أصبح بإمكان المغاربة المقيمين في الصين الاستفادة من متع الحديث عن أي شيء وكل شيء٬ وتبادل المعلومات٬ وترتيب المواعيد٬ وذلك من خلال مقهى افتراضى يسمى “سويقة مغربية”.
فجميع المغاربة في الصين٬ الذين يتوفرون على جهاز “الآيفون” أو جهاز كومبيوتر محمول يعمل بنظام “أوس أندرود” يمكنهم الاستفادة من “المقهى-المجموعة” المعتمد من قبل التطبيق الجديد الذي يحتضنه نظام “ويكسين” الصيني الجديد.
وبفضل هذا التطبيق٬ يمكن لأفراد الجالية المغربية تبادل الرسائل المكتوبة أو المصورة أو الفيديو وكذا الصور دون استخدام اعتمادهم أو استهلاك وحداتهم الهاتفية. إنها حرية مطلقة وسرعة فائقة تدخل الفرحة على المغاربة المقيمين في الصين.
ويمكن أن نجد في “سويقة مغربية” على الخصوص صور الأصدقاء الذين يتذوقون الطاجين المغربي في شينزين (جنوب الصين)٬ مرفوقة بعشرات التعليقات.
وإذا كنت طالبا تتابع دراستك في شنغهاي٬ وتود البحث عن المعلومات للتسجيل أو للحصول على منحة دراسية٬ فإن “سويقة مغربية” تقدم لك العديد من المعلومات٬ فبمجرد أن يتم بث طلبك تتقاطر عليك الأجوبة من كل جانب.
كما أنه إذا كنت في مطار بكين الدولي متوجها إلى المغرب٬ فإنه يمكنك الحصول على الفور على رسائل تتمنى لك سفرا طيبا من قبل الجالية التي تستفيد من “سويقة مغربية” وطلبات العديد منهم الذين يرغبون في أن تجلب لهم بعض التوابل والثمور حين عودتك.
وأكد محمد العلوي٬ تاجر مغربي مقيم في شينزين (جنوب الصين) وصاحب هذه المبادرة٬ أن “الفكرة ولدت عندما طلبت من أحد الأصدقاء عن طريق (ويكسين) أن يجلب لي معه بعض الخضروات من أجل تحضير الطاجين”.
وقال العلوي٬ الذي يقيم منذ 18 سنة في الصين٬ “لقد أطلقنا على المبادرة (سويعة) لأننا كنا نستخدمها في البداية لنطلب من الأصدقاء القيام بالتسوق أو الانضمام إلينا لتناول وجبة العشاء. ونستعمل هذه المجموعة أيضا لتلقي المعلومات حول الأماكن التي يمكن العثور فيها على المنتوجات الضرورية لتهيئ الوجبات المغربية”.
وأوضح “لقد بدأ ستة مغاربة يقطنون في نفس المبنى بشينزين في تطبيق المبادرة٬ ثم توسعت المجموعة لتشمل أصدقاء آخرين في مدن هاربين٬ ييوو٬ وشانغهاى وغوانغزهو وبكين”٬ مشيرا إلى أن اللائحة لا تزال تتسع بمشاركة أعضاء جدد في هونغ كونغ.
وأضاف العلوي أن ” المواضيع أصبحت أكثر تنوعا وأكثر جدية٬ ونجتمع كل مساء بين الثامنة والتاسعة (حسب التوقيت المحلي) للتطرق إلى القضايا الراهنة من قبيل القانون الصيني٬ وجواز السفر البيومتري المغربي٬ والفرص في الصين٬ والدراسات٬ والمنح”.
من جهته٬ قال ياسين جادي طالب مغربي يعد دكتوراه في شعبة “تدبير تكنولوجيا المعلومات” بشنغهاي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إنه “بفضل هذه المجموعة أبقى على اتصال مع أفراد الجالية في مختلف مناطق الصين”٬ مشيرا إلى أن المجموعة تشكل أرضية للتفاعل بين مغاربة الصين والتي تمكنهم من معرفة والبقاء على اتصال رغم المسافات البعيدة بينهم.
وأشار جادي إلى أنه “بدون هذه المجموعة٬ سيكون من الصعب التواصل فيما بيننا بسبب ارتفاع أسعار المكالمات الهاتفية”.
من جانبه٬ أبرز عثمان عبادة٬ طالب يعد دكتوراه في شعبة التدبير في شنغهاي٬ أن ياسين وأصدقاؤه عثمان ومحمد وحمزة وكمال وحاتم وزكريا وسناء٬ من المداومين على هذا المقهى الافتراضي والذي “ساهم فعلا في التقريب بين مغاربة الصين٬ وإقامة علاقات قوية مع بعضهم البعض وبشكل دائم”.
و م ع