تطوير لقاح بتقنية النانو يقي من جميع جائحات كورونا المستقبلية

الرئيسية » إعلام ورقميات » تطوير لقاح بتقنية النانو يقي من جميع جائحات كورونا المستقبلية

ينكب فريق من العلماء الأميركيين على تطوير لقاح جديد قادر على القضاء على جميع سلالات فايروس كورونا التي من الممكن أن تحدث جائحات مستقبلية غير متوقعة. وتبدو النتائج واعدة التي توصل إليها فريق الباحثين مؤخرًا لتطوير لقاح بشري شامل ومضاد لجميع سلالات فايروسات كورونا المختلفة المعروفة بإصابة البشر والخفافيش. وتبيّن من خلال التجارب الأولية أن لقاحهم فعال للغاية لدى اختباره على القرود، لكن لم يُعرف بعد ما إذا كان سيوفر نفس الحماية للأشخاص، وفقًا للدراسة التي نُشرت في العاشر من مايو في مجلة “ناتشر” (الطبيعة) البريطانية.

وقال كيفين سوندرز المشرف الرئيسي على الدراسة ومدير الأبحاث في معهد ديوك للقاحات البشرية في نورث كارولينا، إنه بينما لا يعرف أحد نوع الفايروس الذي سيسبب الوباء القادم، فإن فايروسات كورونا “ستشكل بالتأكيد تهديدًا”. وعلى مدى العقود القليلة الماضية، “وكل ثماني سنوات تقريبًا يبدو أنه سيظهر فايروس كورونا جديد ويتسبب في تفشي المرض”.

إبطال عمل الفايروسات

يستخدم كل من وباء السارس الذي تسبب في تفشي المرض في عام 2003 وفايروس كورونا ما يسمى ببروتين ACE2 “الإنزيم المحول للأنجيوتنسين – 2”، وهو المستقبل الذي يستخدمه فايروس كورونا لدخول الخلايا البشرية وإصابتها. وهذه النتوءات تلتصق بالخلايا البشرية في منطقة فايروسية معينة تعرف باسم “مجال ربط المستقبلات”. لكنّ هذين الفايروسين ليسا الوحيدين اللذين يستخدمان طريقة الغزو هذه؛ وفقًا للدراسة الجديدة. ومن المعروف أن فايروسات كورونا المماثلة التي تستخدم الإنزيم المحول للأنجيوتنسين – 2 كبوابة للعدوى تنتشر حاليًا في قطط الزباد والخفافيش والبانجولين أو آكل النمل الحرشفي. وقال سوندرز “لهذا السبب نختبر ما إذا كانت اللقاحات فعالة أم لا ضد فايروسات الخفافيش التاجية وكذلك ضد فايروسات كورونا البشرية”.

وصمم سوندرز وفريقه لقاح فايروس كورونا الجديد، الذي يأملون أن يؤدي إلى استجابة مناعية ضد فايروسات كورونا المختلفة التي تدخل الخلايا البشرية. وبدأ الباحثون تجاربهم بالاستعانة بجسم مضاد مأخوذ من شخص مصاب بفايروس السارس، مما أدى إلى إبطال عمل فايروسات كورونا المختلفة. وأوضح سوندرز أنهم صمموا لقاحًا يستخدم الجسيمات النانوية مع أجزاء من “مجال ربط المستقبلات” متصلة بسطحه بطريقة “تحصل على جزيء يشبه الفايروس”، والذي يمكن للجهاز المناعي بعد ذلك التعرف عليه والاستجابة له. وتستهدف معظم اللقاحات الحالية البروتين الشائك كامل الطول، بينما يستهدف هذا اللقاح على وجه التحديد “مجال ربط المستقبلات”. وقد اشتملت على مادة مساعدة، وهي مادة تعزز الاستجابة المناعية.

وتمكن اللقاح عند اختباره على القرود من إيقاف جميع الإصابات بفايروس كورونا وحفز المزيد من الأجسام المضادة المعادلة لما تقوم به اللقاحات الحالية أو العدوى الطبيعية في البشر بالفايروس. ولاحظ الباحثون أن أربعة من كل خمسة قرود لم يكن لديها أي أثر للفايروس. وقال سوندرز إن أحد القرود كان يعاني من مستوى منخفض جدًا من الفايروسات لا يمكن اكتشافه إلا من خلال اختبارات حساسة للغاية والتي اختفت في غضون يومين. وحفز اللقاح أيضًا الأجسام المضادة ضد بعض فايروسات الخفافيش التاجية والسارس والمتغيرات الشائعة لفايروس كورونا، التي تم العثور عليها لأول مرة في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا. وأكد سوندرز أن لقاحات “الرنا المرسال” الحالية – التي طورتها شركة “موديرنا” و”فايزر” تثير أيضًا أجسامًا مضادة تتفاعل ضد فايروسات كورونا المختلفة، ولكن بمستويات أقل. وقال سوندرز إن الأمل في نهاية المطاف هو أن لقاح فايروس “كورونا الشامل” يمكن أن يكون له استجابة أوسع للمساعدة في مكافحة فايروسات كورونا الأكثر تباينًا أيضًا.

وعلق الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية عن هذه الدراسة بقوله “الآن، على الرغم من أن هذه التجارب أجريت على الرئيسيات غير البشرية – وعلينا دائمًا أن نحذر عندما نتعامل مع رئيسيات غير بشرية – إلا أن هذا دليل مهم للغاية على المفهوم الذي سنسعى إليه بقوة، وهو أننا سندخل التجارب البشرية”. وأوضح سوندرز “لا توجد بيانات حتى الآن توضح كيف سيتم ترجمة ذلك إلى البشر. لكن الأمر المشجع هو أن اللقاح كان مبنيًا على جسم مضاد وجدناه في الإنسان”.

وحاليا، يأمل الباحثون تصميم تجربة سريرية صغيرة لاختبار سلامة لقاحهم على البشر أولًا. وتعمل عدة فرق من الباحثين حول العالم على تحليل الخصائص البيولوجية لمتحورات كورونا، أملًا في معرفة السبب الذي يجعلها أشد عدوى، بهدف تطوير لقاحات قادرة على التكيف مع جميع طفرات الفايروس. لكن مثل هذه الأبحاث تستغرق وقتًا، وقد لا تكون الإجابات النهائية وشيكة.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *