يرصد علماء البيئة تأثير أكبر سبعة مشروعات طموحة من شأنها تغيير ملامح العالم على المناخ والطبيعة، مؤكدين أنه برغم أهميتها إلا أن لها تأثيرات سلبية على البيئة، ويتطلعون إلى تحقيق الفائدة القصوى منها ،وفي الوقت نفسه الحد من سلبياتها.
ويتمثل أول هذه المشاريع، بحسب مجلة «فوكس» العلمية المتخصصة، في بناء السدود على المحيط الأطلسي، وهذا له تأثير هائل على البيئة، حيث سيؤدي بناء سد على جبل طارق إلى خفض مستوى المياه بمعدل 200 متر في البحر المتوسط وإلى رفع مستوى سطح المياه في باقي العالم بنحو 1.35 متر.
ومع ارتفاع مستوى سطح البحر إلى عشرات الأمتار خلال القرون المقبلة بفعل الاحتباس الحراري، فإن بناء السدود قد يكون حلا ناجعا، لا سيما أنه قد يحمي الأراضي الزراعية المنخفضة عن سطح البحر من الغرق، فضلا عن حماية مدن مثل الاسكندرية والبندقية.
نهر مختلف
ثانيا، هناك مشروع قناة الأطلسي العابرة، حيث يقول الخـــبراء إن نهر الكونغو يتدفق عبر منطقة متقلبة أمنيا، فلماذا لا يتم استغلال نهر الأمازون هناك، وعليه يتطلع العلماء إلى وضع أنبوب يبلغ طوله 4300 كيلومتر يضخ نحو 10 ألاف متر مكعب من المياه في الثانية الواحدة عبر الأطلسي، أي ما يكـــفي لري 315 ألف كيلومتر مربع.
ثالثا، مشروع إغراق المنخفضات لتوليد الكهرباء، فقد أغرق مهندسو الري في كاليفورنيا المنخفضات الواقعة تحت سطح البحر، وتكون نتيجة لذلك أكبر بحر في الولاية «بحر سالتون». ويتطلع العلماء إلى تطبيق هذه التجربة شمالي غربي مصر، في منخفض القطارة الذي يصل عمقه إلى 130 مترا تحت مستوى سطح البحر..
ويتألف من 19 ألف كيلومتر مربع من التلال الرملية والمستنقعات المالحة. والفكرة هي غمر المنطقة بمياه البحر المستقاة من البحر الأبيض المتوسط، الذي يقبع على مساحة 50 كيلومترا إلى الشمال، وإذا تدفقت المياه بالكمية ذاتها التي تتبخر فإن كمية الطاقة المتولدة قد تكون لا نهائية.
أما المشروع الرابع فهو ربط أسيا بشمالي أميركا، ويقول العلماء إن «مضيق الببرنغ» الواقع بين الزاوية الشرقية الشمالية لروسيا وألاسكا يعد المكان الأفضل لربط المنطقتين..
ويصل طول المضيق إلى 82 كيلومتر ويصل عمقه إلى 50 مترا. ومن شأن هذا الجسر أن يكون الأطول من نوعه الواقع فوق المياه، ويشير الخبراء إلى أن الفكرة موجودة منذ تسعينيات القرن التاسع عشر. وسعت شركات كثيرة مثل «شل» لاكتشاف المنطقة قبل البدء بالمشروع، وهذا قد يفسر سبب اهتمام روسيا ببناء نفق.
بناء السدود
ويتمثل المشروع الخامس في بناء سد على المحيط الهندي لتوليد الكهرباء، الأمر الذي سيعمل على خفض مستوى المياه على جانب واحد بينما ستنخفض على الناحية الأخرى بفعل التبخر.
ولا يعتزم الخبراء تطبيق الفكرة حاليا لأن المنطقة تعد خط شحن بحري مهم لناقلات النفط، وسيخفض المشروع مستوى سطح البحر المحلي في أماكن محددة ويرفعها في أماكن أخرى، ويُوجد مزيدا من الأراضي الجافة، وسيتسبب برفع مستويات البحر في مناطق مختلفة بسرعة عالية.
سادسا، بناء جزر اصطناعية أو أشباه جزر، وهو ما أصبح أمرا اعتياديا في مناطق عدة من العالم، إلا أن الوسائل الموجودة لتنفيذ هكذا مشاريع تتطلب توفير محاجر وجيوب عميقة لبناء هذه الجزر، حيث يحقن حمض الكبريتيك في الحجر الجيري ويتحول إلى الجبس. وهناك مشروع يسمى جسر آدم، الذي يعتبر شريطا ضيقا وسطحيا من المياه الضحلة، الممتد إلى 35 كيلومترا بين الهند وسيريلانكا.
سابعا، هناك مشروع تدمير برزخ بنما، القطاع الضيق من أرض أميركا الشمالية والجنوبية، حيث يعاد ربط المحيطين الهادئ والأطلسي. وقد تمكن التفجيرات النووية تحت الأرض من فعل ذلك..
وبينما تختفي الأرض فإن التيار المتدفق لمرة واحدة تحت خط الاستواء سيزعزع استقرار المنطقة. إلا أن هذه الفكرة غير محبب تطبيقها في مضيق بنما..
حيث يعتقد بعض علماء المناخ أن إغلاق الفجوة اضطر المياه الدافئة في المحيط الأطلسي الاستوائي للتدفق شمالي المنــطقة، ما عمل على زيادة الرطوبة وتساقط الثلج في القطب الشمالي، وســــمح بتشكل الصفائح الجليدية الكبيرة في الشمال، التي سيبددها المضيق حال فقدان الغطاء الجليدي في غرينلاند.
تحسن البيئة
يقول العلماء إنه يجب أن يبدأ العمل في نيكاراغوا على إنشاء قناة لربط المحيط الأطلسي والهادئ، حيث يتم بناء قناة بطول 278 كيلومترا، وهو ما سيتطلب تحريك مليارات الأطنان من الكتل الصخرية. ويدعي العاملون على القناة أنها ستكون المشروع الأكبر من نوعه في التاريخ..
وقال ستانلي برون، خبير الهندسة العملاقة في شركة «ستانلي برون»: «جميعنا يعيش في مناطق تمت هندستها وتصميمها، ومن حقنا أن نحلم بأماكن أفضل من هذه». وقد يكون ذلك أمرا في متناول اليد، فبناء السدود على البحار لتوليد الطاقة الكهرومائية أصبح أمرا يحدث على نطاق واسع، وذلك بهدف الاستفادة القصوى من هذه المشاريع لتحسين الخدمات البيئية وحياة الناس.
لانا عفانه – البيان