د. لحسن تاوشيخت: "مخطوطات القرآن الكريم بالمملكة المغربية نحو الفهرسة المعلوماتية والقراءة الإفتراضية"

الرئيسية » علم وحضارة » د. لحسن تاوشيخت: “مخطوطات القرآن الكريم بالمملكة المغربية نحو الفهرسة المعلوماتية والقراءة الإفتراضية”

مؤتمر جامعة طيبة الدولي بالمدينة المنورة حول: توظيف تقنية المعلومات لخدمة القرآن الكريم وعلومه

(19-22/2/1435 هـ الموافق 22-25 ديسمبر 2013م)

منذ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب الأقصى، احتل القرآن الكريم مكانة مركزية لدى عموم المغاربة، وصار مدار دينهم ودنياهم. وعلاوة على ارتباطهم العقدي والروحي به، حفظا وتفسيرا وتجويدا، انبرى الخطاطون منهم لإحاطته بمختلف مظاهر العناية الجمالية كتابة وزخرفة وتسفيرا، مما راكم على امتداد الحضارة المغربية ذخائر نفيسة من المصحف الشريف ، بحيث تحقق فيها على نحو مرهف وعظيم ذلك الاقتران الأسمى بين الديني والجمالي. وإذا كانت كتابة أولى المصاحف المغربية قد توافقت في معظمها مع قراءة الإمام حمزة التي كانت سائدة في أقطار المغرب، فإنها استقرت بعد ذلك على قراءة الإمام نافع من رواية تلميذه ورش، وكانت في أغلبها مكتوبة بالخط الأندلسي أو المغربي، مثلما تم شكلها في الحقب الموحدية والمرينية والسعدية مع إضافة لونين جديدين هما الأزرق و الأخضر لرسم التشديد و السكون الحي. وعلاوة على المصاحف التي تمت كتابتها أو طباعتها حجريا، اغتنت الذخيرة المغربية بالمصاحف المخطوطة التي جلبها المغاربة طيلة العصور الماضية من رحلاتهم الحجية والعلمية، مما تزخر به بعض الخزانات العمومية والخاصة.

واليوم وفي ظل العولمة، أصبحت الرقمنة واحدة من أولويات الدول التي قبلت التحدي المتمثل في الانخراط في مجتمع المعرفة، وبالتالي تقعيد الحق في الوصول إلى المعلومة. ويبقى في نهاية المطاف الهدف الرئيسي من الرقمنة هو المحافظة على الخصوصية المميزة لكل دولة ومجتمع ومؤسسة والمتمثل في طبيعة تراثها الثقافي والفكري. هذا الرصيد الوثائقي الذي يجب الحفاظ على أصوله وبالتالي توفير نسخة رقمية لها سواء للتخزين أو للتداول أو هما معا وخاصة بالنسبة للوثائق الهشة والصعبة التناول مثل المخطوطات عامة وخاصة منها ما يتعلق بكتاب الله عز وجل الذي يتميز بغناه رسما وزخرفة، بل ومجبرين للمحافظة عليه مصداقا لقوله سبحانه وتعالى في سورة الحجر (الآية 9): “ِإنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”. كما تهدف الرقمنة إلى مناولة الوثيقة ونشرها عن بعد عبر وسائط الاتصال الحديثة دون الحاجة إلى التنقل ولفائدة عدة قراء افتراضيين في نفس الوقت. وهي تسمح كذلك في استغلال المحتوى للوثيقة في شكلها كصورة أو بتحويلها بواسطة عمليات تكنولوجيا المعلومات والاتصال إلى شكل نص مكتوب أو نص صوتي يمكن التعامل معه بكيفية أو بأخرى.

يتوفر المغرب على رصيد وثائقي مهم من المخطوطات يتجاوز 200.000 مخطوطا تهم جميع الفنون وخاصة القرآن الكريم وعلومه. ومن أجل مواكبة الطفرة المعلوماتية، عملت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية على مكننة مخطوطاتها بما فيها كتاب الله عز وجل، بنقله من جذاذات يدوية إلى فهرسة إلكترونية تستجيب للمعايير الدولية باعتماد نظام معلوماتي مندمج SIGB من صنف فيرتويا VIRTUAواعتمادا على برمجة موحدة UNIMARC.ومعلوم أن مجال توثيق المصحف الشريف بالمكتبة الوطنية أضحت اليوم تكتسي طابعا إلكترونيا أكثر، تسهيلا للباحث للوصول إلى المعلومة وبدون وساطة وبدون حاجة إلى التنقل. وتجدر الإشارة إلى أن رصيد المكتبة الوطنية للمملكة المغربية يتميز بمضامين نادرة بل وفريدة ورائعة وبعضها معرضا للإتلاف في أي وقت، وأصبح الإقبال عليه ملحا وكبيرا من طرف القراء والباحثين دراسة وتحقيقا. ولحفظ الأصول من التداول ولتعميم الحصول على المعلومة، أصبحت الرقمنة مشروعا استراتيجيا للمكتبة الوطنية الهدف منها خلق مكتبة رقمية متعددة الوسائط لخدمة القارئ عن بعد من جهة، ولإعادة الاعتبار لرصيدها الوثائقي والمخطوط منه خصوصا، وبالتالي المحافظة عليه وتسهيل الاطلاع على محتوياته عبر الشبكة العنكبوتية والمساهمة في لا تمركزه وفي تبادله بيسر مع مؤسسات مماثلة من جهة ثانية. ونتيجة لذلك أصبحت المكتبة الوطنية تتوفر على بوابة إلكترونية وظفت فيها تقنيات حديثة ومتطورة على شاكلة التصفح الألي turnning-page  فضلا عن قاعدة بيانات متنوعة وغنية تشتمل على حوامل مختلفة ويتم تحيينها وإثرائها بشكل تدريجي ومنتظم.

ويتميز الرصيد المخطوط للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بمضامين نادرة بل وفريدة ورائعة، غير أن بعضه معرض للإتلاف في أي وقت، وأصبح الإقبال على الكتاب المخطوط ملحا وكبيرا من طرف القراء والباحثين دراسة وتحقيقا.ولحفظ الأصول من التداول ولتعميم الحصول على المعلومة، أضحت الرقمنة مشروعا استراتيجيا للمكتبة الوطنية الهدف منه خلق مكتبة رقمية متعددة الوسائط لخدمة القارئ عن بعد من جهة، ولإعادة الاعتبار لرصيدها الوثائقي والمخطوط منه خصوصا من جهة ثانية. والمصحف المخطوط بالمكتبة الوطنية المغربية له خصوصيات متعددة: منها من هو مرتبط بالرسم أي بالخط ومدى تطوره عبر الحقب المختلفة من الكوفي القديم حتى المبسوط الحديث مرورا بالمجوهر وبالثلث وبالنسخي. ومنها من له علاقة بالحامل أو الوعاء كالرق والورق الشاطبي والورق الأوربي، ومنها ما يتعلق بعناية المشرفين على كتابة المصحف الشريف وخاصة الملوك الذين لم يتوانوا في تشجيع النساخين من أجل بذل كل المهارات والخبرات لتزيين القرآن الكريم رسما وزخرفة.

ومعلوم أن مجال توثيق المصحف الشريف بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بدأ مع انطلاقة عمل الفهرسة بها منذ حوالي مائة سنة، إلا أن هذه المهمة أضحت اليوم تكتسي طابعا إلكترونيا أكثر، وهكذا فكل الفهارس التي صدرت حول مخطوطات المكتبة الوطنية ويبلغ عددها اليوم عشرة، فضلا عن فهرس مخطوطات المكتبة الزيدانية في القسم العربي من دير الإيسكويال بإسبانيا والتي توصلت المكتبة الوطنية بنسخة ميكروفيلمية ورقمية منها، توجد نسخ رقمية منها على الموقع الإلكتروني للمكتبة الوطنية في “خانة المكتبة الرقمية”. ولكن الإشكالية تبقى إلى أي مدى، وفي ظل هيمنة الوسائط الحديثة للاتصال، تستطيع المكتبة الرقمية المغربية خدمة القراء الفعليين أو الافتراضيين سواء على مستوى الدراسة التاريخية لمخطوطات المصحف الشريف، أو على مستوى البحث في تطور الخط العربي الذي كتبت به المصاحف، أو على مستوى التعمق في علم المخطوطات “الكودكولوجيا codicology”؟ ثم ما هي القيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها عملية رقمنة المصحف المخطوط بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية في هذا الزمن الذي يستطيع المرء أن يتصفح كتاب الله عز وجل في أبهى تقنية سمعية بصرية؟ وما هي آفاق الفهرسة والميكنة والرقمنة للقرآن الكريم بالمكتبة المغربية؟

للإجابة عن كل هذه التساؤلات وغيرها، تأتي هذه الدراسة المعتمدة أساسا على تحليل بيانات ومضامين موقع المكتبة الرقمية المغربية وخاصة ما يهم منها التقنيات المستعملة في الفهرسة الإلكترونية والرقمنة، وما تتيحه هذه الوسائل من إمكانيات جليلة لخدمة القارئ عن بعد للوصول إلى المعلومة بيسر وبدون مشقة، فضلا عن توفير نسخة رقمية للمخطوط المتسم بالهشاشة والندرة. فالكتاب المخطوط وخاصة منه المصحف الشريف، ليس فقط تحفة جمالية يتباهى الكثيرون في اقتنائها وتخزينها، بل يمثل كنوزا من المعارف والأشكال برع الخطاطون في نقلها من جيل لأخر وتنافسوا في إخراجها جميلة وأنيقة بالرغم من الوسائل المحدودة في العصور الماضية. فحري بنا إذن ونحن نعيش في ظل العولمة، أن تبرز جانبا مشرقا من الحضارة العربية الإسلامية وذلك بخدمة كتاب الله سبحانه وتعالى، باستعمال كل التقنيات العصرية حتى يتيسر قراءته ودراسته وحفظه والمحافظة عليه.

يتميز الرصيد المخطوط للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بمضامين نادرة بل وفريدة ورائعة،غير أن بعضه معرض للإتلاف في أي وقت، وأصبح الإقبال على الكتاب المخطوط ملحا وكبيرا من طرف القراء والباحثين دراسة وتحقيقا.ولحفظ الأصول من التداول ولتعميم الحصول على المعلومة، أضحت الرقمنة مشروعا استراتيجيا للمكتبة الوطنية الهدف منه خلق مكتبة رقمية متعددة الوسائط لخدمة القارئ عن بعد من جهة، ولإعادة الاعتبار لرصيدها الوثائقي والمخطوط منه خصوصا من جهة ثانية. والمصحف المخطوط بالمكتبة الوطنية المغربية له خصوصيات متعددة: منها من هو مرتبط بالرسم أي بالخط ومدى تطوره عبر الحقب المختلفة من الكوفي القديم حتى المبسوط الحديث مرورا بالمجوهر وبالثلث وبالنسخي. ومنها من له علاقة بالحامل أو الوعاء كالرق والورق الشاطبي والورق الأوربي، ومنها ما يتعلق بعناية المشرفين على كتابة المصحف الشريف وخاصة الملوك الذين لم يتوانوا في تشجيع النساخين من أجل بذل كل المهارات والخبرات لتزيين القرآن الكريم رسما وزخرفة.

