علاج جيني واعد لعمى الألوان

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » علاج جيني واعد لعمى الألوان

قال باحثون أمريكيون إن علاجاً جينياً استخدموه لشفاء قردين من عمى الألوان قد يساعد أيضاً على إيجاد علاج مشابه لشفاء بالغين من البشر يعانون الاضطراب في الرؤية وعمى الألوان.

وقال الباحثون من جامعتي فلوريدا وواشنطن إن الطريقة الجديدة للعلاج بواسطة الجينات قد تؤدي لعلاج مرض الخلايا المخروطية في العينين وهو عبارة عن خلايا مستقبلة للضوء في شبكية العين، مشيرين إلى أن عمى الألوان هو أكثر الاضطرابات الجينية التي تصيب البشر.

قال البروفيسور في جامعة فلوريدا وليام هاوسويرث “إن مخاطر عمى الألوان معتدلة وليست خطرة على الإنسان ولكن أثبتنا أنه باستطاعتنا شفاء القردة من مرض الخلايا المخروطي وبشكل آمن جداً”.

وأضاف “إن هذا مشجع جداً ويساعد على تطوير علاجات مرض الخلايا المخروطية في العينين مستقبلاً” . وتشير تقديرات إلى أن نحو 8% من البشر يعانون عمى الألوان منهم نحو 5,3 مليون شخص في أمريكا، و13 مليون في الهند وأكثر من 16 مليون شخص في بقية دول العالم.

والاضطراب في عمى الألوان هو عجز العينين عن تمييز ألوان محددة، إذ يرى المصاب في هذه الحالة ظلالاً رمادية، ولعل العمى الأكثر شيوعاً هو الاضطراب في التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر.

والمعروف أن رؤية الألوان تعتمد على نقل المستقبلات الضوئية المعلومات الصحيحة إلى الدماغ . فهناك مستقبلات للون الأحمر والأخضر والأزرق تعمل معا للتعرف إلى الألوان . وإصابة أي منها بتغير وراثي يسبب عمى الألوان.

وتختلف الألوان باختلاف من يراها . فالنحل مثلاً يرى اللون الأحمر على أنه أسود . والدلافين أيضاً لا ترى اللون الأزرق، بل الرمادي فقط . وهو ما يسمى بعمى الألوان.

وبواسطة اختبار بسيط ومعروف باختبار “ايشهارا”، يمكن للمرء أن يختبر نفسه ليعرف ما إذا كان يعاني ضعفاً في رؤية الألوان.

ويتكون الاختبار من مجموعة من الصور تحتوي على بقع بألوان وأحجام مختلفة وأرقام بألوان مختلفة عن بقية أجزاء الصورة، وعدم رؤية الأرقام على هذه اللوحات تعني الإصابة بعمى الألوان.

وتختلف شدة مرض عمى الألوان من شخص إلى آخر . فرؤية اللون الأبيض والأسود فقط تعني الإصابة بعمى الألوان التام، وهو أمر نادر جدا، حسبما يؤكد طبيب العيون الألماني كريس لوهمان، إذ توجد في شبكية العين خلايا مخروطية تسمح للمرء برؤية الألوان . ولهذه الخلايا المخروطية ثلاثة أنواع خاصة باللون الأحمر والأخضر والأزرق . عمل هذه الخلايا معا هو الذي يمكّن من التمييز بين آلاف الدرجات من الألوان . ولكن تعرُّض هذه الخلايا المخروطية إلى تغير وراثي، يؤدي إلى تداخل ألوان الطيف، ما يصعب التمييز بينها . وفي بعض الأحيان قد لا تعمل بعض الخلايا على الإطلاق . وغالبا ما يصاب المرضى بضعف في رؤية اللونين الأخضر والأحمر اللذين يُورثان عن طريق كروموزوم X.

ومن الطريف أن مرض عمى الألوان يصيب الرجال أكثر من النساء، ويعود ذلك إلى أن النساء لديهن كروموزومان اثنان من النوع X، على عكس الرجال الذين لديهم كروموزوم واحد . ورؤية الألوان تقتضي أن يكون أحدهما سليما، لذا قلما تتعرض النساء لمشكلة عمى الألوان.

ويؤكد طبيب العيون كريس لوهمان أنه لا يوجد علاج لمشكلة عمى الألوان عند البشر حتى الآن، وحلّ هذه المشكلة يكون بواسطة جهاز خاص للكشف عن الألوان، إضافة إلى وجود تطبيقات للهواتف الذكية تمكن المرء من التمييز بين الألوان.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *