن بات المغرب أول بلد عربي وإفريقي ينخرط في التكنولوجيا الحديثة للطوابع السمعية والثالث عالميا بعد الصين وهولندا.

ويؤرخ الطابع البريدي المغربي٬ إلى ذلك٬ للأحداث البارزة في التاريخ المغربي من خلال إعادة إنتاجها في صور تحكي عن المحطات الحاسمة في تاريخ الوطن٬ وهو ما يمنح للطابع البريدي المغربي وظائف تتجاوز “التواصل المحض” وتمتد إلى التاريخ والهوية والثوابت الوطنية والسيادة.

وفي هذا الصدد٬ أعادت الطوابع البريدية المغربية إنتاج أحداث ميزت تاريخ المغرب الحديث من قبيل “المسيرة الخضراء” وذكرى الاستقلال”٬ فضلا عن الأوراش الكبرى التي شهدها المغرب٬ ولاسيما تلك المتعلقة بعدد من المشاريع الهامة٬ بما فيها “طراموي” و”ميناء طنجة المتوسط” و”الخطوط السككية”.

ويظل الطابع البريدي المغربي٬ باستحضار كل ما سبق٬ سفيرا للمغرب في العالم بأسره يرمز للسيادة الوطنية٬ شأن العلم الوطني والعملة النقدية٬ وينقل صورة أمينة عن المملكة وثوابتها وخصوصياتها وثرواتها وأحداث تاريخها البارزة.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *