كشفت شركة «بوينغ» عن خطة لتصميم أول طائرة ركاب خارقة للصوت في مؤتمر للطيران في مدينة أتلنتا الأميركية. وبينما ستحدث الفكرة المطروحة وقدرة الطائرة ضجة كبيرة، إلا أن هذا التصميم لا يزال على بعد عقود من التحقيق على أرض الواقع.
نظرياً، قد تتمكن طائرة الركاب الخارقة للصوت من الطيران بسرعة 5 مرات سرعة الصوت (5ماخ)، أو ما دون 5149.9 كلم في الساعة. وتتيح هذه السرعة للطائرة فرصة نقل الركاب من لوس أنجليس إلى طوكيو في مدة أقصاها ثلاث ساعات، أو من نيويورك إلى لندن في ساعتين. مع الطيران الحالي، تتطلب هذه الرحلات 11 ساعة و7 ساعات على التوالي.
وكان دنيس مويلنبرغ، رئيس «بوينغ» التنفيذي، قد صرح في «معرض باريس الجوي» في أواخر 2018: «أعتقد أننا خلال عقد أو اثنين سنرى هذه الطائرات تتحول إلى حقيقة. نحن نرى ابتكارات مستقبلية يستطيع الناس بواسطتها الطيران حول العالم في غضون ساعتين».
لكن كيف لـ«بوينغ» وغيرها من شركات صناعة الطيران بناء طائرات ركّاب تطير لمسافات بعيدة في ساعات قليلة وبشروط آمنة؟ الوصفة الأساسية هنا هي تطوير مواد شديدة الخفة تستخدم في تصميم هيكل الطائرة ومحركات جديدة تدفع المركبات بسرعة أكبر. لكن هذه الابتكارات ستتطلّب سنوات من التطوير والاختبارات.
ولا بد أيضاً من الحديث عن مسألة الكلفة. كيف تنوي «بوينغ» إنفاق مليارات الدولارات خلال السنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة لبناء طائرة ركاب خارقة للصوت؟ وفي حال تم بناء الطائرة، هل ستكون الكلفة معقولة إلى درجة مربحة تتيح لخطوط الطيران تشغيلها بشكل منتظم؟
من جهته، شكّك جون بلويغر، الرئيس التنفيذي لشركة «إير ليز كورب» بجدوى الطائرات الخارقة للصوت بالنسبة لخطوط الطيران. وقال «بالنسبة لي، أرى أنه من الصعب، في السنوات الـ15 أو الـ20 المقبلة على الأقل، بأن تتوفّر هذه الطائرات بكلفة منافسة تشجع خطوط الطيران على الاستثمار فيها».
الشرق الأوسط