منذ أن بدأ بكتابة رسالته السنوية عام 2009، يلتزم بيل غيتس بإنجازات وخطط مؤسسة “بيل وميلندا غيتس” الخيرية، لكن ليس لهذا العام؛ فهو مشغول بإنهاء مخططه الطموح للسنوات الـ15 المقبلة، والإعلان عن مبادرة من شأنها تعزيز التغيير والنشاط الاجتماعي.
وسيلتزم غيتس وزوجته مليندا، التي تشاركه كتابة رسالته هذا العام، بتمويل ابتكار قاعدة بيانات ذاتية التسجيل “للمواطن العالمي”. وسيذكر الأشخاص المسجلون فيها، القضايا والمواضيع التي تثير اهتمامهم بالتفصيل، كما ستتمكن بعض المنظمات المعروفة مثل: (ون كامباين- ONE Campaign) و(اأوكسفام-Oxfam) و(أنقذوا الأطفال-Save the Children)، من الوصول إلى أسماء هؤلاء الأشخاص.
ويتساءل غيتس، في مقابلة أجراها في نيويورك، عما إذا أمكنه حث هؤلاء الناس على السفر، لرؤية الأمور على أرض الواقع، وتشجيعهم على التطوع، وأن يصبحوا ناشطين حيال هذه القضايا أم لا. كما يشير إلى أن هذا هو الهدف الحقيقي، وليس مجرد إرسال الرسائل الإلكترونية إليهم.
ووفقاً لما يراه غيتس، فإن هناك الملايين من قواعد البيانات، وبالتالي لا ينبغي تضييع الوقت؛ فالمديرون التنفيذيون في مؤسسته يخبرون المنظمات غير الربحية أن العدد سيتخطى 10 ملايين بحلول الصيف المقبل، وحينها سيبدأ العمل الجاد. ويضيف مؤسس مايكروسوفت: “يميل الناس إلى التفاخر بحجم قوائم المتطوعين. وفي الحقيقة، إذا تمكنت من حث 20 ألف شخص فقط على الذهاب إلى أفريقيا، فهذا قد يكون مرضياً في حد ذاته.”
ويبدو أن مؤسسة غيتس لن تكتفي بقائمة المواطن العالمي فقط، بل ستشارك في (مشروع الفقر العالمي-Global Poverty Project)، لإدارة المهرجان السنوي للمواطن العالمي في سنترال بارك، والذي ابتكر أيضاً نموذجاً تحفيزياً مثل تذاكر الحفلات، لتسجيل الناس الذين يرغبون بالانخراط في العمل الاجتماعي. وسيكون هذا المشروع أشبه بـ”الخيمة الكبيرة” التي تضم منظمات أخرى. كما سيتحرى المشروع طبيعة العوامل السياسية لتحديد أي المجموعات يمكنها الوصول إلى أسماء أفراد القائمة من دون مضايقة المسجلين، بإرسال أكثر من 3-4 رسائل إلكترونية خلال الـ6 شهور الأولى. علاوة على ذلك، سيتم تخزين قاعدة البيانات من حيث مجال الاهتمام أو المنطقة أو أي مجال آخر.
ويراهن غيتس على البيانات الضخمة هذا العام، وهذا ليس بالأمر المفاجئ؛ فعام 2015 يمثل موعد تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية، والتي وضعت قبل 15 عاماً. بالإضافة إلى أنه يصادف الذكرى الـ15 لتأسيس “بيل ومليندا غيتس”. ويضيف بقوله: “إنها فرصة نادرة لحث الناس على التأني والتفكير قليلاً: ماذا يحدث للأشد فقراً؟ وماذا بشأن المساواة؟ وهل نتقدم بالفعل؟” وهذا في ظل انعقاد اجتماع الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، للاتفاق على خطة جديدة مدتها 15 عاماً، تهدف إلى القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030. لهذا، يفكر غيتس في كيفية استثمار مبادرة المواطن العالمي للاستفادة من هذا الاجتماع.
كما أنه يتوسع لذكر إنجازات المؤسسة وجهودها، لإنهاء مرض شلل الأطفال ومحاربة الملاريا. يقول: “هذا من الأمور التي نسعى إليها في المؤسسة. وهو يتطلب مقداراً ضخماً من الاستثمار.” ولهذا السبب، يستثمر غيتس بشكل مباشر في شركات الطاقة البديلة، ومن خلال تمويل شركات المخاطر التي تديرها: “فينود كوسلا” و”كلينر بيركنز”. ويرى أن الاستثمارات في مجال الطاقة تشهد تزايداً، وهذا يتوافق مع باقي نشاطاته خلال عام 2015، وهو حسب رأيه عام الفعل المباشر، وليس النوايا أو وضع النظريات.
فوربس