انطلقت يوم أمس الخميس بتونس العاصمة٬ أشغال الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي بمشاركة مجموعة من العلماء والباحثين في قضايا الدين الإسلامي من عدة بلدان إسلامية٬ من بينها المغرب.
ويتناول هذا اللقاء٬ الذي يمثل المغرب فيه مدير دار الحديث الحسنية الأستاذ أحمد الخمليشي٬ عددا من المحاور التي تركز على التصورات الرامية إلى تحقيق التقارب بين المذاهب الإسلامية انطلاقا من الأهداف التي حددها مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية٬ الذي تقرر إحداثة خلال الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي الأخير بمكة المكرمة (14 غشت 2012).
كما يتناول هذه الاجتماع٬ الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)٬ بالتعاون مع جامعة الزيتونة التونسية سبل “حصر الخلافات في المسائل والقضايا الظنية٬ وردها إلى مصادرها الصحيحة٬ والعمل على التصدي للغلو والتعصب المذهبي والارتقاء بمفهوم الاختلافات الفقهية إلى مقاصدها وإعادتها إلى جذورها الإسلامية٬ مع العمل على نشر ثقافة الاحترام المتبادل بين أتباع المذاهب الإسلامية”٬ حسبما جاء في إحدى وثائق الاجتماع.
ويتضمن برنامج اللقاء مناقشة مجموعة من الوثائق تمثل مشاريع عدد من الكتب المعدة للنشر٬ من بينها مشروع كتاب مدرسي حول التقريب بين المذاهب وآخر عن الخليفة عمر بن الخطاب وعلاقته بآل البيت وغيرهما من الكتب التي تتناول أعلام آل البيت والصحابة والمذاهب المشهورة.
كما يتضمن البرنامج مناقشة وثيقة تحت عنوان “ميثاق الثوابت الإسلامية المشتركة” تتناول تأصيل المشتركات التي ينبغي أن يقوم عليها التقريب بين المسلمين ومذاهبهم.
وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء٬ قال ممثل الإيسيسكو السيد عبد الحميد عبد الله الهرامة إن السياسة “جعلت من المذاهب السائدة في العالم الإسلامي مواقع للصراع ومصادر للفتن والخلافات بعد أن كانت هذه المذاهب مصدرا للتنوع الثقافي الإيجابي وكانت ثوابتها المشتركة جامعة لشمل الأمة وعاملة على وحدتها وألفتها”.
وأضاف أن الإيسيسكو تتطلع إلى أن يخرج هذا الاجتماع بوثيقة تركز على الثوابت المشتركة بين جميع المذاهب الإسلامية بهدف التأكيد عليها في وحدة المسلمين ومن أجل بيان أن الثوابت هي “الأصول التي ينبني عليها الدين الإسلامي٬ والتي من شأنها أن توحد الأمة الإسلامية وتعمل على تقريب مذاهبها”.
كما دعا عبد الحميد المشاركين إلى “تقييم وتقويم المراحل التي قطعتها مسيرة التقريب بين المذاهب خلال القرن الماضي وأوائل القرن الحالي والعقبات التي اعترضتها والمقترحات الكفيلة بتوجيهها الوجهة الصحيحة”.
يذكر أن الدورة السابقة لاجتماع المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية عقدت بالرباط في 14 شتنبر 2011 وتناولت عدة قضايا من بينها “فقه الثوابت والمتغيرات وأثره في التقارب بين المذاهب الإسلامية”٬ وتوجت بإصدار بيان يوصي بعدم إساءة أصحاب المذاهب في البلدان الإسلامية لبعضهم البعض لما في ذلك من تناقض مع روح التقريب بين المذاهب الإسلامية.
و م ع