شباب مغربي بالمهجر يختار التصوير الفوتوغرافي لإحياء تُراث مُهمش

الرئيسية » إبداع وتنمية » شباب مغربي بالمهجر يختار التصوير الفوتوغرافي لإحياء تُراث مُهمش

1 فوتوماد

بعيدا عن تلك الصور النمطية التي يأخذها السائح لمختلف مدننا المغربية، أبى فنانون مغاربة شباب إلا أن يعرضوا ينقلوا إلى زوار مهرجان عالمي بفرنسا صورا أخرى لمغرب اليوم، تكشف عن جوان المعاصرة المنسجمة مع أصالة هذه البلاد العريقة التي تسير قدما في طريق التحضر دون نسيان تراثها المتجذر في التاريخ. 

فقد عرض قبل أيام ثمانيةُ مصورين مغاربة أعمالهم الفنية في مهرجان “فوتوماد” للتصوير الفوتوغرافي، قرب مدينة تولون جنوب فرنسا، وهي الأعمال التي تُظهر مغربا آخر بعيدا عن تصورات السياح؛ بحيث ترصد أعمال هؤلاء الفنانين الشباب مغرب المصانع والمحطات الحرارية وأشجار الضواحي الحضريةن وغيرها من الموضوعات ذات الأهمية والتي تغيب في الغالب عن عدسات الزائر للملكة المغربية.

إنها مصانع الغاز وسقوف البيوت والأشجار وغيرها من المواضيع التي تزينت بها لوحات معرض مهرجان “فوتوماد” للتصوير الفوتوغرافي في ساناري-سور-مار بالقرب مدينة تولون جنوب فرنسا؛ كما نقل ذلك موقع فرانس24، التي علّق مراسلها بأنه “لا يجدي هنا البحث عن الكليشيهات السياحية المزركشة بالألوان؛ فهؤلاء المصورون المغاربة ارتادوا مدرسة التصوير الدولية ومشاهدهم خارجة عن التأطير التقليدي إذ تمثل المناطق الصناعية والضواحي الحضرية”.

2 فوتوماد

ونقل الموقع عن منى مكوار مديرة المعرض قولها “في نهاية الأمر أسلوبهم يمكن أن يكون أسلوب مصور من بلاد أخرى”؛ ويطرح ذلك إشكالية النظرة التي نملكها عن محيطنا المعتاد وإمكانية تجاوزها إلى درجة ترقى بها إلى نظرة خارجية تغذيها مخيلة أجنبية”.

فعندما يصيغ حسن حجاج الذي يعيش بين لندن والدار البيضاء مشاهد منسوجة على منوال التصورات التقليدية للمغرب، وعلى غرار الصالونات المخصصة لتدخين النرجيلة ولوحات تظهر نساء “شرقيات”، نلاحظ أنه دمج فيها رموز النقد البريطاني، فالحجب تحمل علامات ماركات “غوشي” أو”بوما” والوسائد المغربية تزين صناديق بلاستيك “كوكا كولا”.

وفي محاولته صياغة “لغة خاصة” بأشجار المغرب، يستحضر المصور خليل نماوي طبيعة طالها الخراب في الضواحي الحضرية التي نهشها البناء العشوائي.

3 فوتوماد

وبصورها للمركبات الصناعية الشاسعة التي تبدو وكأنها منحوتة، تساهم ليلى حيدة في تعريفنا على “تراث” من نوع آخر يجهله الكثيرون؛ ولدت ليلى حيدة عصامية التكوين في الدار البيضاء عام 1983 وعملت في بداياتها لحساب مجلات موضة في باريس. لكن رغبتها “في العودة إلى المغرب المتموج والمشاركة في الحراك الفني” على حسب قولها، قادتها إلى مدينة مراكش فرسمت خرائطها وحدودها واكتشفت المصانع المجاورة والمحطات الحرارية ذات المظهر والشكل المفاجئين، ولبسط نظرتها لهذه الفضاءات المهمشة، تحولها ليلى إلى عالم خيالي.

وتجعل المصورة من الفضاءات العامة خلفية تنطبع عليها صور تمثل جسدها عارية. فقالت ليلى “قمت بهذا العمل لسبر أغوار عالمي الداخلي فقد بدأته في باريس عام 2009 وهو يروي طريقتنا –نحن الفتيات المغربيات- في تقبل أجسادنا(..)، كما أردت أن أعبر عن تحرر النساء التدريجي”.

وذكرت قصاصة الموقع أن المغرب يقدم اليوم فرصا فريدة للفنانين الشباب بحيث يعملون لحساب مجلات محلية متخصصة في الصور ذات المواصفات التقنية العالية ويشاركون في تفعيل شبكات قاعات عرض الأعمال الفنية المعاصرة، في حين سافر البعض الآخر إلى الخارج للدراسة والعمل.

عن فرانس 24

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *