يجري العلماء حالياً أبحاثاً وتجارب على الفئران والديدان في محاولة لإنتاج عقاقير تطيل أمد الحياة وتحسن الصحة بشكل كبير عند التقدم في العمر.
وتساهم في هذه الأبحاث شركة “غوغل” المعروفة كجزء من مبادرة أطلقتها في هذا المجال.
تتضمن المبادرة إنشاء مركز للأبحاث والتطوير يعرف باسم “كالسيو”، مختص بمعالجة ومحاربة عوامل تقدم العمر باستخدام أحدث التقنيات والعقاقير الطبية، خاصة بعد ملاحظة أن بعض العقاقير الطبية الحالية ساعدت في إطالة أمد الحياة المتوقع بأكثر من 10 سنوات لبعض المرضى.
وأكد اختصاصيو علم الوراثة الدكتور كريج فينتر من خلال إشرافه على مجموعة من الأبحاث العلمية أن الصيدليات تعمل حالياً على الوصول لتركيبة طبية وترخيصها من قبل وزارة الصحة الأمريكية، في ذلك الخصوص .
وقد تم اختبار التركيبة الطبية الجديدة “الرابمسيين” على مجموعة من الديدان والفئران، ولوحظ أن أمد الحياة المتوقع لكل منهم زاد بنسبة 14% عن المتوقع، وأعطت تلك النتائج والملاحظات الأمل لكثيرين وبخاصة مرضى السرطان.
ومن جهتهم اكتشف علماء من روسيا طريقة جديدة لإطالة عمر الإنسان إلى 150 سنة . وهو اكتشاف اعتمدته شركات من الولايات المتحدة وهونغ كونغ، في نشاطها العلمي والعملي وفقاً لما ذكره موقع “روسيا اليوم”.
وذكر الموقع أن هذه الشركات حصلت على تمويل قدره 18 مليون دولار من الصندوق الدولي “Deep Knowledge Ventures” للاستمرار في البحث، اعتماداً على الطريقة التي اكتشفها العلماء الروس، والتي تتضمن البحث عن مستحضرات طبية باستخدام تكنولوجيا كمبيوترية، بإمكانها المساعدة في إطالة العمر . وحالياً تستمر هذه البحوث والدراسات في الولايات المتحدة وهونغ كونغ . تجدر الإشارة إلى أن التكنولوجيا الجديدة إضافة إلى إطالة العمر تسمح بمكافحة الأمراض السرطانية بفعالية أكبر.
وأوضح موقع “روسيا اليوم” أن فريقاً علمياً يضم خبراء في علوم الأحياء والرياضيات والمعلومات الحياتية وخبراء في الأمراض السرطانية وخبراء في التقنيات العالية، تمكن من وضع طريقة لتحليل معطيات البيولوجيا الجزيئية للورم السرطاني بهدف اختيار علاج كيميائي خاص بكل مريض.
ووضع فريق العلماء الدولي منظومة OncoFinder التي لا مثيل لها، لتحديد التعبير الجيني للورم السرطاني للمريض المعني، ومن ثم مقارنته بالتعبير الجيني الطبيعي، وهذه الطريقة تسمح بمعرفة أسباب تكوّن الورم وبالتالي تحديد العلاج الكيميائي الأفضل والأكثر ملاءمة.
وفي السياق نفسه أعلن فريق بحث من كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك أنه تمكن من التعرف إلى الآلية التي تتحكم في شيخوخة الإنسان، وقد وجد أنها تقع في منطقة ما تحت المهاد، وهو جزء من الدماغ الذي يتحكم في معظم الوظائف الأساسية للحياة.
وقال دونج شنج تساي، أحد أعضاء فريق البحث، إنه أمكن عن طريق التلاعب بهذه الآلية، تقصير وإطالة العمر الافتراضي للفئران، وان اكتشاف هذه الآلية سوف يمكن الباحثين من تطوير أدوية جديدة يمكنها على الأقل تأخير الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.
وتقع هذه الآلية في الجزء العلوي من جذع الدماغ، ولها تأثير شامل، فهي تربط بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم، كذلك من بين أمور أخرى تسيطر على الاستجابة التلقائية لما يحدث حولنا، كذلك تتحكم في مستويات الهرمون، ودورات النوم واليقظة، والمناعة وتجديد الخلايا.
وقد وجد تساي وزملاؤه خلال بحثهم حول عملية الشيخوخة، أن الفئران العجوزة تنتج مستويات متزايدة من العامل النووي KB (NF-KB) وهو بروتين يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم الاستجابات المناعية.
وكان هذا البروتين بالكاد يكون ناشطاً في منطقة ما تحت المهاد في الفئران التي يتراوح عمرها بين 3 إلى 4 أشهر، لكنه يصبح نشطاً جداً في الفئران المتقدمة بالعمر وتتراوح أعمارهم بين 22 إلى 24 شهراً.
ولمعرفة ما إذا كان من الممكن التأثير في الشيخوخة عن طريق التلاعب في مستويات هذا البروتين، اختبر فريق تساي ثلاث مجموعات من الفئران في منتصف العمر . وأعطيت مجموعة واحدة العلاج الجيني الذي يمنع إنتاج البروتين، ومجموعة أخرى اعطيت العلاج الجيني لتفعيل وتنشيط البروتين وتركت المجموعة الثالثة من دون التعامل معها.
وقد عاشت المجموعة الأخيرة، كما هو متوقع بين 600 و1000 يوم، أما المجموعة الثانية التي أعطيت منشط البروتين فقد ماتوا جميعاً في غضون 900 يوم، في حين أن المجموعة الأولى التي أعطيت مثبط للبروتين عاشت لمدة تصل إلى 1100 يوم.
ويأمل فريق البحث في التوصل لصيغ دوائية للجرعات المختلفة من هذا البروتين وقياس تأثيرها في إطالة الحياة، لكن الفريق يرى أن هذا الهرمون من غير المرجح أن يكون عاملاً لإطالة الحياة إلى أجل غير مسمى، فهو واحد فقط من العديد من العوامل التي تؤثر في حياة الإنسان، حيث إن الشيخوخة هي عملية بيولوجية أكثر تعقيداً لذا فهم يأملون أن يتم توفير ادوية اعتماداً على هذا الاكتشاف تمكن من إبطاء الشيخوخة في السنوات العشرين المقبلة.
كما أظهرت دراسة جديدة، أشرف عليها باحثون من مدرسة بلافاتنيك لعلوم الحاسوب، أن تقييد السعرات الحرارية يمكن أن تكون فعالة في إبطاء الشيخوخة وإطالة العمر، حيث ركزت على وظيفة التمثيل الغذائي في محاولة لتحديد “جينات الشيخوخة”.
ويوحي الاكتشاف الجيني الجديد أن المعركة ضد الشيخوخة يمكن أن تكون بسيطة مثل الضغط على مفتاح.
وأشار الباحثون إلى أنه تم إنشاء خوارزمية حاسوبية الأيض التحويلية – أو MTA – للتنبؤ بالجينات التي يمكن إيقافها لإنتاج نفس تأثير تقييد السعرات الحرارية.
وأوضحت الدكتورة كيرين وفريقها أنها قادرة على التنبؤ بالجينات باستخدام MTA في الخميرة التي يمكن أن تكون أساساً من أجل تحويل التعبير الجيني من الخميرة الأكبر سناً إلى الخميرة الأصغر سناً، وقد ثبت تقييد السعرات الحرارية لإطالة عمر الخميرة واستخدام ذلك للنماذج الوراثية.
وحدد الباحثون نوعين من الجينات على وجه الخصوص، وهما GRE3 ADH2 والتي يمكن أن تعمل على تمديد عمر الخميرة . وطبقوا MTA على المعلومات الأيضية البشرية وأوضحت مجموعة من الجينات التي يمكن أن تتغير في أي مكان من 40-70 في المئة من الاختلافات بين أنظمة التمثيل الغذائي كباراً وصغاراً . وقد بدأ العلماء بالمثل في تطبيقها في الحمض النووي لدينا ووجدت في نهاية الكروموسومات لدينا.
وأوضحت الدكتورة كيرين أنه يمكن التنبؤ باحتمال تدهور الظروف الصحية المرتبطة بالعمر مثل مرض القلب والسرطان.
وفي الوقت نفسه، قامت الدكتورة كيرين باستخدام MTA لتحديد ما إذا كان عمر الفئران المهندسة وراثياً يمكن أن تطول عن طريق إيقاف جينات الشيخوخة.
وفي دراسة حديثة، تمكن الباحثون بنجاح عكس الشيخوخة في الفئران باستخدام المركب الخاص، مما يجعل الفئران الأكبر سناً قوية مثل الفئران الأصغر سناً.