حدود الممكن واللاممكن - 5

الرئيسية » الأعمدة » دراسات استشرافية » حدود الممكن واللاممكن – 5

12- السفر عبر الزمان

يعتبر السفر عبر الزمان من أكثر الأوهام والأحلام التي سيطرت على عدد مهم من كتاب الخيال العلمي، بل حتى العلماء. لكن الاهتمام بمفهوم الزمان، قد حظي بدراسة من طرف فلاسفة وعلماء الدين[1] وعلماء من تخصصات كثيرة؛ والبحث لازال متواصلا لفهم وإدراك خصائصه وأبعاده وإمكانية استغلال الأبحاث حوله لفك سر الحياة والتغلب على الدين، وتحقيق الخلود !

ويناقش كاكو فكر السفر عبر الزمان، مشيرا إلى مجموعة من الروايات[2] التي حاولت نسج قصص خيالية حول عبور الأزمنة والتوغل في الماضي أو الترحال في المستقبل. وهي بلا شك قضايا لا صلة لها بالعقل السليم ولا الاعتقاد الديني السماوي ويبدو لكاكو بأن “آلة الزمن” كانت سببا لتكاثر الحديث عن السفر عبر الزمن في الأدب العالمي. ز”من وجهة نظر العلم، كان السفر عبر الزمان مستحيلا في كون نيوتن، حيث ينظر إلى الزمان على أنه على شكل سهم باتجاه واحد، إذا ما انطلق فلن ينحرف عن مساره في الماضي. والثانية على الأرض هي ثانية خلال الكون بأكمله. لقد قلب اينشتاين هذا المبدأ وبين أن الزمان أشبه بنهر يتحول خلال الكون، حيث يسرع ويبطئ أثناء مروره عبر النجوم والمجرات. وبالتالي فالثانية على الأرض ليست مطلقة: فالزمان يتغير عندما يتحرك في أرجاء الكون”[3] واستنادا إلى نظرية اينشتاين حول الزمن، يمكن السفر عبر الزمن[4]، حسب كاكو رغم استحالته حاليا. ويتساءل كاكو، إذا كان السفر عبر الزمن نحو المستقبل ممكنا، فهل هو ممكن في الاتجاه المعاكس أي إلى الماضي؟

يعتبر ستيفن هوكينغ من أهم الفيزيائيين الذين درسوا بجدية فكرة السفر عبر الزمن وقضية آلات الزمن، فهو الذي برهن أن الثقوب السوداء ليست سوداء وإنما لها إشعاع يسمى بإشعاع هوكنغ، ورغم تشككه لمدة طويلة في فكرة السفر عبر الزمان، إلا انه قد انتهى به الأمر إلى التصريح” قد يكون السفر عبر الزمان ممكنا، لكنه ليس عمليا”[5] وبذلك أصبح كما يقول بعض الفيزيائيين مثل ريب ثورن[6]، موضوع السفر عبر الزمن ملعبا لعلماء الفيزياء النظرية. وبالفعل فنظرية اينشتاين، تتضمن ما يسمى “بمنحنيات مغلقة شبيهة بالزمان” (closed time-like curves) وهو مصطلح علمي للمسارات التي تسمح بالسفر عبر الزمان إلى الماضي. ويفترض أن آله الزمن هي إحداث ثقب دودي، يمكن من السفر حتى في الماضي ولو رياضيا على الأقل كما يقول كاكو. ويستشهد برأي الفيزيائي ريتشارد غوت “لا أعتقد أن هناك أي شك في إمكانية سفر الإنسان رجوعا في الزمان عبر ثقب أسود. السؤال هو هل يستطيع الخروج منه ليتفاخر حول ذلك”[7]. وقد اقترح الرياضي كورت غودل عام 1949 فكرة أخرى تتمحور حول آلة زمن مرتبطة بالكون الذي يلف حول ذاته[8] كما تحدث ريتشارد غوت من جامعة برلستون عام 1991 عن السفر عبر الزمن من خلال خيوط كونية ضخمة[9].

ويعتقد كاكو بأن الحل الأنسب للسفر عبر الزمن هو الثقب الدودي قابل للعبور، ومفتاح ذلك هو الطاقة السالبة[10]. لكن تصميم آلة زمن من هذا النوع تواجهها مشاكل كبيرة، ” قد يكون الثقب الدودي صغير جدا وأصغر بكثير من ذرة. وربما وجب ضغط الصفائح حتى مسافات بطول ثابت بلانك لخلق كمية كافية من الطاقة السالبة.  وأخيرا يمكنك العودة في الزمن إلى الوراء فقط إلى النقطة التي بنيت عندها آلات الزمن. وقبل ذلك، كان الزمان في الحجرتين يسير بالمعدل نفسه”[11].

ويثير السفر عبر الزمن، حسب كاكو مجموعة من القضايا والإشكالات الأخلاقية والمنطقية[12]. ربما كانت المسائل الأصعب تتعلق بالمفارقات المنطقية التي يثيرها السفر عبر الزمان. على سبيل المثال، ما الذي يحدث لو قتلنا آباءنا قبل أن نولد؟ هذه استحالة منطقية. وتدعى أحيانا بـ “مفارقة الجد”[13] (Grandfather Paradox).

ويعتقد كاكو بأن النقاش الأكاديمي بين الفيزيائيين حول عوائق ومشاكل السفر عبر الزمن، يمكن العثور على حلول لها من خلال تبني نظرية كل شيء [14] التي من شأنها تقديم إجابات واضحة حول قضايا الجاذبية والزمكان. وينتهي كاكو إلى القول بأن السفر عبر الزمن هو استحالة من الصنف الثاني.

13- الأكوان المتوازية

من المعلوم أن مفهوم الأكوان المتوازية[15] أو المتعددة، يتم التطرق عليه في كثير أفلام الخيال العلمي، مثل مسلسل ستار ترك وخصوصا في حلقة بعنوان “المرآة، المرآة” أو في قصص سوبرمان وغيرها من الأفلام[16]، ويشير كاكو، إلى كون الديانات سواء منها السماوية أو الوضعية، تتحدث عن وجود أبعاد أخرى وأكوان أخرى.

وقد اهتمت الفيزياء هيج ايفيرت[17] Hugh Evertt، وهي نظرية ليس حولها إجماع علمي. ويقول كاكو بأن هناك ثلاثة أنواع من الألوان المتوازية التي درست بشكل جدي في المراجع العلمية وهي كالتالي[18].

  • فضاء تشعبي متعدد الأبعاد (hybersapce) أو بأبعاد أعلى.
  • متعدد الأكوان (multiverse).
  • أكوان كمومية متوازية.

ويقوم كاكو بشرح المفاهيم الثلاث، فيقول: الكون الموازي الذي كان تاريخيا موضع أطول نقاش هو الكون بأبعاد أعلى. أننا نعيش حقيقة في كون بثلاثة أبعاد (طول وعرض وارتفاع)، وهي حقيقة يقبلها الحس السليم. ومهما حركنا جسما في الفضاء ويمكننا وصف أماكنه كلها بهذه الأبعاد/الثلاثة. وفي الحقيقة، نستطيع بهذه الأبعاد الثلاثة تحديد مكان أي جسم في الكون من قمة أنوفنا إلى أقصى المجرات البعيدة. يبدو أن إضافة بعد رابع للمكان يخترق الحس السليم. لو سمع للدخان على سبيل المثال أن يملأ غرفة ما فإننا لا نرى الدخان يختفي في بعد لآخر. لا نرى في أي مكان في كوننا أجساما تختفي فجأة وتنجرف إلى كون آخر. وهذا يعني أن أي أبعاد أعلى، إذا كانت موجودة على الإطلاق، لابد أن تكون أصغر من ذرة”[19].

وعبر العصور ثم نفي وجود بعد رابع، إذ نفى أرسطو[20] في مقالته حول السموات وجود هذا البعد،و كذلك بطليموس وغيره من الفلاسفة والعلماء. وفي القرن التاسع عشر وضع كارل غوس[21] معظم رياضيات البعد الرابع، لكنه خاف من الاعتراضات، وقام تلميذه جورج برنارد ريمان بكتابة أسس رياضيات الأبعاد الأعلى سنة 1851 وألغى بذلك ألفي عام من الهندسة اليونانية[22] وقد استوجب اينشتاين أسس رياضيات الأبعاد الأعلى في نظريته. ويقول كاكو و”لكن البعد الرابع اعتبر تاريخيا مجرد فضول من قبل الفيزيائيين. ولم يعثر على أي دليل إلى الآن حول الأبعاد الأعلى. إلا أن هذا بدأ يتغير عام 1919، عندما كتب الفيزيائي كالوزا ورقة ثار حولها جدل كبير ألمحت إلى وجود أبعاد أعلى. بدأ تيودور بنظرية اينشتاين في النسبية العامة، لكنه وضعها في خمسة أبعاد وبعد الزمان، وأربعة أبعاد للمكان، وبما أن الزمان هو البعد الرابع للزمكان يشير الفيزيائيون الآن إلى البعد المكاني الرابع على أنه البعد الخامس”. لو جعل البعد الخامس أصغر فأصغر، فستنقسم المعادلات سحريا إلى شطرين. يصف الشطر الأول نظرية اينشتاين العادية في النسبية، لكن الشطر الثاني يصبح نظرية ماكسويل في الضوء! كان هذا اكتشافا مذهلا. ربما يقع الضوء في البعد الخامس! صدم اينشتاين نفسه بهذا الحل، الذي بدا وكأنه يقدم توحيدا انيقا للضوء والجاذبية. (اهتز اينشتاين جدا باقتراح كازولا بحيث إنه فكر فيه لسنتين قبل أن يوافق على نشر هذه الورقة). كتب اينشتاين لكازولا” لم يخطر ببالي أبدا فكرة تحقيق (نظرية موحدة) بواسطة أسطوانة بخمسة أبعاد… بالنظرة الأولى، أحب فكرته جدا… إن الوحدة الرسمية لنظريتك مذهلة”[23]. وقدم كازولا جوابا حول البعد الخامس، ونظرا لعدم وجود دليل لهذا البعد، اعتقد بأنه “تجعد” إلى حجم صغير جدا لا يمكن رصده بالملاحظة. ووجهت عدة انتقادات لكازولا حول البعد الخامس، مثل لماذا تجعد؟ وحجمه. وكيف تجعد؟ وهي أسئلة بدون إجابات[24].

وبعد موت اينشتاين أهملت نظرية البعد الخامس لمدة إلى حين طرح نظرية الأوتار الفائقة[25]. ومن المعلوم أن المعرفة الفيزيائية هي مجموع الاستنتاجات التي قامت بها نظرية الكوانتم والمهتمة بوصف العالم الميكروي الكمومي تحت الذري، ونظرية النسبية التي تصف الجاذبية والعالم الكبير جدا مثل الثقوب السوداء والانفجار الكبير. لكن كل نظرية لها رياضيات خاصة بها ولهذا فنظرية الأوتار[26] الفائقة تحاول تقديم تفسير موحد للعالم الكبير والعالم الصغير. وبالإضافة إلى تنبأ نظرية الأوتار الفائقة بوجود الأبعاد الأعلى، تنبأت كذلك بما يسمى تعدد الأكوان (Multiverse).

د. خالد ميار الإدريسي
رئيس تحرير مجلة مآلات، فصلية محكمة تعنى بالدراسات الاستشرافية

الهوامش:

[1]  – يقول أوغسطين: كيف يكون الماضي والمستقبل عندما لم يعد هناك ماض ولم يأت المستقبل بعد؟ أما بالنسبة إلى الحاضر، فلو كان حاضرا دوما ولم يتحرك أبدا ليصبح الماضي، فلن يكون زمانا بل خلود “لو استمددنا منطق أوغسطين أكثر، نرى أن الزمان غير ممكن، لأن الماضي ذهب والمستقبل غير موجود والحاضر يستمر لحظة فقط. (طرح القديس أوغسطين بعد ذلك أسئلة دينية عميقة حول تأثير الزمان على الله، وهي أسئلة مازالت مهمة إلى الآن. لو كان الله قادرا ومهيمنا على كل شيء، كما كتب، إذن فهل يتأثر بمرور الزمان؟ بعبارة أخرى، هل على الله، كما هو شأننا نحن الفانين من البشر – أن يسرع لأنه تأخر عن موعد ما؟ لقد استنتج “القديس” أوغسطين في النهاية أن الله قادر على كل شيء وبالتالي لا يمكن تقييده بالزمان، ولابد أنه “خارج الزمان”. وعلى الرغم من أن فكرة كون المرء خارج الزمن تبدو سخيفة، فإن هذه الفكرة تتكرر في الفيزياء الحديثة كما سنرى لاحقا”. كاكو، ص: 250.

– يبدو أن كاكو غير مستوعب لمعنى الألوهية، ما جعله يستعمل حملة مثل “خارج الزمن تبدو سخيفة”، فالله هو خالق الزمن والمكان ولا يحيط به مكان والزمان.

[2]  – هناك مجموعة من الروايات مثل: مذكرات القرن العشرين لصامويل مادن وقصة تشارلز ديكنز “أغنية عيد الميلاد” ورواية مارك توين الأمريكي، ثم رواية “آلة الزمن” لاتش جي ويلز والتي تعتبر أهم رواية خيالية في سبر أغوار الزمن والسفر عبره.

– كاكو، ص: 252 – 253.

[3]  – كاكو، ص: 252.

[4] – يقول كاكو: ومع ذلك فالسفر عبر الزمان نحو المستقبل ممكن، وقد تم التحقق منه مخبريا ملايين المرات. إن رحلة بطل آلة الزمن نحو المستقبل البعيد ممكنة فيزيائيا. لو سافر رائد فضاء بسرعة قريبة من سرعة الضوء، فقد يستغرق دقيقة واحدة للوصول إلى أقرب النجوم. وتستمر أربع سنوات على الأرض لكن بالنسبة إليه فقد مرت دقيقة واحدة فقط لأن الزمان سيتباطأ داخل سفينته الصاروخية. لذا فسيكون قد سافر أربع سنوات نحو المستقبل كما هي على الأرض. (في الحقيقة يأخذ رواد الفضاء لدينا رحلة قصيرة نحو المستقبل في كل مرة يذهبون فيها إلى الفضاء. فمع سفرهم بسرعة 18 ألف ميل في الساعة فوق الأرض، تدق ساعاتهم ابطأ بجزء بسيط من ساعات الأرض الأرض. وبالتالي، بعد رحلة لسنة في محطة الفضاء، فقد سافروا جزءا من الثانية في المستقبل في الوقت الذي يعودون فيه إلى الأرض. الرقم العالمي للسفر نحو المستقبل يحمله حاليا  رائد الفضاء الروسي سيرجى أفديف الذي دار الأرض لمدة 748 يوما وبالتالي فقد رحل 0.02 ثانية نحو المستقبل) ص: 253.

[5]  – نفسه: ص: 256.

[6]  – يقول ثورن ريب من كاليفورنيا “كان السفر عبر الزمن فيما مضى ميدانا خاصا لكتاب الخيال العلمي وقد تجنبه العلماء وكأنه وباء – حتى عندما كتبوا الخيال العلمي بأسماء مستعارة أو قرءوه سرا. كم تغير الزمان ! يجد المرء الآن تحليلات علمية للسفر عبر الزمان في مجلات علمية محترمة كتبت من قبل فيزيائيين نظريين مرموقين. لماذا هذا التغير؟ السبب هو أننا نحن الفيزيائيين أدركنا أن طبيعة الزمان قضية مهمة جدا بحيث ألا تترك بين أيدي كتاب الخيال العلمي وحدهم” كاكو، ص: 256.

[7]  – كاكو، ص: 257.

[8]  – يقول كاكو تتضمن ىلة زمان أخرى كونا يلف حول ذاته. لقد وجد الرياضي كورت غودل 1949 أول حل لمعادلات اينشتاين تتضمن السفر عبر الزمان لو أن الكون يلف عندها لو سافرت حومل الكون بسرعة كافية فقد تجد نفسك في الماضي وتصل قبل أن تغادر. فالرحلة حول الكون هي بالتالي رحلة إلى الماضي. وعندما يزور الفلكيون معهد الدراسات المتقدمة يسألهم غودل مرارا فيما إذا عثروا على دليل على ان الكون يلف. وكان ييأس عندما يخبرونه أن هناك بوضوح دليل على أن الكون قد تمدد، لكن حصيلة اللف للكون ربما كانت صفرا. (وبعبارة أخرى قد يكون السفر عبر الزمان عاديا وينهار التاريخ كما نعرفه).

[9]  – يقول كاكو: عثر على أحدث مثال عن السفر عبر الزمان من قبل ريتشارد غوت من جامعة برنستون عام 1991. تأسس حله على العثور على خيوط كونية ضخمة (يمكن أن تكون بقايا الانفجار الأولى الكبير) افترض أن خيطيين كونيين كبيرين على وشك أن يصطدما. لو سافرت بسرعة حول هذين الخيطيين المتصادمين، فسوف تسافر رجوعا في الزمان. ميزة هذا النوع من آلة الزمان هي أنك لن تحتاج إلى أسطوانات تلف بلا نهاية، أو أكوان تلف، أو ثقوب سوداء. (لكن المشكلة في هذا التصميم هو أن عليك أن تجد أولا خيوطا كونية ضخمة تعوم في الفضاء، ثم تجعلها تصطدم بطريقة محددة. وسيدوم احتمال الرجوع في الزمان لفترة قصيرة فقط). كما يقول غوت “دارة منهارة من الخيوط الكبيرة بما يكفي لتسمح بالدوران حولها مرة واحدة ثم ترجع إلى الوراء في الزمان سنة واحدة يجب أن يكون لها “أكثر من نصف طاقة – كتلة مجرة بأكملها” كاكو، ص: 258.

[10]  – يقول كاكو: تتألف الة زمان على شكل ثقب دودي قابل للعبور من حجرتين، تتألف كل حجرة من كرتين متمركزتين معزولتين إحداهما عن الأخرى بمسافة ضئيلة. وبتفجير الكرة الخارجية نحو الداخل، تخلق الكرتان تأثير كاسيمير، وبالتالي طاقة سالبة. افترض أن حضارة من النوع الثالث قادرة على مد ثقب دودي بين هاتين الحجرتين (ربما تستخلص إحداهما من رغوة الزمكان). الآن، خد الحجرة الأولى وأرسلها إلى الفضاء بسرعة قريبة من سرعة الضوء، يبطئ الزمان في هذه الحجرة بحيث لا تبقى الساعتان متزامنتين ويدور الزمن بمعدلات مختلفة في الحجرتين الموصولتين بثقب دودي. لو كنت في الحجرة الثانية، يمكنك أن تمر فورا خلال الثقب الدودي إلى الحجرة الأولى التي توجد في زمن أسبق. وبالتالي تكون قد تحدث إلى الوراء في الزمان. ص: 258.

[11]  – نفسه، ص: 258 – 259.

[12] – يقول كاكو: يثير السفر عبر الزمن مشاكل تقنية واجتماعية أيضا. أثار لاري دواير القضايا الأخلاقية والقانونية والمبدئية حين قال: “هل يجب اتهام المسافر عبر الزمن الذي لكم نفسه عندما كان صغيرا (أو العكس) بالاعتداء؟ هل يجب محاكمة مسافر عبر الزمن يغتال شخصا ثم يهرب إلى الماضي للاختباء فيه من جرائم ارتكبها في المستقبل؟ لو أنه تزوج في الماضي، هل يمكن محاكمته بتعدد الزوجات حتى لو لم تكن زوجته الأولى قد ولدت لحوالي 5000 سنة.” ص: 259.

[13]  – نفسه، ص: 259.

[14]  – يقول كاكو: وهنا تسيطر نظرية كل شيء Theory of Everything فكل مشاكل السفر عبر ثقب دودي التي حيرت الفيزيائيين (مثل استقرارية الثقب الدودي) والإشعاع الذي يمكنه أن يقتلك، وإغلاق الثقب الدودي عند دخولك إليه) مركزة عند أفق الحدث، وهو المكان الذي تصبح عنده نظرية اينشتاين بلا معنى.

لذا فالمفتاح لفهم السفر عبر الزمان هو فهم فيزياء أفق الحدث، ولا يمكن لنظرية سوى نظرية كل شيء أن تفسر ذلك. وهذا هو السبب في أن معظم الفيزيائيين اليوم يتفقون على أن إحدى الطرق للإجابة عن سؤال السفر عبر الزمان بشكل مؤكد هي تقديم نظرية كاملة للجاذبية والزمكان. ستوحد نظرية كل شيء القوى الأربعة للكون، وستمكننا من حساب ما الذي سيحدث عندما ندخل آلة زمان. ويمكن لنظرية كل شيء فقط أن تحسب بنجاح كلها تأثيرات الإشعاع التي يخلقها الثقب الدودي.

وتحسم السؤال عن مدى استقرار الثقب الدودي عندما ندخل آلة الزمان. وحتى في ذلك الوقت ربما يجب علينا أن ننتظر لقرون، أو حتى لفترة أطول لبناء آلة تختبر هذه النظريات بالفعل. كاكو، ص: 282.

[15]  – تعريف ويكبيديا هو كالتالي:
متعدد الأكوان Multiverse هو عبارة عن المجموعة الافتراضية المكونة من عدة أكوان- بما فيها الكون الخاص بنا – وتشكل معا الوجود باكمله، والوجود متعدد الأكوان هو نتيجة لبعض النظريات العلمية التي تستنتج في الختام وجوب وجود أكثر من كون واحد، وهو غالبا يكون نتيجة لمحاولات تفسير الرياضيات الأساسية في نظرية الكم بعلم الكونيات. والأكوان العديدة داخل متعدد الأكوان تسمى أحيانا بالكوان المتوازية Parallel universes. وبنية متعدد الأكوان مفترض في علم الكونيات والفيزياء والفلك والفلسفة واللاهوت والخيال العلمي. وقد تأخذ الأكوان المتوازية في هذا السياق أسماء أخرى كالأكوان البديلة أو الأكوان الكمية أو العوالم المتوازية او العوالم المتوازية أو الوقائع البديلة أو خطوط الزمن البديلة (…) ويعتبر هيو ايفيرت هو صاحب نظرية أكوان متوازية وذلك سنة 1954.

[16]  – هذه لائحة لبعض الأفلام التي تعالج قضايا الأكوان المتوازية:

– L’imaginarium du Docteur Parrassus, de Terry Gilliam, 2009

– Inland Empire, de David Lynch, 2006

– Alice au Pays de Merveilles, de Yim Burton, 2010

– A la croisée des mondes, de Chris Weitz, 2007

– Dark City ? DE Alex Proyas, 1998

– Matrix, de Andy Wachowski, 1999

– Existenz, de David Croneuberg, 1999

– Passée Virtuel, de Josef Rusnat, 1999

– Le monde de Narnia, de A.Admson, 2005

– Cube²: Hypercube, de Andrzej Sevula, 200

– Coraline, de Henry Selik, 2009

– وهناك أفلام أخرى كثيرة، تدور حول الأكوان المتعددة ويمكن الرجوع إلى القائمة في الموقع التالي: www.cinetrafic.fr

[17] – عندما نشر بحثه، وجهت له انتقادات بشكل سافر، وهو باحث متميز في الرياضيات والفيزياء، تحول إلى مجال الأبحاث العسكرية واطلع على الأكثر الأسرار العسكرية حساسية في أمريكا وهو بطل من منظور رواد الخيال العلمي.

انظر موقع من أجل العلم www.pourlascience.fr

[18]  – كاكو، فيزياء المستحيل، ص: 264.

[19]  – نفسه، ص: 265.

[20]  – نفسه، ص: 265.

[21]  – نفسه، ص: 266.

[22]  – نفسه، ص: 266.

[23]  – نفسه، ص: 268.

[24]  – نفسه، ص: 268.

[25]  – تم تأليف مجموعة من الكتب والدراسات حول نظرية الأوتار الفائقة، وهناك ترجمة لكتاب “الأوتار الفائقة – نظرية لكل شيء؟ ورد فيه: ظهرت في السنوات القليلة الأخيرة نظرية جديدة جذبت اهتمام الفيزيائيين، وقد عرفت، في بادئ الأمر باسم نظرية الأوتار، ثم تطورت فأصبح إسمها: نظرية الأوتار الفائقة Super string theory . إنها نظرية واعدة تمهد لتوحيد قوى الطبيعة وجسيمات المادة الأساسية والمكان والزمان – أو بمختصر القول، نظرية واحدة لكل الأشياء. ولئن كان مضمون هذه النظرية الذي يوحي بأن كل شيء في الوجود مصنوع من أوتار صغيرة فحسب، يبدو غير معقول إلا لأنها مبنية على أفكار رياضية أنيقة ذات نتائج أثبتت جدارة مشجعة باتفاقها مع عالم الواقع.

انظر: بول ديغيس، جوليان براون: الأوتار الفائقة نظرية كل شيء. ترجمة د. أدهم السمان. دار طلاس الطبعة الأولى 1993، ص: 7.

– وهناك مجموعة من الأفلام الوثائقية حول هذه النظرية في موقع youtoube.

[26]  – يقول كاكو: تغير هذا كله مع اكتشاف نظرية الأوتار الفائقة التي تزعم أن الإلكترون والجسيمات تحت الذرية الأخرى ليست أكثر من اهتزازات متباينة لوتر يعمل مثل أربطة مطاطية صغيرة. لو ضربت الحزمة المطاطية فإنها ستعتز بأشكال متباينة، بحيث يتعلق كل اهتزاز بجسيم تحت ذري مختلف. وبهذه الطريقة تفسر نظرية الأوتار الفائقة مئات الجسيمات تحت الذرية التي اكتشفت حتى الآن في مسرعات الجسيمات لدينا. وفي الحقيقة، تظهر نظرية اينشتاين كواحدة من الاهتزازات الأدنى للوتر الفائق. رحبت الأوساط العلمية بنظرية الأوتار الفائقة على أنها “نظرية كل شيء” وهي النظرية الأسطورة التي تمنعت على اينشتاين خلال الثلاثين عاما من حياته. أراد اينشتاين نظرية واحدة شاملة تلخص القوانين الفيزيائية جمعها…” كاكو، ص: 271.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *