“سومو” أحدث طرق تنمية المحاصيل

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » “سومو” أحدث طرق تنمية المحاصيل

يتزايد تعداد سكان العالم بصورة متسارعة وزادت معها الحاجة إلى رفع كفاءة التربة الزراعية لزيادة محصولها من المواد الغذائية ليكفي حاجة السكان.

وفي خضم محاولاتهم الجادة، توصل خبراء في جامعة دورهام في بريطانيا، بحسب مجلة “ساينس ديلي” إلى آلية طبيعية في النبات يمكنها تحفيز نموه وزيادة إنتاجه، حتى في أسوأ الظروف.

ويبطئ النبات آلياً من نموه وربما يتوقف تماماً عنه، بهدف توفير الطاقة، بحسب ما يتعرض له من ظروف مغايرة لما تتطلبه عملية النمو، مثل نقص الماء، أو زيادة ملوحة التربة . ويتبع النبات في ذلك آلية تجعله ينتج بروتينات تعيق نموه، وتنقلب هذه الآلية إيجابياً عندما ينتج النبات هرموناً يعرف باسم “جيبريلين” المسؤول عن تكسير هذا البروتينات المعطلة للنمو.

وتمثل إعاقة نمو النبات مشكلة كبيرة يعانيها المزارعون لما ينجم عنها من قلة في كم محصولهم.

الدراسة التي قادها مركز دورهام لتقنيات تحسين الإنتاج الزراعي، شارك فيها أيضاً خبراء في جامعة نوتنغهام، وفي مركز أبحاث روثماستيد، وفي جامعة وورويك، وتوصلوا إلى تميز النبات بقدرة طبيعية على تنظيم نموه آلياً من دون الحاجة إلى هرمون “جيبريلين”، وبخاصة في ظل تأثر التربة بأية عوامل سلبية، ووجد الباحثون أن النبات ينتج بروتيناً معدلاً يسمى “سومو” يتفاعل مع البروتينات المعيقة لعملية النمو.

ويرى الباحثون أن تطوير عملية التفاعل بين بروتين “سومو” والبروتينات المعيقة يمكن أن يؤدي إلى نزع كابحات البروتينات ما سيدر كميات أكبر من المحاصيل، حتى وإن كانت ظروف البيئة الزراعية ليست على المستوى المطلوب.

ويمكن تعديل التفاعل بطرق عدة، تشمل وسائل تربية النبات التقليدية وتقنيات التكنولوجيا الحيوية.

وأجرى الباحثون تجربتهم على نبات “ثيل الرشاد”، وهو نموذج لنباتات الأبحاث، ويوجد طبيعياً في أغلب مناطق أوربا ووسط آسيا، إلا أن الباحثين قالوا إن الآلية التي توصلوا إليها في ثيل الرشاد توجد أيضاً في نباتات أخرى مثل الشعير، والذرة، والأرز، والقمح.

نشرت الدراسة التي مولها مجلس بحوث التكنولوجيا والعلوم البيولوجية في صحيفة “تطوير الخلية”.

يقول د . آري ساداناندوم، أحد أعضاء الفريق البحثي، والمدير المساعد لمركز دور مهم لتقنيات تطوير المحاصيل في كلية دورهام للعلوم البيولوجية والعلوم الطبية الحيوية، إن كشفهم يشكل قفزة كبيرة في إنتاج المحاصيل الزراعية . ويضيف “ما توصلنا إليه هو آلية جزيئية يتميز بها النبات ويتمكن من خلالها من تجميد أوراق بروتينات بعينها تعيق عملية النمو في ظروف التربة المتغيرة”.

وتعمل الآلية بمعزل عن هرمون “جيبريلين”، مايدفع العلماء إلى محاولة فهم أدق لها، ومن ثم ابتكار طريقة تحفز نمو النبات في كل الظروف، ما سيرفع إنتاج الرقعة الزراعية، ويترتب على ذلك إنتاج زائد ومستدام للمحاصيل الغذائية بما يكفي لسد حاجة السكان.

الخليج

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *