توقعات بارتفاع مستوى سطح البحر لخمسة أمتار

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » توقعات بارتفاع مستوى سطح البحر لخمسة أمتار

توقعات بارتفاع مستوى سطح البحر لخمسة أمتار

يحاول علماء الجيولوجيا دراسة أسباب ارتفاع مستوى سطح البحر، مركزين على أسباب ذوبان ثلوج القطبين الشمالي والجنوبي، وتداعيات ذلك على الأماكن الحضرية مثل ظاهرة تعرض المدن للغرق.

وبغض النظر عما يفعله العلماء اليوم، فإن مستوى مياه البحر سيزيد ارتفاعه 5 أمتار مقابل بعض السنتيمترات فقط الآن. ومن المتوقع أن تنغمر مدينة فلوريدا ومناطق أخرى منخفضة عن سطح البحر في العالم بالمياه. ويشير الخبراء البيئيون إلى أنه من دون خفض الانبعاثات الغازية الصادرة عن البيوت البلاستيكية بصورة تزيد على أي نسبة اتفق عليها في السابق، فقد يصبح من غير الممكن تفادي ارتفاع منسوب مياه البحر بنحو 20 متراً.

ولايزال الغموض يحيط بالارتفاعات المتوقعة مستقبلاً، وقدرها العلماء على مدى القرنين الماضيين بنحو 5 أمتار، وهي أقل من التقديرات التي سبقت تلك المدة. ويؤكد الخبراء أن ارتفاع منسوب المياه سيزيد بنحو متر واحد بحلول عام 2100، وسيتواصل الارتفاع لعقود كثيرة بينما ترتفع درجة حرارة الكوكب، إلا أن السؤال المطروح: كم ستصل هذه النسبة؟

انهيار جليدي

وبحسب تقرير صدر عن فريق التحكيم الدولي بشأن التغير المناخي، أخيراً، فإنه خلال 2000 عام، يمكننا توقع ارتفاع مياه البحر بنحو 2.3 متر مقابل ارتفاع كل درجة مئوية في درجات الحرارة العالمية. وهذا يعني أن من الممكن ارتفاع منسوب المياه بنحو 5 أمتار في حال ظلت درجات حرارة المناخ أعلى بنحو درجتين مقارنة بالفترة الممتدة من الحقبة الصناعية رجوعاً إلى العصر البرونزي، إلا أن ذلك لا يبدو سيئاً للغاية، ففي حال تمكن العلماء من إيجاد طرق لتبريد الكوكب فيمكننا حينها تجنب هذا الموقف.

وللأسف فإن التقرير الذي نشر عام 2013 لا يغطي كل الظواهر المتعلقة بأسباب ارتفاع مستوى المياه. فقد أشار العلماء إلى حدوث انهيارين جليديين غربي القطب الجنوبي بشكل يشير إلى أن ذلك بات يشكل حدثاً مهماً في التغير المناخي. فالانهياران رفعا مستوى سطح البحر إلى نحو 1.2 متر. وهذه عملية لا رجعة فيها، لأنه عندما تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع، فإنها ستتواصل، وهذا يعني أن ارتفاع منسوب المياه بنحو 3.3 أمتار أمر لا يمكن تجاوزه اليوم.

وتساهم الانهيارات الجليدية الجبلية بارتفاع منسوب مياه البحار بنحو 0.4 متر، ويوصف الجليد الموجود شرقي القطب الشمالي بأنه أكثر استقراراً من ذلك الموجود غربيها لاستقراره على سطح الأرض فوق مستوى سطح البحر. وهناك حوضان كبيران في تلك المنطقة هما أورورا ولكيس. وقاع هذين الحوضين منخفض عن مستوى سطح البحر، وأقل عمقاً من غربي القطب المتجمد الجنوبي، ويعتقد العلماء أن ارتفاعاً حاداً في درجات الحرارة قد يؤثر على استقرار المنطقة.

إلا أن جامين غرينباوم من جامعة تكساس في أوستن يؤكد أن الجبل الجليدي الرئيسي المسؤول عن ملء حوض أروما بالمياه بات حجمه يصغر. وأشار إلى أن موجات الرادار كشفت عن حوض موجود تحت الجليد يمكنه أن يدخل المياه الدافئة إلى الحوض العلوي، ويذيب مزيداً من الجليد ليرفع مستويات أسطح البحار بنحو 5.1 أمتار.

غرق المدن

يقول العلماء إن الوقت تأخر لإنقاذ الارتفاع الكبير في مستويات سطح البحر. ولكن هل يتمكن علماء الهندسة الجيولوجية من منع المدن المنخفضة عن سطح البحر من التعرض للغرق؟ الأمر لن يكون سهلاً بالتأكيد. المشكلة الرئيسية هي أن النهج الذي يسلكه المهندسون مثل ضخ أملاح حمض الكبريتيك في الجو والاعتماد على أشعة الشمس، سيعمل على تدفئة المناطق الاستوائية أكثر من قطبي الأرض. وبرفع درجات حرارة القطبين، وسيدمر مناخ الأرض ويقلص هطول الأمطار.

لانا عفانه – البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *