سم الأفاعي لعلاج أمراض الكلى

الرئيسية » علم وحضارة » سم الأفاعي لعلاج أمراض الكلى

سم الأفاعي لعلاج أمراض الكلى

ومن السموم الناقعات دواء.. شطرٌ من بيتٍ لأمير الشعراء أحمد شوقي، يبدو أنه تجسد الآن حقيقةً واقعةً بعدما أشارت دراسة أجراها باحثون فرنسيون إلى إمكانية استخدام السم المستخلص من أحد أكثر الأفاعي خطورة على وجه الأرض، لعلاج مرض قد يؤدي إلى حدوث مشكلات مميتة في الكلى.

وأفادت الدراسة بأن سم أفعى “المامبا الخضراء”، التي تعيش في قارة أفريقيا، قد يشكل دواءً من مرضٍ وراثيٍ يصيب الكليتين ويهدد بحدوث تلفٍ لهما، ويُعرف باسم “مرض الكلى متعدد الكيسات”.

ويظهر هذا الاضطراب الكيسي في مراحل متنوعة من حياة الإنسان، بدءاً من الرضاعة وصولاً إلى مرحلة البلوغ، ويُصيب الرجال والنساء على حدٍ سواء.

وفي إطار الدراسة الجديدة، استخلص الباحثون المشاركون فيها مُركباً من سم “المامبا الخضراء”، أطلقوا عليه اسم “مامبا كوارتين”، ثم حقنوه في أجسام ستة فئران مُصابة بـ”مرض الكلى متعدد الكيسات” بشكل يومي لمدة 99 يوماً. وفي الوقت نفسه، تم حقن مجموعة ضابطة من القوارض بمحلولٍ ملحي.

وقال الفريق البحثي إن الفئران المصابة بالمرض تقبلت المُركب الذي حُقِنت به دون أي مشكلات، ولم يطرأ أي تغير على سلوكها بعدما سرى في عروقها.

وبعد انتهاء فترة التجربة، تبين أن وظائف الكلى تحسنت لدى القوارض، التي جرى حُقنُها بالمركب المستخلص من سم الأفاعي، مقارنة بما بدت عليه كُلى الفئران التي شملتها المجموعة الضابطة.

وبحسب موقع Livescience ، المعني بالشؤون العلمية والطبية، تقلص عدد التكيسات التي سببّها المرض في كلى الفئران المصابة به بنحو الثلثين، لدى من حُقِنوا بالمركب الجديد. كما تقلصت المساحة التي تشغلها هذه التكيسات بنسبة 28%.

وأشار الباحثون إلى أن الأثر العلاجي الذي يُحْدِثُه ذلك المركب يعود إلى أنه يستهدف مُستقبِلات تسهم في الإصابة بـ” مرض الكلى متعدد الكيسات”.

لكن القائمين على الدراسة دعوا إلى التحلي بالحذر فيما يتصل بإمكانية تطبيق هذا الأسلوب العلاجي على البشر، في ضوء أن النتائج الإيجابية التي نجمت عن استخدامه لم تُسجل سوى مع الفئران فحسب حتى الآن.

غير أن الباحثين أشاروا إلى أن التجربة الجديدة تشكل دليلاً جديداً على أن سموم الأفاعي، تحتوي على جزئيات يمكن الاستعانة بها، لمواجهة بعض الأمراض التي تصيب الإنسان.

الاتحاد نت

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *