مازال مرض الملاريا يمثل مشكلة خطيرة في دول العالم النامي حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وفاة 584 ألف شخص سنويا. والآن تم رصد نوع من الملاريا مقاومة لعقار أرتيميسنين، الدواء الوحيد لكبح هذا الداء الفتاك.

قال علماء اليوم الجمعة 20 فبراير 2015 أنه تم رصد ملاريا مقاومة لعقار أرتيميسنين في ميانمار (بورما) وإنها تنتشر قرب الحدود مع الهند في تكرار للتاريخ حين أصبحت أدوية عديمة الجدوى. وقال العلماء أنه إذا وصلت طفيليات الملاريا المقاومة للدواء للهند فإن هذا سيشكل خطرا كبيرا على فرص احتواء المرض الذي ينقله البعوض والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم.

وذكر الباحثون في تقرير أنه إذا انتقلت الملايا المقاومة للدواء من آسيا إلى إفريقيا أو إذا ظهرت في إفريقيا بشكل مستقل، مثلما كان الحال مع أدوية سابقة مضادة للملاريا كانت فعالة وباتت الآن بلا جدوى، فإن ملايين الأرواح ستكون عرضة للخطر. وقال تشارلز وودرو من وحدة أبحاث ماهيدول-أوكسفورد، والذي قاد الدراسة بجامعة أوكسفورد، على أن ميانمار تعتبر الجبهة الأمامية في المعركة ضد مقاومة الملاريا لعقار أرتيميسنين لكي لا ينتشر فيما بعد في باقي أنحاء العالم.

وفي الدراسة التي نشرت في دورية ذا لانسيت إينفكشوس ديزيزيس جمع فريق وودرو 940 عينة من الطفيليات في 55 مركزا لعلاج الملاريا في شتى أنحاء ميانمار وأقاليمها الحدودية. واكتشفوا أن نحو 40 في المائة من العينات حدث بها تحول فيما يسمى جين كيلتش أو كيه.13 وهو مؤشر جيني معروف لمقاومة عقار أرتيميسنين. كما أكدوا وجود الطفيليات المقاومة للعقار في منطقة هومالين بمنطقة ساجاينغ على بعد 25 كيلومترا فقط من حدود الهند.

ورغم التراجع الكبير في عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم نتيجة إصابتهم بالملاريا، إلا أن المرض لا يزال يحصد أرواح نحو 600 ألف شخص سنويا معظمهم من الأطفال في المناطق الأفقر بإفريقيا جنوب الصحراء.

يذكر أن أول وصف لأعراض الملاريا ورد في عام 270 قبل الميلاد في كتاب طبي صيني قديم يحمل اسم “هوانغ دي نايجينغ”. ومن أهم الأدوية التي وصفت لعلاج المرض آنذاك نبات “كينجهاو” الذي يستخلص منه الآن عقار أرتيميسينين المستخدم لعلاج المرض في الوقت الحالي. وكشفت الحكومة الصينية في عام 1967 النقاب عن البرنامج 523 الذي توصل في نهاية المطاف إلى دواء أرتيميسينين المستخلص من أعشاب تقليدية صينية.

DW