اتهمت عائلة الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، بشكل مباشر إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله بمادة البولونيوم المشعة، التي كشفت عنها قناة “الجزيرة” القطرية في بداية الشهر الحالي، فيما شددت اللجنة الطبية الفلسطينية للتحقيق في استشهاد عرفات على فرضية الاغتيال، خصوصاً أن تقارير المستشفى الفرنسي الذي قضى فيه آخر أيامه سلمت بغموض أسباب الوفاة.
وأعلن رئيس “مؤسسة ياسر عرفات”، ناصر القدوة، أن عائلة عرفات والمؤسسة تتهمان إسرائيل بقتل الزعيم التاريخي لـ”منظمة التحرير الفلسطينية” بمادة البولونيوم المشعة.
وقال القدوة وهو ابن أخت عرفات “منذ استشهاد الرئيس الراحل قلنا إنه تم اغتياله بالسم ولم يكن لدينا دليل مادي ملموس، لكن بعد تحقيق قناة الجزيرة والتأكد من أنه تمّ تسميمه بمادة البولونيوم، لم يعد الموضوع مجرد قرائن وشكوك، والدليل المادي حصلنا عليه، مضيفاً “نحن نوجّه لإسرائيل تهمة قتل ياسر عرفات وتسميمه بهذه المادة القاتلة، ونطالب بمحاكمة ومحاسبة المسؤولين والمنفذين”.
وأوضح “كنا نشك في أن عرفات تم اغتياله بسبب التدهور المفاجئ في صحته، ولكن ما عزز شكوكنا هو تقرير المستشفى الفرنسي (بيرسي العسكري)، حيث توجد فيه فقرة تقول إن “سبب الوفاة ليس من الأمراض المعروفة لدينا”، وبالتالي فإن المستشفى الفرنسي أشار بطريقة غير مباشرة إلى أن سبب الوفاة غامض”.
وأجرى معهد “رادييشن فيزيكس” السويسري في لوزان تحليلاً لعينات بيولوجية أخذت من بعض الأغراض الشخصية لعرفات، وعثر على “كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم” المشعة، كما أفاد شريط وثائقي بثته قناة “الجزيرة” في الثالث من الشهر الجاري.
وأشار القدوة الموجود في جنيف إلى أن “مؤسسة عرفات اتصلت بالمختبر السويسري وأبلغته أنها لا تمانع فحص عينة من رفات الرئيس الراحل إذا اقتضت الحاجة والضرورة”.
ونشرت السلطة الفلسطينية جميع التقارير الطبية الخاصة بظروف وفاة عرفات وخاصة تقرير مستشفى بيرسي على الموقع الإلكتروني لـ”مؤسسة ياسر عرفات”.
وقال رئيس اللجنة الطبية الفلسطينية للتحقيق، عبد الله البشير، في مؤتمر صحافي في رام الله، “إن الأعراض التي ظهرت على الرئيس الراحل قد تؤكد وفاته بمادة البولونيوم المشعة، أو غيرها”، مشيراً إلى أن “التقرير الطبي الفرنسي لم يتمكّن من الوصول إلى سبب معروف للوفاة، حيث إن التطورات المرضية لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض، وتطوّرات الحالة المرضية لا تتفق مع مرض طبيعي، ولكن مع مادة سمية”.
وأكد أن “هناك مواد في التقرير الطبي لم يتم الكشف عنها بسبب الظروف المحيطة، ومستشفى بيرسي قال إن القوانين وأصول الإجراءات لا تسمح له بالردّ بالإيجاب”، موضحاً أن “المراسلات الرسمية بين السلطة الفلسطينية والمختبر السويسري بدأت، وهناك إجراءات ستتخذ من أجل حضور وفد من المختبر لأخذ عينة من الرفات”.
من جهته، لفت وزير العدل علي مهنا إلى أن الوزارة لم تتلق بعد أي طلب لأخذ العينات من رفات عرفات، وأنه في حال تقديم أي طلب من هذا القبيل فسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.
بدوره شدّد رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق اللواء توفيق الطيراوي على أن “عمل اللجنة المختصة لا يجري بالإعلام لكي لا يدع مجالاً للإسرائيليين أن يقطعوا كل الخــيوط”، مشيراً إلى أن التصريحات الإسرائيلية كافة كانت تؤكد نيتهم التخلص من عرفات، من دون استبعاد مشاركة من أحد الفلسطينيين.