ضمان حقوق الإنسان مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية - 9/16

الرئيسية » الأعمدة » بصائر » ضمان حقوق الإنسان مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية – 9/16

أـ الحفظ:

ونقصد به حفظ الحقوق والمصالح الضرورية التي بها تتحصل السعادة في العاجل والآجل، وهذا الحفظ يكون بأحد أمرين: الأول: من جانب الوجود؛ وذلك بما يقيم أركانها ويثبت قواعدها. والآخر: من جانب العدم؛ وذلك بما يدرأ الخلل الواقع أو المتوقع فيها.

حفظ الدين: وذلك من خلال:

  • التشريع وتوفير أماكن العبادة المرعية، وتنظيم المساجد والقيمين عليها، وتنظيم الزكاة والصيام والحج، وتنظيم الوقف وحمايته،
  • التربية السليمة والممنهجة،
  • حماية وتيسير وتوطين القيم المعنوية والروحية للدين،
  • حرية التدين وعدم الإكراه،
  • تقنين وهيكلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بتجلية شروطه وموانعه، ومناهجه وعقوباته، وزجر من يترامون بغير حق ولا مستحق للقيام به،
  • التشجيع على الاجتهاد الكفء.

حفظ النفس: وذلك عبر:

  • ضمان الحق في الحياة،
  • احترام التشريعات المحرِّمة للقتل والأذى،
  • الحماية من العدوان: وهو ما يظهر جليا في حد الحرابة،
  • الحماية من التعذيب، والحماية من الإخافة والترويع(1)،
  • حماية البيئة(مناخيا ونباتيا وحيوانيا)،
  • ضمان حق العيش، والصحة، والحركة، والتنقل مع الحماية من الاتجار بالبشر،
  • الاستثمار في الأمن العام والدفاع الوطني، وأمن الدولة(2)

حفظ العرض: وذلك من خلال حفظ قسميه:

1 ـ الكرامة، عبر:

  • تحريم القذف والرمي،
  • رعاية وحماية كرامة وسمعة الإنسان الفرد والمجتمع، بالتنشئة على الكرامة، وزرع قيم عدم الاعتداء عليها،
  • حماية الحق في الخصوصية وعدم الاجتراء عليها وإن قامت حولها شكوك(مثال عمر حين اقتحم على من بلغه أنه يشرب الخمر فزُجِر وقبِل الزجر وانصرف(3)،
  • الحيلولة دون الاستعمال غير المشروع للسلطة، للمساس بكرامة الفرد أو الأسرة أو الجماعة أو المنظمة،

(1) ـ قال صلى الله عليه وسلم “ليس منا من روع مسلما”أخرجه البيهقي

(2) ـ وهنا يشار إلى مفهوم الإعداد المستفاد من قوله تعالى (وأَعدّوا لهُم ما استَطعتُم من قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) [الأنفال60]،  فالسلم في الإسلام ليس مقصده الأصل هو القتال، وإنما الإرهاب للعدو قصد ثنيه عن الانخراط فيما يوجب مواجهته، مما قد يؤدي إلى إهراق الدماء وإزهاق الأرواح. والاستطاعة، المراد بها تلك المنضبطة بالموازنة بين الحاجات وعدم تجاوزها بالإنفاق على السلاح وتجويع الناس مثلا.

(3) ـ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ حَرَسَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَيْلَةً بِالْمَدِينَةِ , فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ شَبَّ لَهُمْ سِرَاجٌ فِي بَيْتٍ , فَانْطَلَقُوا يَؤُمُّونَهُ حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهُ إِذَا بَابٌ مُجَافٌ عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ فِيهِ أَصْوَاتٌ مُرْتَفِعَةٌ وَلَغَطٌ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي بَيْتَ مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هَذَا بَيْتُ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ , وَهُمُ الْآنَ شُرَّبٌ , فَمَا تَرَى؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَرَى قَدْ أَتَيْنَا مَا نَهَى الله عَنْهُ: (وَلَا تَجَسَّسُوا)[الحجرات:12] , فَقَدْ تَجَسَّسْنَا , فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَتَرَكَهُمْ” السنن الكبرى للبيهقي (8/ 579) (17625)

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *