كشفت إحدى الدراسات الطبية، جرى خلالها إخضاع 369 طفلا للدراسة والتحليل، أن مبيد كلوربيريفوس الحشري (من المبيدات العضوية الفوسفوري) يتسبب في حدوث تغيرات في هيكل الدماغ لدى الأطفال، بشكل يعيق تنمية قدراتهم المعرفية والسلوكية.
ومن خلال هذا البحث، تبين للمشرفين على الدراسة من جامعة كولومبيا في نيويورك، بعض التضخمات في تلافيف المخ لدى أولئك الأطفال، وأرجعوا السبب في ذلك إلى تعرض أمهاتهم لجرعات مرتفعة من هذا المبيد الحشري، وأيضا لتعرض الأطفال للهيدروكربونات الأروماتية، ودخان التبغ وهم لا زالوا في الأرحام.
وجاء في هذه الدراسة المنشورة بمجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم، أن لتلافيف المخ الدور الكبير في تنمية القدرات المعرفية والسلوكية للأطفال، وأن حجم المخ لدى هؤلاء الأطفال لا يتغير بشكل واضح، جراء تعرضهم لهذا المبيد، وهو ما يثبت وجود علاقة بين هذه المادة وانخفاض مستوى الذكاء لدى الأطفال.
ويذكر أنه سبق حظر استعمال مادة كلوربيريفوس المستخدمة في المبيد الحشري سنة 2001 بسبب تأثيرها السمي على الأعصاب، والذي يعمل على إبطال مفعول إنزيم أسيتيلكولينيستريس مما يتسبب في تعطيل الاتصال بين الخلايا العصبية وبين الخلايا العضلية. ورغم هذه الأضرار، ما زال العديد من الأشخاص يستعملون هذه المادة في زراعتهم أو في بعض المواد المنظفة، متجاهلين بذلك مخاطر استعمالها، إضافة إلى عدم التزام العديد من الشركات المصنعة لتلك المادة بذكر جميع المخاطر الصحية المترتبة على المنتج الذي يحتوي مادة كلوربيريفوس، كما جاء في تقرير معدي إحدى الدراسات المنشورة بمجلة التايمز الأميركية.