في سعيهم المستمر لمكافحة البكتيريا المقاومة للعقاقير، تمكن علماء من فك شفرة الحمض النووي لبعض سلالات من بكتيريا عمرها عشرات السنين. قد تكون تلك خطوة متقدمة لفهم ومحاربة أمراض خطيرة وتطوير علاجها، فكيف ذلك؟
تمكن علماء، يسعون للتوصل إلى أساليب جديدة لمكافحة البكتيريا الخارقة المقاومة للعقاقير، من رسم الخرائط الوراثية (الجينوم) لأكثر من 3000 نوع من البكتيريا، بينها عينات من ميكروب من أنف العالم ألكسندر فلمينج مخترع البنسلين. بالإضافة إلى سلالة بكتيريا تسبب الدوسنتاريا، تم أخذها من جندي من الحرب العالمية الأولى.
كما قام العلماء في معهد “ويلكم سانجر” في بريطانيا، بفك شفرة الحمض النووي لسلالات بكتيريا مميتة تسبب الطاعون والدوسنتاريا والكوليرا، فيما قال الباحثون، إنه مسعى لتحقيق فهم أفضل لبعض أخطر الأمراض في العالم وتطوير أساليب جديدة لمكافحتها.
وكانت العينات المأخوذة من فلمينج، العالم البريطاني، من بين أكثر من 5500 ميكروب في (المجموعة الوطنية البريطانية لسلالات البكتيريا)، وهي واحدة من بين أكبر المجموعات في العالم للبكتيريا ذات الصلة بالأمراض السريرية.
وكانت أول بكتيريا يتم حفظها في المجموعة هي سلالة من الشيجيلا الفلكسنرية، المسببة للدوسنتاريا والتي تم عزلها عام 1915 من جندي في خنادق الحرب العالمية الأولى. وأوضح جوليان باركهيل، والذي قاد فريق البحث: “التعرف بدقة كبيرة على شكل البكتيريا قبل وخلال إنتاج المضادات الحيوية واللقاحات ومقارنتها بالسلالات الحالية، يظهر لنا كيف استجابت لهذه العلاجات.” وتابع “يساعدنا هذا بدوره في تطوير مضادات حيوية ولقاحات جديدة.”
ويمثل تطور “البكتيريا الخارقة” التي تقاوم عقاراً أو مجموعة عقاقير واحداً من أكبر التهديدات التي تواجه الطب اليوم. ويقدر الخبراء أن نحو 70 في المئة من البكتيريا تقاوم بالفعل مضادًا حيوياً واحداً على الأقل من المضادات التي تستخدم في علاجها. ومن المقرر أن تنشر الخرائط الجينية للسلالات، وعددها 3000 في موقع المجموعة الوطنية البريطانية لسلالات البكتيريا وستتاح مجانا للباحثين من مختلف أنحاء العالم لمساعدتهم في تطوير أساليب تشخيص ولقاحات وعلاجات جديدة.
رويترز