صدرت للأديب الدكتور عبد الإله بن عرفة، الطبعة الثانية من رواية “جبل قاف حول سيرة ابن العربي الحاتمي” بعد أن نفذت الطبعة الأولى من الأسواق منذ مدة غير يسيرة. وقد صدرت هذه الطبعة الجديدة في نهاية شهر أبريل 2013 عن منشورات ضفاف البيروتية بالتعاون مع دار الأمان في المغرب، ومنشورات الاختلاف في الجزائر. وطرحت بالتزامن مع انطلاق معرض أبو ظبي الدولي للكتاب.
وتعتبر هذه الرواية فاتحة المشروع الروائي لابن عرفة الذي بلغ لحد الآن حلقته السادسة، وأصبح يعرف لدى المتتبعين للشأن الأدبي بمدرسة الرواية العرفانية، بعدما اختط الأديب لنفسه مساراً متميزاً ومتفرداً تميز بعدة سمات منها لغته الأدبية الرفيعة، واشتغاله على فن السيرة الأدبية لقامات فكرية وروحية كبيرة، وتناوله العرفاني الجمالي، مع تهممه بالقضايا الحضارية التي يطرحها في بياناته الأدبية مع صدور كل عمل جديد. وهي سمات اختار لها تسمية الرواية العرفانية أو أدب الحضور، أو أدب السفر بمعنى الإسفار، أو الكتابة بالنور أو الانكتاب. وهي مفاهيم نحتها انطلاقاً من تجربته الإبداعية، وقرَّب القارئ من دلالاتها بإلماعاته النقدية وتلويحاته الإشارية التي بثها مع صدور كل عمل من هذه الأعمال.
وقد صار لهذا الأدب الجديد حضور بارز في الأوساط الأدبية العربية، وتم اختيار عمله الأخير “ابن الخطيب في روضة طه” ضمن اللائحة الأخيرة لجائزة الشيخ زايد للآداب، وكان المرشح الأبرز للفوز بهذا الاستحقاق الأدبي لولا أن القائمين على الجائزة قرروا في آخر لحظة حجب هذا الفرع بعدما تم تسريب خبر كاذب في بعض وسائل الإعلام التجارية للضغط على اللجنة العلمية من لوبيات نافذة لها مصلحة في تكريس اسم مرشح معين.
وتعتبر رواية “جبل قاف حول سيرة ابن العربي الحاتمي” بوابة الدخول إلى أعمال ابن عرفة التي اختار قراءة تاريخ الأمة العربية الإسلامية منذ 14 قرناً انطلاقاً من الأحرف النورانية المقطعة الأربعة عشر (14) في فواتح بعض السور، وإزاء كل حرف نوراني قامة فكرية وروحية وقرن حضاري من هذه القرون الأربعة عشر. وهو مشروع لاشك بأنه أخذ مكاناً في الساحة الإبداعية، لعل من سماته، قرار دار الآداب العريقة التي تنشر أعمال ابن عرفة في إطلاق سلسلة بعنوان “الرواية العرفانية” ضمن منشوراتها الإبداعية.
يقع الإصدار الجديد في 264 صفحة، وتميز بجمالية الإخراج وبخط واضح خلافاً لخط الثلث الذي كتبت به الطبعة الأولى والذي استغلق على كثير من القراء. جاءت الطبعة الجديدة في حجم 24/17، مع مقدمة كتبها الأديب لهذه الطبعة، وقطعة شعرية جديدة على عادته التي التزمها منذ روايته الثانية بتضمين قصيدة شعرية مع كل عمل جديد.