توصلت دراسة دنماركية جديدة أن التقلبات بمدار الأرض حول الشمس، المعروفة بظاهرة ”  دورات ميلانكوفيتش Milankovitch cycles ” ، هى التى تقف وراء ظاهرة الاحترار العالمي التى تمخضت على مدار نحو 1.4 مليار سنة على الأقل.

 و يقول ” دونالد كانفيلد” المؤلف الرئيسي للدراسة وهو أستاذ بمركز الشمال لتطور الأرض، بجامعة جنوب الدنمارك ” ان الدراسة وجدت ان التقلبات بمدار الأرض على المدى الطويل ، هي وراء ارتفاع درجات الحرارة و تغير المناخ  الذى نراه اليوم، و على الرغم من الاعتراف بأن الغازات المسببة للاحتباس الحراري هي القوة المهيمنة بشكل مباشر و فورى على التغير المناخى الذى تواجه الأرض اليوم، الا ان الباحثين لاحظوا أنه وعلى نطاق أوسع يبدو و ان دوران كوكبنا حول الشمس هو مفتاح التحكم النهائي بطبيعة المناخ”.

 و يقول ” كانفيلد  ” ان نتائج الدراسة ادت ال زيادة فهم تاثير التغيرات المناخية الأرض الماضية على جيولوجيا وبيولوجيا الارض ، حيث قام فريق البحث بالتعاون مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية بدراسة الرواسب البحرية شمالى الصين التى يعود عمرها الى اكثر من 1.4 مليار عام. وما وجدوه كان دليلا على “وجود التقلبات المناخية المتكررة، والتي تعكس تغيرات واضحة في أنماط الرياح ودوران المحيطات التي تشير إلى اضراب فى تحركات المدار الارضى مما اضطر لحدوث تغير بالمناخ ، و ان هذه التغيرات على مدار ملايين السنين كانت القوة الكامنة والدافعة وراء ظاهرة الاحتباس الحراري اليوم”.

 و تقول الدراسة ان تاريخ مناخ الأرض معقد ، ونحن مازلنا نعرف فقط القليل جدا عنه ، وقد ادت دراسة الرواسب البحرية فى الصين لفهم اكبر لظاهرة ” دورات  ميلانكوفيتش ” التى تسيطر في النهاية على ظاهرة تغير المناخ على الأرض ، حيث من المعروف ان ” دورات ميلانكوفيتش” تحدث  كل 20،000، 40،000 و 100،000 سنة. و خلال المليون سنة الماضية، تسببت هذه الدورات فى حدوث العصر الجليدى الذى يبزغ كل 100،000 سنة أو نحو ذلك. وفقا لكانفيلد، فان الأرض حاليا تمر بدورة من الاحترار مستمرة لحوالي 11،000 سنة.

و ترجع اهمية الدراسة ، لنها فى الوقت الذى لا تدعو فيه إلى التشكيك في نظرية أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري من صنع الإنسان و انها هي المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس السريع في القرن الماضي، الا انها تسلط الضوء على ان تاريخ الأرض المناخي الطويل مرتبط على وجه الخصوص، بدوران الارض حول الشمس و هى العملية التى تلعب دورا هاما في ارتفاع درجات الحرارة وتبريد الكوكب.

وكالات