ومعلوم أن مجال توثيق المصحف الشريف بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بدأ مع انطلاقة عمل الفهرسة بها منذ حوالي مائة سنة، إلا أن هذه المهمة أضحت اليوم تكتسي طابعا إلكترونيا أكثر، وهكذا فكل الفهارس التي صدرت حول مخطوطات المكتبة الوطنية ويبلغ عددها اليوم عشرة، فضلا عن فهرس مخطوطات المكتبة الزيدانية في القسم العربي من دير الإيسكويال بإسبانيا والتي توصلت المكتبة الوطنية بنسخة ميكروفيلمية ورقمية منها، توجد نسخ رقمية منها على الموقع الإلكتروني للمكتبة الوطنية في “خانة المكتبة الرقمية”. ولكن الإشكالية تبقى إلى أي مدى، وفي ظل هيمنة الوسائط الحديثة للاتصال، تستطيع المكتبة الرقمية المغربية خدمة القراء الفعليين أو الافتراضيين سواء على مستوى الدراسة التاريخية لمخطوطات المصحف الشريف، أو على مستوى البحث في تطور الخط العربي الذي كتبت به المصاحف، أو على مستوى التعمق في علم المخطوطات “الكودكولوجيا codicology”؟ ثم ما هي القيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها عملية رقمنة المصحف المخطوط بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية في هذا الزمن الذي يستطيع المرء أن يتصفح كتاب الله عز وجل في أبهى تقنية سمعية بصرية؟ وما هي آفاق الفهرسة والميكنة والرقمنة للقرآن الكريم بالمكتبة المغربية؟

للإجابة عن كل هذه التساؤلات وغيرها، تأتي هذه الدراسة المعتمدة أساسا على تحليل بيانات ومضامين موقع المكتبة الرقمية المغربية وخاصة ما يهم منها التقنيات المستعملة في الفهرسة الإلكترونية والرقمنة، وما تتيحه هذه الوسائل من إمكانيات جليلة لخدمة القارئ عن بعد للوصول إلى المعلومة بيسر وبدون مشقة، فضلا عن توفير نسخة رقمية للمخطوط المتسم بالهشاشة والندرة. فالكتاب المخطوط وخاصة منه المصحف الشريف، ليس فقط تحفة جمالية يتباهى الكثيرون في اقتنائها وتخزينها، بل يمثل كنوزا من المعارف والأشكال برع الخطاطون في نقلها من جيل لأخر وتنافسوا في إخراجها جميلة وأنيقة بالرغم من الوسائل المحدودة في العصور الماضية. فحري بنا إذن ونحن نعيش في ظل العولمة، أن تبرز جانبا مشرقا من الحضارة العربية الإسلامية وذلك بخدمة كتاب الله سبحانه وتعالى، باستعمال كل التقنيات العصرية حتى يتيسر قراءته ودراسته وحفظه والمحافظة عليه.

ويتوفر المغرب على رصيد مهم جدا من المصحف المخطوط، يعكس عمق الاهتمام بالقرآن الكريم لدى المغاربة عبر تاريخهم كتابة وزخرفة ودراسة. ويتميز هذا المصحف بغناه وتنوعه، سواء على المستوى المعرفي أو على المستوى الجمالي، ويتوزع بين مكتبات عامة وخاصة لا تعد ولا تحصى ومن أهمها(1):

عدد المصاحف المخطوطة عدد المخطوطات الانتماء اسم المكتبة
240 34.000 عنوان مؤسسة عمومية مستقلة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية / الرباط
160 15.000 عنوان القصر الملكي الخزانة الحسنية / الرباط
48 4.184 عنوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خزانة تامكروت “الناصرية” / زاكورة
119 3.823 مجلد وزارة الثقافة خزانة القرويين / فاس
49 3.500 عنوان وزارة الثقافة الخزانة العامة والوثائق/ تطوان
7 1.900 عنوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خزانة أبو سالم العياشي “الحمزية” / الريش
75 1.840 عنوان وزارة الثقافة خزانة ابن يوسف / مراكش
70 1.539 عنوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خزانة المسجد الأعظم / وزان
3 1.337 عنوان مؤسسة خاصة ومفتوحة للعموم الخزانة الصبيحية / سلا
62 1200 عنوان جامعة الحسن الثاني مكتبة محمد السقاط / الدار البيضاء
9 476 عنوان أُهديت للمكتبة الوطنية خزانة ابن سودة / قاس
12 419 عنوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الخزانة الحبسية / أسفي
2 183 عنوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خزانة المعهد الإسلامي / تطوان
4 172 عنوان وزارة الثقافة مكتبة الإمام علي / تارودانت
3 149 عنوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المعهد الإسلامي / سلا
2 43 عنوان وزارة الثقافة مكتبة الأوداية / الرباط

وتتوفر المكتبة الوطنية المغربية بالرباط حاليا على 240 نسخة مخطوطة من المصحف الشريف يؤرخ أقدمها بسنة 197 هـ/814 م، ويتميز معظمها بكونها كتبت على رق الغزال أو الورق الشاطبي وباستعمال أبهى الخطوط والزخارف. وفي ملحق هذا العمل لائحة بهذه المصاحف مع وصف حالتها المادية، ومقاييسها، ونوعية الخط المستعمل، والناسخ وتاريخ ومكان النسخ، وبداية المخطوط وآخره،ورقمه بالمكتبة الوطنية. وهذه نماذج نادرة من المصاحف الشريفة المخطوطة المحفوظة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط:

مصحف شريف مخطوط على رق الغزال

  • مصحف شريف مخطوط على رق الغزال(2) ويؤرخ بالقرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) عدد أوراقه: 108 ورقة، مقياسه: 41 × 34 سم، مسطرته: 6 وكتبت آياته بالخط الكوفي القديم بحبر بني، حركاته الإعرابية عبارة عن نقط مختلفة الألوان، تفصل بين آياته زخارف مذهبة مربعة الشكل محاطة بنقط حمراء وزرقاء على شكل دائرة، أسماء السور وعدد آياتها كتبت باللون الأبيض داخل إطار مذهب وملون بالأحمر والأزرق.تم تسفيره بجلد أخضر مذهب تتوسطه ترنجة مذهبة. يبتدئ بالآية 69 من سورة هود،وينتهي بقوله تعالى من الآية  74  من سورة الحجر.
مصحف شريف مخطوط مكون من خمسة أحزاب على ورق أخضر ممزوج بالحرير
  • مصحف شريف مخطوط(3) مكون من خمسة أحزاب على ورق أخضر ممزوج بالحرير ويؤرخ بالقرن الثامن الهجري (الخامس عشر الميلادي)،عدد أوراقه : 78 ورقة، مقياسه : 21 × 5 ،15 سم، مسطرته : 7. كتبت بخط مغربي مبسوط، الآيات مكتوبة بالفضة ومشكولة بالذهب، أسماء السور كتبت داخل إطار مزخرف ومذهب، الأنصاف كتبت داخل ميداليات بخط كوفي مذهب، فصلت الآيات بزهريات مذهبة، وبالصفحة الأولى لوحة مذهبة، تم تسفيره بجلد أحمر مذهب تتوسطه ترنجة خضراء.يبتدئ بقوله تعالى من سورة مريم، الآية 1، وينتهـي بقوله تعالى من سورة المؤمنين، الآية 18.
مصحف شريف مخطوط على الورق الشاطبي
  • مصحف شريف مخطوط على الورق الشاطبي من القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي) وكتبت آياته بخط نسخي أندلسي وعناوين السور بالكوفي المذهب(4)
صحف شريف مخطوط من القرن السابع الهجري
  • مصحف شريف مخطوط من القرن السابع الهجري (الرابع عشر الميلادي) وقد كتبت آياته بخط نسخي أندلسي “المبسوط المغربي” مع عناوين السور بالخط الكوفي المذهب(5)
مصحف شريف مخطوط من القرن التاسع الهجري
  • مصحف شريف مخطوط من القرن التاسع الهجري (السادس عشر الميلادي) وقد كتبت آياته بالخط المبسوط المغربي الذي يمزج بين الخطين الكوفي والنسخي(6)
مصحف شريف مخطوط من القرن العاشر الهجري
  • مصحف شريف مخطوط من القرن العاشر الهجري (السابع عشر الميلادي) وكتبت آياته بالخط المغربي المبسوط(7)

خلاصة:

  • إن المحافظة على المصحف الشريف المخطوط بشكل خاص وعلى التراث الوثائقي عامة من كل الآفات الطبيعية مثل الحرائق، والفيضانات والتآكل بفعل التقادم وبسبب الحشرات والقوارض…إلى أخره، وكذا من تدخل الإنسان عبر اللمس باليد والتمزق وربما حتى السرقة، لن يتأتى هذا سوى بالحفاظ على الأصول من التداول. لهذه الغاية عملت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية منذ عشر سنوات تقريبا على توفير نسختين لكل مخطوط في البداية على الميكروفيلم ومنذ ثلاث سنوات على الحامل الرقمي. النسخة الأولى ذات جودة عالية معدة للتخزين الدائم في مكان آمن، بينما النسخة الثانية والأقل جودة فتستعمل في المناولة. وخلال السنة الجارية ستتوفر المكتبة الوطنية على نسخ رقمية لمعظم رصيدها المخطوط وخاصة بالنسبة لكتاب الله عز وجل الذي يتميز بغناه رسما وزخرفة.وتهدف عملية الرقمنة هاته فضلا عن المناولة المباشرة للمخطوطات عبر شاشات معدة لذلك، إلى تداول ونشر هذه المخطوطات عن بعد عبر وسائط الاتصال الحديثة دون الحاجة إلى التنقل ولفائدة عدة قراء افتراضيين في نفس الوقت.وهي تسمح كذلك في استغلال محتوى النسخة الرقمية في شكلها كصورة أو بتحويلها بواسطة عمليات تكنولوجيا المعلومات والاتصال إلى شكل لوحة فنية أو نص مكتوب أو نص صوتي يمكن التعامل معه بكيفية أو بأخرى.
  • لقد انخرط المغرب منذ مدة ليست بالقصيرة في توفير كل الخدمات العمومية بواسطة الشبكة العنكبوتية، وأصبح بالتالي مشروع “المغرب الرقمي E-Maroc” واقعا معاشا بعد أن كان حلما، وأضحت كل الإدارات والمؤسسات تتنافس في خلق وتطوير مواقعها الإلكترونية وفي تبسيط الإجراءات حتى يتمكن كل مواطن من الوصول إلى المعلومة المرجوة وبالسرعة المطلوبة. وبالفعل انخرطت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية في هذا المشروع منذ بدايته، وأصبحت اليوم رائدة في خدمة روادها من خلال وضع كل الوثائق التي لا تدخل ضمن نطاق الملكية الفكرية، في موقع المكتبة الرقمية المغربية. وتتوزع هذه الوثائق بين ما هو مخطوطات وضمنها المصحف الشريف، وما هو مطبوعات حجرية، وما هو كتب قديمة، وما هو مجموعات متخصصة كالخرائط والصور والتصاميم والبطاقات البريدية، وبين ما هو مجلات وجرائد.
  • المصحف الشريف وخاصة المخطوط منه في حاجة ماسة إلى من يبرز جوانبه المشرقة رسما وزخرفة وما يتضمنه من كنوز معرفية فريدة من نوعها. فالخط العربي المستعمل في كتابة القرآن الكريم، يحتاج منا إلى بدل المزيد من الجهد في تقعيده وتعميق دراسة تطوره التاريخي وتشعباته الشكلية عبر الأزمنة والأمكنة وتنقلاته من ناسخ إلى آخر. هذا فضلا عن تحليل الأشكال الزخرفية الرائقة المرافقة له وما تحمله من حمولة فكرية تعبر عن جوانب مضيئة من الحضارة الإسلامية.

(1) تاوشيخت لحسن، “المكتبة الوطنية للمملكة المغربية”، دليل جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق. الرباط، منشورات وزارة الثقافة (ص 46-47)2008.

(2) المصحف محفوظ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط تحت رقم: 1\ج وهو في ثلاثة أجزاء،  بأعلى ورقاته تحبيس مرقون بالإبرة، أما حالته فهو متآكل الأطراف.

(3) المصحف محفوظ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط تحت رقم: 1304\د وهو نسخة نادرة المتبقية من مصحف مكون من 12 جزءا ضاعت كلها.

(4) المصحف محفوظ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط تحت رقم: 739\ج

(5) المصحف محفوظ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط تحت رقم: 608\ج

(6) المصحف محفوظ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط تحت رقم: 656\ج

(7) المصحف محفوظ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط تحت رقم: 3\ج

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *