يتطور سرطان الرئة لدى الأشخاص غير المدخنين بنسبة 25 بالمئة من إجمالي الحالات، ويعزو الأطباء السبب في ذلك لمجموعة من العوامل منها التدخين السلبي، والتعرض لغاز الرادون، وتلوث الهواء، والوراثة.
ووجد العلماء في دراسة جديدة أنه قد يعتمد خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص غير المدخنين على نوع الميكروبات وعدد الميكروبات التي تعيش في أفواههم، وذلك بحسب تقرير نشره موقع “ميد بورتال” الطبي. ركز العلماء في دراستهم الجديدة على الدور المحتمل للبكتيريا التي تعيش طويلًا في تجويف الفم، في خطر الإصابة بسرطان الرئة.
وتقاطعت شكوكهم في أن تركيبة هذه البكتيريا كانت مرتبطة في السابق بخطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق والبنكرياس، لاعتقادهم بأن البكتيريا يمكن أن تدخل القصبات عن طريق الفم. وقالوا أيضا إن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الجهاز التنفسي تلعب دورا في تطور أمراض الرئة، الحميدة والخبيثة منها على حد سواء.
حلل العلماء في الدراسة بيانات مجموعة كبيرة من المشاركين، كان من بينهم 114 مشارك من الأشخاص غير المدخنين وأصيبوا بسرطان الرئة. تمت مقارنة الميكروبيوم الفموي لهؤلاء المشاركين في الدراسة بالميكروبيوم الخاص بـ 114 شخصا آخرين من نفس الجنس والعمر، لكنهم لا يعانون من السرطان. والميكروبيوم بدوره يميز تكوين وكمية جميع البكتيريا التي تعيش على الغشاء المخاطي للفم لفترة طويلة.
وجد العلماء أن هناك اختلافات كبيرة في الميكروبيوم لمرضى السرطان، والأشخاص الأصحاء، ووجدوا أنه كلما زاد تنوع البكتيريا في تجويف الفم، كلما قل خطر الإصابة بسرطان الرئة. بالإضافة إلى ذلك، تقل احتمالية الإصابة بالورم في وجود أعداد كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة (من عائلات البكتيريا واللولبيات). ولوحظت سمات الميكروبيوم المرتبطة بالمرض في الأشخاص المصابين بسرطان الرئة، قبل عدة سنوات من ظهوره.
ويتوقع العلماء أن هناك أنواع من البكتيريا يمكن أن تسبب سرطان الرئة عن طريق التسبب في الالتهاب المزمن وتغيرات في الحمض النووي.
سبوتنك